المملكة تكسب رهان «العشرين» - أيمـن الـحـمـاد

  • 11/15/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

كل الدول النامية في مجموعة العشرين شهدت اقتصاداتها انخفاضاً في النمو منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 (أول اجتماع لقمة العشرين) ما عدا المملكة والصين اللتين شهد اقتصادهما ارتفاعاً متفاوتاً. تكشف هذه الإحصائية البسيطة قدرة المملكة على التكيّف مع الأزمات والحفاظ على استقرارها ونموها الاقتصادي، لقد أثار التماسك المالي للمملكة إبّان الأزمة المالية إعجاب كثير من الدول، فالمملكة وعلى الرغم من اعتماد اقتصادها بنسبة تصل إلى 90% على النفط، إلا أنها أدارت الأزمة التي شهدها أقوى اقتصاد في العالم، وهو الاقتصاد الأميركي، ببراعة ونجت من تداعيات تلك المرحلة. في قمة العشرين بواشنطن عام 2008 كان سعر برميل النفط 40 دولاراً أي بنفس أسعارنا اليوم، وأصرت المملكة على التزامها طريق التنمية؛ ساعدها في ذلك وشجّعها انتعاش الأسواق النفطية بعد حوالي عام من حدوث الأزمة على وقع الطلب الصيني المرتفع. تطغى اليوم أسئلة كثيرة حول قدرة الاقتصاد السعودي على الصمود في مواجهة أسعار النفط المنخفضة.. ويبدو أن المملكة مصرّة - بعد سبع سنوات على الأزمة المالية العالمية - على لزوم التنمية كرهان حقيقي، لكن الرياض قرّرت اليوم التعامل مع أزمة السوق النفطية بشكل مختلف، إذ وعلاوة على مراقبة أسعار هذه السلعة الاستراتيجية بدأت في الدفع بحزمة تشريعات اقتصادية تهدف لفتح السوق وإعطائه ديناميكية وتنوعاً يمكّنه من الإسهام بإيجابية في الاقتصاد السعودي. قمة العشرين - التي تُعقد اليوم في أنطاليا ويرأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفد المملكة فيها - تأكيد على التزام الرياض المشاركة في صياغة القرارات الدولية، والإسهام في الحلول على المستوى السياسي والاقتصادي العالمي، إذ ينتظر أن يطغى على هذه القمة الاقتصادية ملف اللاجئين الذي يلقي بظلاله على الاقتصادات الأوروبية، وتنخرط فيه المملكة التي تستضيف 2.5 مليون سوري، إضافة إلى ملف الإرهاب الذي سيحتل والملف السوري جانباً كبيراً من نقاشات القادة الذين يحضرون هذه المناسبة وقد دانوا - أول من أمس - الهجوم الوحشي على باريس. تركيا مستضيفة هذه القمة تربطها والمملكة علاقات وطيدة ومميزة ويشترك البلدان في صياغة الحلول والقرارات الإقليمية، وتدفع الرياض وأنقرة باتجاه رفع مستوى التنسيق بينهما على جميع المستويات. إن وجود المملكة في هذه المجموعة كدولة عربية وحيدة يعبّر عن مكانتها ودورها وثقلها الاقتصادي والسياسي، كما أنه يشكل في الوقت نفسه عبئاً ثقيلاً تحمله المملكة من أجل الدفاع عن مصالح الوطن العربي الذي يعيش مرحلة تحوّلات واستقطابات تاريخية.

مشاركة :