يترقب الليبيون جلسة البرلمان القادمة التي ستعقد منتصف الأسبوع المقبل، لإعلان خريطة الطريق الجديدة التي ستحسم مستقبل العملية الانتخابية ومصير حكومة عبدالحميد الدبيبة التي تواجه دعوات متصاعدة لتغييرها وتحالفات لتنحيتها. وتعيش ليبيا هذه الأيام على وقع زخم سياسي وجدال بين سياسييها وفاعليها الرئيسيين، حول إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية أولاً أو تشكيل حكومة جديدة وصياغة دستور. لكن يبدو أن عدة أطراف سياسية تنشغل بعقد تحالفات واجتماعات لاستمالة النواب والقوى المؤثرة من أجل تشكيل حكومة جديدة، إذ تحاول هذه الأطراف التوافق على الشخصية التي ستتولى خلافة الدبيبة على رأس الحكومة. في الأثناء، تحدثت تسريبات إعلامية عن 3 أسماء معروفة تتنافس فيما بينها لتولي هذا المنصب، يتصدرها وزير الداخلية في حكومة الوفاق السابقة فتحي باشاغا كأبرز الأسماء المرشحة والمدعومة في الغرب والشرق الليبي، خاصة بعد لقائه التاريخي مع قائد الجيش خليفة حفتر، وكذلك نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق ورجل الأعمال أحمد معيتيق، ومعهما الدبلوماسي عارف النايض. غير أن هذه الخطوة، تصطدم برئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، الذي يتحصن بدعم أممي وخارجي يعارض تغييره، ويرفض تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة، بعدما أكد أّنه سيستمر في تحمل مسؤولياته وأداء مهامه، مما ينذر بحدوث صدام سياسي خلال الأيام المقبلة. وفي هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي فرج فركاش، في تصريح لـ«العربية.نت»، أن تشكيل حكومة في الوقت الحالي «سيكون صعب المنال بحكم المعطيات الداخلية السياسية والعسكرية والشعبية وتذبذب الموقف الدولي غير الموحد». كما لفت فركاش إلى أن أي اتجاه نحو تشكيل حكومة أو سلطة جديدة قبل 21 يونيو «قد تكون له عواقب وخيمة خاصة فيما يخص الاستقرار النسبي في المنطقة الغربية وخصوصًا في العاصمة طرابلس، كما يمكن أن يتسبب في مزيد من الانقسام السياسي والعسكري والمجتمعي».
مشاركة :