أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين أن معرض «إكسبو 2020 دبي» منح دولة الإمارات دفعة قوية لمسيرة التنوع الاقتصادي. وأشاروا إلى أن الإمارات استفادت من الحدث في تعزيز قدراتها في مجالات تحتاجها بشدة؛ كالأمن الغذائي والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التعاون مع عدد هائل من دول العالم. وأضاف الخبراء، لـ «البيان»، أن احتضان الدولة معرض إكسبو أتاح الاطلاع على تجارب الآخرين وتبادل المعرفة والآراء والتجارب، خصوصاً في مجالات الأمن الغذائي والطاقة المتجددة، بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق الفائدة للجميع عبر إبرام اتفاقيات التعاون والشراكة. تغييرات جذرية وقال الدكتور علي سعيد العامري رئيس مجموعة الشموخ لخدمات النفط والغاز والتجارة: تعتبر دولة الإمارات من أكثر دول العالم استقطاباً للاستثمارات لتوفر مقومات الأمن والأمان والاستقرار وارتفاع مستوى الحياة. وأوضح أن معرض إكسبو 2020 دبي يحدث تغيرات جذرية ومهمة في اقتصاد الإمارات، كما سيحدث طفرة في الوظائف، واستعمال التكنولوجيا والرقمنة. وأشار إلى أن الإنشاءات الجديدة وتطوير البنية التحتية وتشييد الفنادق وظهور معالم جذب سياحية جديدة، جزء من الفوائد الاقتصادية لمعرض إكسبو. وأكد أن الاستثمارات في السوق العقاري حققت ارتفاعات كبيرة وإيجابية في الأسعار بسبب الاهتمام من قِبل المستثمرين الأجانب، مشيراً إلى الزيادة الملحوظة في أسهم شركات العقارات خلال الفترة الماضية، ولا ننسى الدور التحفيزي في مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى. واجهة رائدة وأضاف العامري: سوف يعود المعرض بالنفع على دبي والإمارات بعد انتهاء فترة استضافة المعرض، وسوف تستقر معدلات الإنشاءات. وأضاف: إنه من القطاعات التي سوف تزدهر وتستفيد من إكسبو منشآت الرعاية الصحية والتعليم والأغذية والزراعة وأماكن الحياة العصرية، والتي تساعد بدورها على جذب المواهب للشركات للاستفادة منها، كما يلعب إكسبو دوراً مهماً في جذب التكنولوجيا وتطوير عمليات الأمن السيبراني ويساعد في تعزيز مكانة الإمارات كدولة عالمية رائدة، فضلاً عن الدور المحوري الذي يلعبه إكسبو 2020 دبي في القطاع السياحي لتكون الإمارات واجهة رائدة تبهر العالم. وأضاف العامري: إن معرض إكسبو 2020 دبي سوف يساهم في تحفيز اقتصاد الإمارات بشكلٍ كبير، ويساعد على زيادة النمو ودعم الوظائف لسنوات عدة مقبلة. وقال: سوف يتحول موقع معرض إكسبو إلى مدينة دائمة بعد انتهاء الحدث، وسوف يتحقق من خلال ذلك مكاسب كبيرة لرواد الأعمال، كما سيكون لمعرض إكسبو تأثير على مستقبل الإمارات العربية المتحدة لسنوات مقبلة عن طريق تحفيز السفر والسياحة ودعم التنوع الاقتصادي واقتصاد مستدام وتعزيز مكانة الإمارات للأعمال والترفيه والاستثمار. مصادر جديدة من جهته، أكد رضا مسلم، الخبير الاقتصادي والمدير العام لشركة «تروث» للاستشارات الاقتصادية والإدارية، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تعلم منذ سنوات طويلة أن النفط سوف ينضب مهما طال الزمن، وسوف تظهر مصادر جديدة للطاقة وهو ما استعدت له بشكل واضح. وأضاف: إن الإمارات منذ اكتشاف النفط ومنذ قدومنا إليها في فترة السبعينيات وهي تبحث عن مصادر متنوعة للدخل. وأشار إلى