نتفليكس تستعين بمايكروسوفت لتدارك عثرتها في سوق البث الرقمي

  • 7/15/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اضطرت المنصة الأميركية العملاقة للبث التدفقي نتفليكس إلى الاستعانة بشركة مايكروسوفت من أجل تدارك عثرتها في سوق البث التلفزيوني الرقمي. وفقدت نتفليكس قوة الدفع لتنقاد إلى أول انتكاسة لها منذ عقد من الزمن في الربع الأول من العام الجاري، ما قد يجعلها في الصفوف الخلفية أمام منافسين جعلوا من تطوير أساليب استقطاب الجمهور هدفا للهيمنة على هذه السوق. ويبدو أن تداعيات الحرب في شرق أوروبا كان لها تأثير مباشر على نشاط المنصة التي تقدم الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت، خاصة مع تبادل موسكو والغرب عقوبات اقتصادية شلت عمل الشركات في السوق الروسية. روس بينس: مايكروسوفت تطرح مخاطر أقل مقارنة بشركات أخرى وأعلنت مايكروسوفت الأربعاء الماضي أنها ستدير تكنولوجيا بيع المساحات الإعلانية على نتفليكس، في ظل سعي المنصة العملاقة في مجال البث التدفقي إلى طرح اشتراكات أقل ثمنا تتضمن إعلانات. وكشفت نتفليكس عن هذا القرار في شهر أبريل الماضي بعد نتائج مالية مخيبة للآمال حققتها بين يناير ومارس الماضيين، إذ سجلت في هذه الفترة تراجعا في عدد المشتركين للمرة الأولى في عشر سنوات. وكانت المنصة تتوقع أن تكسب 2.5 مليون مشترك إضافي، فيما كان المحللون يتوقعون عددا أكبر، لكنها خسرت بدلا من ذلك بعضا منهم، ما أدى إلى انخفاض مجموع الاشتراكات إلى 221.64 مليون اشتراك. وقال رئيس نتفليكس ريد هاستينغز خلال مؤتمر تكنولوجي عبر الهاتف مع محللين “من الواضح أن الأمر يحقق نجاحا لدى هولو”، وهي خدمة منافسة في الولايات المتحدة. وأشار إلى أن الصيغة الجديدة للاشتراكات سترى النور خلال عام أو عامين، ما يعني أن المنصة قد تواجه متاعب أكثر خلال هذه الفترة أثناء ترتيب فوضى نشاطها في ظل وجود منافسين أقوياء. وأوضح هاستينغز “إذا أردتم صيغة الاشتراك دون إعلانات فسيبقى ذلك ممكنا. أما إذا كنتم تفضلون دفع مبالغ أقل ولا مشكلة لديكم في مشاهدة الإعلانات، فسيكون هناك أيضا عرض مناسب لكم”. ويضاف هذا الاشتراك إلى ثلاث صيغ متاحة أصلا في الولايات المتحدة، أقلها ثمنا تكلّف عشرة دولارات شهريا في الولايات المتحدة. وستتولى مايكروسوفت وضع تطوير وتنظيم المنصة الخاصة بالمعلنين الراغبين في بث إعلانات موجهة إلى مستخدمي نتفليكس. وقال غريغ بيترز مدير العمليات لدى نتفليكس في تصريحات أوردها بيان المنصة إن “مايكروسوفت أثبتت قدرتها على تلبية كل حاجاتنا الإعلانية من خلال تطويرها معنا صيغة اشتراك مع إعلانات”. وشدد على أن “مايكروسوفت تمنحنا خصوصا القدرة على الابتكار بصورة مرنة في المستقبل، سواء من ناحية التكنولوجيا أو تقنيات البيع، وتقدّم حماية فائقة لسرية مستخدمينا”. وأفادت معلومات نشرتها الصحافة الأميركية المتخصصة بأن نتفليكس درست إمكان التعاون مع شركاء آخرين، من بينهم غوغل الرائدة عالميا في مجال الإعلانات، وكومكاست الشركة المزودة للإنترنت المالكة لمنصة بيكوك التابعة لمجموعة أن.بي.سي يونيفرسال. لكنّ نقطة قوة مايكروسوفت تكمن في أنها لا تملك منصة منافسة في مجال خدمات البث التدفقي، خلافا للشركات الثلاث التي تحصد ثلثي ميزانيات الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة، أي غوغل وميتا وأمازون. Thumbnail ولفت روس بينس، المحلل في إي ماركتر، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن مايكروسوفت التي تتخذ مقرا لها في مدينة ريدموند شمال غرب الولايات المتحدة “تحتل المرتبة الرابعة” في سوق الإعلانات الإلكترونية في الولايات المتحدة. وقال إنها تطرح “مخاطر أقل لحصول تضارب مصالح مع نتفليكس مقارنة بشركات أخرى، كما أن لديها علاقات قائمة مع مروحة واسعة من المعلنين”. وأشار بينس إلى أن “هذا العقد يسد نقصا (لدى مايكروسوفت) في نشاطها الإعلاني، ويتمثل ذلك في محتوى عالي الجودة للفيديو بالبث التدفقي، مع إمكانات نمو كبيرة”. وتواجه نتفليكس منافسة متزايدة من منصات أخرى أبرزها أمازون برايم وديزني+ مما يفرض ضغوطا على إضافة مشتركين جدد، جراء تعدد الخيارات وتنوع الخدمات. وبرزت بعض مساعيها لتنويع مصادر دخلها خاصة في سوق ألعاب الفيديو المربحة. ففي سبتمبر الماضي استحوذت على أول أستوديوهاتها لألعاب الفيديو، نايت سكول ستوديو، وهي شركة ناشئة في كاليفورنيا ابتكرت خصوصا لعبة التشويق أوكسن فري. وفي نوفمبر من العام نفسه أطلقت لمشتركيها الكثير من الألعاب المخصصة للأجهزة المحمولة، من بينها بعض الألعاب المستوحاة من عالم مسلسل الخيال العلمي والرعب “سترينغر ثينغز”. كما اعتمدت في الآونة الأخيرة سياسة متشددة إزاء تشارك الحسابات على شبكتها، والذي كان يسمح للكثيرين بالاستفادة من الخدمة مجانا.

مشاركة :