وأصبحت الدعوات أثقل - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 11/19/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

في السنتين الأخيرتين لا يسعد أكثر الناس باستلام دعوة الزواج؛ لأنها أولا عبء مروري، وعبء مواقف، وعبء عودة إلى المنزل، وتتابع مجاملات مع قوم لا يكاد يراهم في أيامهم العادية. ثم إن غالبية كبيرة من المدعوين يخرجون مُبكرا، وقد لا تأخذ إقامتهم أكثر من دقائق. لاحظتُ أن أكثر المدعوين للمناسبات الاجتماعية يتفادون البقاء حتى تقديم الطعام. لأسباب قد يكون من أهمها البطء الاضطراري فى تقديم وجبة الأكل، أو تأخيرها حتى حضور الشخصيات المهمة. وقد يكون المدعو ملتزما بمواعيد محددة للأكل، كنمط غذائي. أو لا يتناول طعاما ليلا. وحاول أحد معارفى أن يدقق في الموضوع عن طريق "بحث إحصائي"..!. جاء مبكرا، بسبب صلته بصاحب دعوة زواج. وطلب من سائق سيارته أن يجلس فى مكان يُتيح له رؤية الداخل والخارج وأعطاهُ ورقة وقلما، وطلب منه وضع نقطة في جانب الورقة الأيمن عن كلّ داخل، ونقطة فى الجانب الأيسر من الورقة عن كلّ خارج، وأعطاه إشارة التوقّف عندما نُودي للعشاء. والنتيجة أن عدد الداخلين بلغ 180 وعدد الذين خرجوا قبل العشاء 92 والمفترض في لقاء الدعوات على الغداء أو العشاء أن تكون لقاءً ترفيهياً يجمع الأحبة ويبعدهم عن أجواء الضغط. والبعض من كبار المدعوين أو ضيوف الشرف قد لا يرون ذلك بوضوح فتجدهم يتأخرون في الحضور الساعة والساعتين. وهذه هفوات لا يسامحهم عليها بقية المدعوين ممن حضروا. فإذا نفد صبرهم بدأ التذمر.. وصار كأن ب"خشوم البِل سفا".. والجملة وصف شعبي لعدم الراحة الذي دب بين الضيوف. (باُنوف الإبل شُعيرات من نبات الرعي أصابها بالعطاس). وعندما يدخل ضيف الشرف - بعد طول غياب - لن ينال ما يستحقه من تقدير، رغم الابتسامات الكاذبة. * نافذة شعر: يا ذاهباً في داره آتيا من غير ما معنى ولا فائده قد جُن أضيافك من جوعِهم فاقرأ عليهم سورة "المائده" لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :