اختتمت مساء أمس الأول في ندوة الثقافة والعلوم بالممزر فعاليات الدورة الـ28 لجائزة راشد العلمية، بحفل تكريم الفائزين بجوائزها المختلفة لهذا العام. وقام سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، بتكريم الحاصلين على درجتي الأستاذية والدكتوراه، ضمن جائزة راشد للتفوق العلمي في دورتها الـ28، حيث شمل التكريم اثنين من الحاصلين على درجة الأستاذية، و69 مكرماً ومكرمة من الحاصلين على درجة الدكتوراه، إضافة إلى شركة أبوظبي لطاقة المستقبل مصدر، التي تم اختيارها شخصية العام العلمية، وهي الجائزة التي يتم إقرارها للمرة الأولى ضمن جائزة راشد للإبداع العلمي. معهد عالمي وصف المدير التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، أحمد بالهول، معهد مصدر المخصص لدراسات الطاقة، بالمعهد العالمي الرائد، مشيراً إلى أن مصدر أصبحت قبلة دولية للباحثين عن إتمام رسائل الماجستير والدكتوراه من مختلف دول العالم في مجال الطاقة. وكشف بالهول لـالإمارات اليوم عن أن 43% من الطلبة الدارسين في (مصدر) هم من أبناء الدولة، في حين تمثل الطالبات النسبة ذاتها أيضاً من جملة الدارسين المواطنين. وأشار بالهول إلى إن الدراسات في مصدر مجانية لأبناء الدولة، لكن المعهد مرتبط بعقود متعددة لشركات، تصل قيمتها إلى 50 مليون دولار، يتم استثمارها في مجالات التطوير المختلفة بالمعهد. سلطان صقر السويدي: تتويج للتفوق وصف رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، جائرة راشد للتفوق العلمي بأنها تتويج حقيقي للتفوق، وتقدير لحائزيه، مشيراً إلى أن الجائزة التي كرّمت 71 شخصاً أمس، تتجه، عاماً تلو الآخر، إلى تكريم نحو 7000 شخص، منذ انطلاقتها. ورأى السويدي أن إطلاق الجائزة في وقت مبكر، منذ نحو 30 عاماً، هو استشراف وبعد نظر حكيم، للأهمية الكبرى للبحوث والدراسات العلمية، وهو المجال الذي أصبح بمثابة ساحة حقيقية لتنافس حضارات العالم أجمع، وأولت الإمارات اهتماماً استثنائياً له في شتى المجالات. وأكد السويدي أن مصدر تستحق عن جدارة أن تكون بادرة للشخصيات الاعتبارية التي يتم منحها جائزة العام العلمية، مشيراً إلى أن الجائزة غير مقتصرة على الشخصيات الاعتبارية، وستمنح أيضاً للأفراد الذين قدموا خدمات جليلة في مختلف المجالات العلمية. الحفل الذي استُهل بكلمة مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، التي ألقاها علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة، شهد حضور رئيس المجلس الوطني الاتحادي، محمد المر، وعدد من المسؤولين والمهتمين بالمجالات العلمية والثقافي. وقال رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، لـالإمارات اليوم، إن الندوة كصرح ثقافي وطني، تفخر بتنظيمها هذه الجائزة الرائدة، سنوياً، مشيراً إلى أن تطور الجائزة، التي بدأت بتكريم الحاصلين على الشهادات المتوسطة، ثم الجامعية، فدرجتي الماجستير والدكتوراه، قبل أن تصبح مقتصرة على أصحاب درجتي الدكتوراه والأستاذية، تواكب في تطورها تطور شتى مناحي الحياة العلمية بالدولة. من جانبه، أعرب الدكتور أحمد بالهول، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل مصدر، الذي تسلم الجائزة الممنوحة لـمصدر، في تصريح لـالإمارات اليوم، عن اعتزازه بهذه المبادرة التكريمية التي تصبح من خلالها مصدر أول جهة تمنح هذه الجائزة العلمية المرموقة، لافتاً إلى أن هذا الاحتفاء يتوج بالفعل جهود المؤسسة في مجال الدراسات والبحوث العلمية المختلفة. وتضمن الحفل فيلماً وثائقياً عن ندوة الثقافة والعلوم، وأبرز الأحداث والفعاليات التي تنضوي سنوياً تحت مظلتها، وفي مقدمتها جائزة راشد للتفوق العلمي. وفي كلمته نيابة عن مجلس إدارة الندوة، قال نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، علي عبيد، إن وطناً يكرم جنوده وشهداءه وعلماءه لهو وطن يستحق أن يفتديه أبناؤه بأرواحهم، وأن يبذلوا الغالي والنفيس من أجل المحافظة عليه. وأضاف: قبل أيام كرّمت دولة الإمارات العربية المتحدة أبناءها، جنود الدفعة الأولى من قواتنا المسلحة العائدين من اليمن الشقيق، بعد أن أدوا نداء الواجب أفضل ما يكون الأداء. وبعد أيام تكرم الدولة أبناءها من الشهداء الذين ارتقوا سلم المجد، في يوم سيكون مهيباً دون شك، هو يوم الشهيد. وتابع: اليوم تكرّم ندوة الثقافة والعلوم أبناء الوطن من جنود العلم والمعرفة، حاملي شهادات الأستاذية والدكتوراه، مواصلة بذلك نهجاً بدأته قبل 27 عاماً، مؤكدة أن شرف خدمة الوطن حق مشروع لكل مواطن، حيثما كان موقعه، وهذه هي دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أراد لها مؤسسوها الأوائل، طيب الله ثراهم، ومثلما يريد لها الأبناء. تشرق الشمس عليها كل يوم لتجد منجزاً قد تحقق على أرضها، وثمة من يستحق التكريم قد خرج من بين أبنائها، وأنها تركت الآخرين خلفها، لتحتل مكاناً جديداً تحت الشمس، لم تكن قد زارته قدم قبل أقدام أبنائها. دولة عُرِف قادتها بالحكمة، وتحلوا بها على مدى عقود من الزمن، ومع الحكمة التي مازالوا يتحلون بها، أمسكوا بزمام الحزم، يستخدمونه كلما كان الحزم ضرورياً. وأشار عبيد إلى أن مناسبة مثل هذه، تكرم ندوة الثقافة والعلوم فيها نخبة من أبناء الوطن الأبرار، الذين أبحروا في مجالات المعرفة المختلفة، ليقدموا لنا خلاصة جهدهم ومثابرتهم وبحثهم، لهي جديرة بالحديث عن تضحيات أبناء الوطن في كل المواقع، من أجل رفعة هذا الوطن، والحرص على المنجز الذي حققه الآباء المؤسسون، وحافظ عليه الأبناء الذين ساروا على نهج الآباء، ليُعلوا صرح الوطن دوماً. وأكد عبيد أن الندوة بدأت عامها الـ29 عاقدة العزم على مواصلة مسيرتها بالقوة نفسها التي بدأتها بها، وبالعنفوان نفسه الذي تعيشه منذ تأسيسها وحتى اليوم، متطلعة إلى مزيد من الإنجازات التي عودتكم عليها. وجرياً على عادتها، تكرّم الندوة اليوم هذه المجموعة الجديدة من حملة شهادات الأستاذية والدكتوراه، الذين جنّدوا أنفسهم في مجالات العلوم المختلفة، ولفت عبيد إلى أن مجلس إدارة الندوة لهذه الجائزة في دورتها الأولى، كرّم شركة أبوظبي لطاقة المستقبل مصدر، لدورها في دمج البحوث والابتكار مع الاستثمار والتنمية المستدامة، وعملها على تطوير الأثر الصديق للبيئة، لتحديد طريقة عيشنا وعملنا في المستقبل. وعقب تكريم المتفوقين، تم تكريم شخصية العام العلمية، وهي جائزة استحدثتها ندوة الثقافة والعلوم التي تشجع العلوم إلى جانب الثقافة منذ تأسيسها، انسجاماً مع توجه القيادة الحكيمة للاهتمام بالعلوم، وقد قررت الندوة منحها هذا العام لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، لدورها في توفير الطاقة النظيفة والمتجددة. وتندرج مبادرة مصدر ضمن نوع جديد من شركات الطاقة العالمية التي تتخذ نهجاً شاملاً للواقع المتغير للطاقة العالمية في جميع أنحاء العالم، وتعمل مصدر من خلال دمج البحوث والابتكار مع الاستثمار والتنمية المستدامة.
مشاركة :