إلزام شركة دفع 18 ألف دينار لمحامٍ أتعابا له عن استشاراته القانونية

  • 1/20/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

التمييز: عقد المشورة القانونية يعد من العقود المستمرة ألزمت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬الدائرة‭ ‬الثالثة‭ ‬المدنية‭ ‬شركة‭ ‬تجارية‭ ‬بدفع‭ ‬18‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لمحامٍ‭ ‬بعد‭ ‬النزاع‭ ‬استمر‭ ‬بالمحاكم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬امتنعت‭ ‬الشركة‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬أتعاب‭ ‬عقد‭ ‬متفق‭ ‬عليه‭ ‬بموجبه‭ ‬يقدم‭ ‬استشارات‭ ‬قانونية‭. ‬وقال‭ ‬المحامي‭ ‬أسامة‭ ‬أنور‭ ‬وكيل‭ ‬المحامي‭ ‬ان‭ ‬موكله‭ ‬رفع‭ ‬دعوى‭ ‬ضد‭ ‬مجموعة‭ ‬شركات‭ ‬طالباً‭ ‬إلزامها‭ ‬بأن‭ ‬تؤدي‭ ‬له‭ ‬مبلغا‭ ‬قدره‭ ‬18000‭ ‬دينار‭ ‬نظير‭ ‬تقديمه‭ ‬مشورة‭ ‬قانونية‭ ‬خلال‭ ‬60‭ ‬شهرا،‭ ‬وقال‭ ‬شرحاً‭ ‬ان‭ ‬المدعي‭ ‬كانت‭ ‬تربطه‭ ‬علاقة‭ ‬عقدية‭ ‬مع‭ ‬المدعى‭ ‬عليهما‭ ‬تقضي‭ ‬بأن‭ ‬يلتزم‭ ‬المدعي‭ ‬بأن‭ ‬يقوم‭ ‬بكافة‭ ‬الأعمال‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬يكلف‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أحكامها‭ ‬وغيره،‭ ‬ويكون‭ ‬هذا‭ ‬الشق‭ ‬من‭ ‬الالتزام‭ ‬الوارد‭ ‬بالعقد‭ ‬خاضعاً‭ ‬للاتفاق‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬طرفيه‭ ‬الخاص‭ ‬بتلك‭ ‬القضايا‭ ‬بحسب‭ ‬الجدول‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬بالعقد‭.‬ وقد‭ ‬جرى‭ ‬تداول‭ ‬الدعوى‭ ‬بالجلسات‭ ‬ودفع‭ ‬خلالها‭ ‬وكيل‭ ‬مجموعة‭ ‬الشركات‭ ‬بتقادم‭ ‬الدعوى‭ ‬وفقا‭ ‬للتقادم‭ ‬الحولي‭ ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬بقانون‭ ‬المحاماة‭ ‬والتقادم‭ ‬الخمسي‭ ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬المحاماة‭ ‬والقانون‭ ‬المدني‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬آخر‭ ‬عمل‭ ‬قانوني‭ ‬قد‭ ‬أداه‭ ‬المدعي‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬تاريخ‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الدعوى‭ ‬أقيمت‭ ‬بتاريخ‭ ‬1‭/‬2‭/‬2018‭ ‬وبجلسة‭ ‬29‭/‬4‭/‬2021‭ ‬وقضت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بعدم‭ ‬سماع‭ ‬الدعوى‭ ‬عملاً‭ ‬بالمادة‭ ‬367‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬المدني،‭ ‬والزمت‭ ‬المدعي‭ ‬بالرسوم‭ ‬والمصروفات‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭ ‬فطعن‭ ‬عليه‭ ‬المحامي‭ ‬أسامة‭ ‬أنور‭ ‬بصفته‭ ‬وكيلاً‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المحامين‭ ‬بالاستئناف‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأخيرة‭ ‬أيدت‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬عليه،‭ ‬ولم‭ ‬يرتض‭ ‬الحكم‭ ‬فطعن‭ ‬عليه‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭.‬ وطعن‭ ‬وكيل‭ ‬المدعي‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬الاتفاق‭ ‬المبرم‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬نُص‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الطاعن‭ ‬يستحق‭ ‬مبلغ‭ ‬300‭ ‬دينار‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬الفقرة‭ ‬قبل‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬العقد‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬إنهائه‭ ‬حينما‭ ‬قرر‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬يجوز‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬إنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بإعطاء‭ ‬إشعار‭ ‬واحد‭ ‬للطرف‭ ‬الآخر‮»‬،‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬المستندات‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬بالدعوى،‭ ‬بأنها‭ ‬قد‭ ‬خلت‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬بإنهاء‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬البتة‭ ‬ولم‭ ‬يُخطر‭ ‬المطعون‭ ‬ضدهما‭ ‬بإنهاء‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬للآن،‭ ‬مما‭ ‬يجزم‭ ‬بأن‭ ‬العقد‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مستمراً‭ ‬وقائماً،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬بشأن‭ ‬الجُعل‭ ‬الشهري‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬المشورة‭ ‬القانونية،‭ ‬وذلك‭ ‬طبقاً‭ ‬لشريعة‭ ‬المتعاقدين‭ ‬الواردة‭ ‬بالعقد‭.‬ وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬استقر‭ ‬عليه‭ ‬الفقه‭ ‬والقضاء‭ ‬بأن‭ ‬عقد‭ ‬المشورة‭ ‬القانونية‭ ‬أو‭ ‬الاستشارات‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬العقود‭ ‬المستمرة‭ ‬فقد‭ ‬يعزل‭ ‬المحامي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬من‭ ‬الترافع‭ ‬في‭ ‬دعاوى‭ ‬معينة‭ ‬تكلفه‭ ‬الشركة‭ ‬بها‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬ينصرف‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬الاستشارات‭ ‬القانونية‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يصار‭ ‬إلى‭ ‬إنهائه‭ ‬وفقاً‭ ‬للصيغة‭ ‬أو‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬العقد‭ ‬في‭ ‬اتباعها‭ ‬للطرق‭ ‬القانونية‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬ومنها‭ ‬الإشعار‭ ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬بالعقد،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬أرست‭ ‬مبدأً‭ ‬مهماً‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬عقود‭ ‬المحامين‭ ‬والمتضمنة‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الموكل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يلتزم‭ ‬بتقديم‭ ‬مشورة‭ ‬قانونية‭ ‬له‭ ‬مقابل‭ ‬جُعل‭ ‬شهري‭ ‬خاص‭ ‬بها‭ ‬والتزام‭ ‬آخر‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬يكلف‭ ‬بها‭ ‬المحامي‭ ‬لها‭ ‬مقابل‭ ‬خاص‭ ‬يتفق‭ ‬عليه‭ ‬الطرفان،‭ ‬فإن‭ ‬الاتفاق‭ ‬الخاص‭ ‬بالمشورة‭ ‬القانونية‭ ‬يظل‭ ‬سارياً‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬طرفيه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬ينتهي‭ ‬الالتزام‭ ‬الآخر‭ ‬بتكليف‭ ‬الموكل‭ ‬المحامي‭ ‬بقضايا‭ ‬لمباشرتها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يظل‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬اليه‭ ‬مقابل‭ ‬المشورة‭ ‬القانونية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يرسي‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬المشورة‭ ‬القانونية‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬العقود‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تسري‭ ‬عليه‭ ‬أحكامها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الالتزام‭ ‬بمقابله‭ ‬وطرق‭ ‬إنهائه‭ ‬المقررة‭ ‬بين‭ ‬طرفيه‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬فخراً‭ ‬للقضاء‭ ‬البحريني‭ ‬السباق‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المسائل‭ ‬النوعية‭ ‬الجديدة‭ ‬والتي‭ ‬يفرزها‭ ‬التطور‭ ‬المجتمعي‭ ‬وهذا‭ ‬السبق‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬البحريني‭ ‬يؤدي‭ ‬حتماً‭ ‬لاستقرار‭ ‬المعاملات‭ ‬وتحديد‭ ‬حقوق‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬اتجاه‭ ‬الآخر‭. ‬

مشاركة :