تلجأ كثير من الأمهات إلى إعطاء الطفل حليب الأبقار إما كبديل لحليب الأم - في حالة عدم إرضاعه الرضاعة الطبيعية - أو كغذاء مساعد لحليب الأم. يفتقر حليـــــب الأبقار إلى بعـــــــض العناصر المهـــــمة للطفل مثل الحديد، وفيتامين E، والأحماض الدهنية الأساسية، ومن ناحية أخرى يحتوي على البروتين والصوديوم والبوتاسيوم بكميات عالية بحيث يصعب على الجهاز الهضمي للطفل الرضيع - دون عمر عام - التعامل معها وهضمها وخصوصاً هضم البروتين والدهون، كما وجدت دراسة حديثة أن كلاً من كمية ونوعية الحليب يؤثران في نمو الأطفال، حيث أجريت الدراسة على 1.000 طفل تمت تغذية مجموعة منهم بالحليب الاصطناعي بمعدل 600 مل أو أكثر يومياً، وتغذية المجموعة الأخرى بحليب الأبقار بدلاً عن حليب الأم والحليب الاصطناعي في العام الأول من عمرهم، وكان نمو الأطفال بالمجموعة الأولى أسرع خلال مدة الرضاعة واكتسبوا أوزاناً أكبر مقارنة بالأطفال الذين تمت تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية، أما أطفال المجموعة الثانية الذين تغذوا على حليب الأبقار فقد تعرضوا لزيادة الوزن بدرجة كبيرة وصلت إلى البدانة، وخرجت الدراسة بعد قياس أطوال الأطفال وأوزانهم ومؤشر الكتلة لديهم 14 مرة - منذ العام الأول وحتى بلوغهم 10 سنوات - بأن نوع وكمية الحليب يؤثران في نمو الطفل.. ويقول د. بولينا اميت من جامعة بريستول: إعطاء الطفل كميات كبيرة من حليب الأبقار في مراحل الطفولة اللاحقة يؤدي بالطفل إلى اكتساب سريع للوزن ويزيد مؤشر كتلة الجسم لديه خلال مرحلة الطفولة، ويضيف قائلاً: إن ذلك يؤدي إلى إصابة الطفل بالبدانة وبالأمراض المرتبطة بها، لذلك تحتاج الأمهات إلى تنبيهات بتقليل كمية الحليب التي تقدم للطفل بمجرد بدايته لتناول الأطعمة الأخرى، ووضعت الجهات المختصة إرشادات بأن الأطفال يجب ألا يعتمدوا على حليب الأبقار كغذاء أساسي قبل إكمال العام الأول من عمرهم. لتقديم أفضل نظام غذائي للطفل الرضيع ينصح بالآتي: إعطاء الأولوية للرضاعة الطبيعية على الأقل مدة الـ6 شهور الأولى من عمر الطفل. * اعتماد الطفل حتى عمر 12 شهراً إما على حليب الأم أو الحليب الاصطناعي المخصص للرضع في حالة تعذر الرضاعة الطبيعية، ويجب الابتعاد عن حليب الأبقار. * بداية تقديم الأطعمة الأخرى (المتماسكة) إلى الطفل عند عمر 6 شهور.
مشاركة :