هدمت السلطات الإسرائيلية منشآت سكنية وتجارية اليوم (الإثنين) في وقت اعتقلت قواتها 15 فلسطينيا من مناطق متفرقة في الضفة الغربية والقدس، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية فلسطينية. وحاصرت قوات الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم عمارة سكنية مكونة من 3 طوابق في بلدة العيساوية شمال القدس لعدة ساعات قبل أن تشرع في هدمها بحجة مصادرة الأرض المقامة عليها للمصلحة العامة وسط اشتباكات بالأيدي مع أصحابها. وقالت امتياز مصطفى صاحبة العمارة التي ورثتها من والدها لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العائلة تعاني منذ بناء العمارة السكنية قبل 10 أعوام من خلال حصولها على أوامر هدم متتالية من قبل بلدية القدس قبل أن تقوم بدفع غرامات مالية باهظة لوقفها. وأضافت مصطفى بينما بدا الحزن في عينيها أن القوات الإسرائيلية وصلت المكان في ساعات الصباح بشكل مفاجئ وبدأت بإخراج العائلة من العمارة قبل أن تشرع بهدمها وتركنا دون مأوى. كما هدمت آليات إسرائيلية أخرى 10 منشآت تجارية في بلدة حزما شمال شرق القدس بحجة البناء في المناطق (ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا). وقال جبريل الخطيب صاحب إحدى المنشآت المهدمة إن الآليات أتلفت كافة المعدات والبضائع الموجودة داخل المنشآت أثناء عملية الهدم التي تسببت بخسائر مالية كبيرة لأصحابها، معتبرة أن عمليات الهدم في إطار العقاب الجماعي بحق سكان البلدة. ويشكو الفلسطينيون من صعوبة الحصول على تراخيص للبناء في القدس لما وصفوه بوضع إسرائيل شروط "تعجيزية" لذلك دون فائدة، في المقابل لم يصدر أي تعليق إسرائيلي على عملية الهدم. وعادة ما تبرر السلطات الإسرائيلية عمليات الهدم أو المصادرة لمبان فلسطينية بأنها تقام من دون الحصول على الترخيص اللازم، فيما يقول الفلسطينيون إن ذلك يتم لصالح التوسع الاستيطاني. من جهة أخرى، أصيب عدد من الطلبة الفلسطينيين بحالات اختناق لدى مهاجمتهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي في بلدة "الخضر" جنوب مدينة بيت لحم، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر لـ((شينخوا)) أن القوات الإسرائيلية لاحقت طلبة المدارس أثناء مغادرتهم وأطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، فيما لم يصدر تعقيب إسرائيلي على ذلك. في سياق قريب، اعتقلت القوات الإسرائيلية 15 فلسطينيا خلال حملة "دهم" شملت عدة مدن في الضفة الغربية، بحسب ما أفادت أماني سراحنة مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني وهو منظمة غير حكومية. وقالت سراحنة لـ((شينخوا)) إن اعتقالات الجيش الإسرائيلي جرت في رام الله وجنين ونابلس والخليل وقرى شرق مدينة القدس، مشيرة إلى أن بين المعتقلين أسرى محررين. ويشن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقالات ودهم شبه يومية بالضفة الغربية في إطار ملاحقة فلسطينيين يصفهم "بالمطلوبين"، فيما يقول الفلسطينيون إنها غالبا ما تطال مدنيين. وفي القدس دخل عشرات من المستوطنين صباح اليوم إلى باحات المسجد الأقصى شرق المدينة من جهة "باب المغاربة" أحد أبواب المسجد بحماية الشرطة الإسرائيلية. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس في بيان إن عشرات المستوطنين وطلاب المعاهد دخلوا على شكل جماعات خلال الفترة الصباحية وأدوا صلوات دينية في باحاته. ويدخل المستوطنون إلى المسجد الأقصى أحد أكبر المساجد في العالم وتبلغ مساحته 144 دونما (الدونم يعادل 1000 متر مربع) ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين يوميا ما عدا الجمعة والسبت بحماية قوات الشرطة الإسرائيلية على فترتين صباحية ومسائية، في خطوة يعتبرها الفلسطينيون محاولة لتقسيمه زمانيا.
مشاركة :