تضاءلت الآمال ببدء عملية انتقال سياسي في سورية وفق مقررات فيينا بعد تشكيك الرئيس السوري بالجدول الزمني المقترح لإجراء انتخابات وإصرار الرئيس الإميركي باراك أوباما على رحيل بشار الأسد لإنهاء النزاع المستمر منذ نحو خمس سنوات. واعتبر الأسد في مقابلة مع محطة التلفزيون الإيطالية الرسمية «راي» الأربعاء أن الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية «يبدأ بعد إلحاق الهزيمة بالإرهاب» مضيفاً «قبل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني... لأنه لا يمكن أن تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الإرهابيون على العديد من المناطق في سورية». ورأى الأسد أنه بمجرد تسوية هذه المسألة فإن «عاماً ونصف العام أو عامين ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية». وقال الرئيس الأميركي أمس (الخميس): «لا يمكنني أن أتصور وضعاً يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سورية مع بقاء الأسد في السلطة». وتأتي تعليقات أوباما بعد أيام على لقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وظهور بوادر الاقتراب من اتفاق بين الطرفين. وشدد أوباما من مانيلا على أن السوريين لن يقبلوا ببقاء الأسد في السلطة. وأضاف «حتى لو وافقت على ذلك، لا أعتقد أن هذا الأمر سينجح». وفي مؤشر على استمرار التباين حول مستقبل الأسد، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف الخميس في مقابلة مع إذاعة روسيا «نحن (...) مستعدون لتعاون عملي مع دول الائتلاف وللعمل معها لتحديد الشروط التي ستحترم على وجه التأكيد سيادة سورية والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية». وأضاف لافروف إن الرئيس السوري بشار الأسد يمثل «مصالح جزء كبير من المجتمع السوري، ومن المستحيل إيجاد حل سلمي بدونه». وتابع لافروف أن روسيا «لاحظت تعديل الموقف الغربي من الحماس الذي رد به الغرب على مبادرتها إجراء مفاوضات متعددة الأطراف حول سورية». ميدانياً، قتل 12 شخصاً وأصيب سبعون آخرون جراء غارات جوية لقوات النظام على مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. في المقابل، أصيب 16 شخصاً بجروح جراء سقوط قذائف مصدرها مواقع الفصائل على أحياء المزرعة والزبلطاني والعدوية في دمشق. ويأتي القصف المتبادل بعد الإعلان في وقت متأخر من ليل أمس الأول عن مفاوضات بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق بهدف التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار. وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تدمير «مركزي قيادة ومستودعي أسلحة وذخيرة للتنظيمات الإرهابية في دوما وخان الشيخ في ريف دمشق». واتهمت «إرهابيين يتحصنون فى الغوطة الشرقية» بإطلاق القذائف على العاصمة، مشيرة إلى إصابة ثلاثة أشخاص بينهم امراتان في حي المزرعة الدمشقي جراء تفجير «إرهابيين عبوة ناسفة زرعوها في دراجة هوائية». وعلى رغم التصعيد الميداني، قال مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» أن «فرصة التسوية لم تنته بعد، لكنها لم تصل بعد إلى مرحلة النتائج». وفي مدينة الرقة (شمال)، معقل تنظيم «داعش»، أحصى المرصد مقتل «ستة مواطنين وإصابة نحو عشرين آخرين بجروح بينهم أطفال، جراء قصف لطائرات حربية استهدفت آليات وصهاريج كانت تنقل النفط في شمال المدينة».
مشاركة :