أن ما فعلته الدولة يلهم العالم اليوم بالبحث عن مصادر نظيفة للطاقة تقلل من الانبعاثات الكربونية، وهذا الموضوع حديث العالم الآن. وأضاف: إن معرض إكسبو 2020 دبي منح دولة الإمارات دفعة قوية لمسيرة التنوع الاقتصادي التي بدأتها منذ سنوات، وتحاول الدولة الاستفادة من الحدث في تعزيز قدراتها في مجالات تحتاجها. الأمن الغذائي وأكد مسلم أن الإمارات تعمل على استقطاب الكفاءات العلمية من مختلف دول العالم خلال إكسبو وعن طريق الكفاءات العالمية تبحث كيفية استصلاح الأراضي الزراعية وتطوير المحاصيل بما يناسب البيئة الإماراتية، وتطوير الجينات النباتية بحيث يتحمل النبات درجات الحرارة المرتفعة وندرة المياه، وكلها أبحاث علمية وخطط وعلوم، بالإضافة إلى عقد الاتفاقيات خلال معرض إكسبو 2020 دبي لاستصلاح الأراضي وزراعتها مع دول تتميز بجودة الأراضي وكثرة المياه وكلها اتفاقيات في مجال الأمن الغذائي. أما عن الطاقة المتجددة، والإمارات سباقة في هذا المجال، ولديها خبرات واسعة في توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومن خلال إكسبو تعرف العالم على خبراتها في هذا المجال. وأضاف إن دول العالم تبحث كيفية تشغيل وتطوير والاستفادة من البنية التحتية وتطويرها بشكل مستمر، لأن البنية التحتية هي أساس المشروعات. وأكد أن دولة لديها بالفعل بنية تحتية قوية من طرق ومطارات وموانئ وإنترنت وكهرباء وكل ذلك، ثم جاء معرض إكسبو 2020 دبي ليكون دافعاً لتطوير البنية الأساسية والنظر لمرحلة ما بعد إكسبو وكيف نستفيد من الإنشاءات والمناطق والبنية الأساسية التي تم تشييدها بمناسبة استضافة إكسبو. وأشار إلى أن دبي استضافت حدثاً اقتصادياً قبل حوالي 20 عاماً عندما تم اختيارها عاصمة العالم الاقتصادية، استضافت وقتها نحو 25 ألف خبير اقتصادي ومالي خلال اجتماعات دولية وبسبب الحدث تم تطوير مركز دبي للمعارض بشكل كبير جداً. وأضاف: إن إكسبو استضاف 192 دولة عارضة، وتم تأسيس مدينة كاملة ومناطق وطرق، وكل هذا سوف يظل بعد انتهاء فعاليات المعرض. تبادل المعرفة من جهتها، أكدت ريد حمد الظاهري نائب أول رئيس مجلس سيدات أعمال الإمارات وعضو مجلس إدارة سيدات أعمال أبوظبي، أن احتضان الدولة لمعرض إكسبو أتاح الاطلاع على تجارب الآخرين وتبادل المعرفة والآراء والتجارب وخصوصاً في مجالات الأمن الغذائي والطاقة المتجددة بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق الفائدة للجميع عبر إبرام اتفاقيات التعاون والشراكة. وأضافت: إن إكسبو 2020 دبي شهد الكشف عن العديد من الابتكارات والإبداعات التكنولوجية والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي من قبل العديد من الشركات والدول المشاركة في محاولة منها للتحضير لمرحلة ما بعد النفط، والتوجه للاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة والالتزام بمبادئ الاستدامة والحفاظ على بيئة أفضل للأجيال القادمة. وأشارت إلى أن الإمارات من الدول السباقة في التوجه للمصادر النظيفة والمتجددة عبر إطلاق مشروع مصدر والاستثمار في محطات الطاقة الشمسية المتجددة سواء في أبوظبي أم دبي، والاستثمار في التقنيات المتطورة للإنتاج الزراعي، ما أكسب الإمارات الخبرة والمعرفة في هذا الشأن. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :