باكو - التقى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الخميس رئيس أذربيجان إلهام علييف، في زيارة تستمر يومين وتهدف إلى تعزيز التعاون بين تل أبيب وباكو التي تتقاسم حدودا ممتدة مع إيران العدو اللدود لإسرائيل، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين طهران والدولة العبرية. وأفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن الوزير الإسرائيلي والرئيس الأذري "ناقشا مختلف المستجدات الإقليمية والعالمية وسبل تعزيز العلاقات الإستراتيجية في مواجهة التحديات المشتركة"، مضيفة أنه "تم التطرق أيضا إلى مجالات التعاون الأمني والصناعي". ولفتت إلى أن "المناقشة استندت إلى الاجتماع السابق الذي عقد بين القادة هذا العام في إطار مؤتمر ميونيخ للأمن". وتابعت "أعرب الوزير غالانت عن تقديره للرئيس علييف على قيادته والتزامه الشخصي بتعميق الروابط بين البلدين، بدءا بافتتاح السفارة الأذرية في إسرائيل"، مضيفة أن "الجانبين أكدا على الأهداف المشتركة لمزيد من الأمن والتبادلات الاقتصادية والتكنولوجية، فضلا عن السلام والاستقرار الإقليمي المشترك". والأربعاء اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إيران بالوقوف وراء محاولة الهجوم على سفارة بلاده في أذربيجان. وكانت السلطات الأمنية الأذرية قد أحبطت الثلاثاء محاولة هجوم على مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة باكو واعتقلت مواطنا أفغانيا يشتبه في تخطيطه للهجوم، وفق قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية. وقال كوهين الذي وجه أول اتهام رسمي من تل أبيب لطهران بالوقوف وراء الواقعة "إيران وراء محاولة الهجوم على السفارة الإسرائيلية في أذربيجان". وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن "الخلية الإرهابية التي تم القبض عليها في أذربيجان تم تمويلها وتلقت تعليمات من إيران". ودعا كوهين المجتمع الدولي إلى تشكيل "جبهة موحدة للتصدي لإيران وأذرعها الإرهابية في العالم"، على حد قوله. وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أدى في مايو/أيار أول زيارة رسمية له إلى باكو بدعوة من الرئيس الأذري إلهام علييف، في مسعى لتعزيز التعاون بين البلدين مع احتدام التوتر بين طهران وإسرائيل. وافتتحت أذربيجان الشيعية في نهاية مارس/آذار الماضي سفارة لها في تل أبيب بعد 30 عاما من العلاقات بين البلدية، في خطوة رحّبت بها إسرائيل وقالت إنها تأتي "تعبيرا عن عمق العلاقة بينهما". ويعود افتتاح السفارة الإسرائيلية في باكو إلى أوائل تسعينات القرن الماضي، بينما افتتحت أذربيجان مكتبا تجاريا في تل أبيب عام 2021 وعززته بمكتب للسياحة عام 2022. ولعبت إسرائيل دورا بارزا في تقديم الدعم العسكري لأذربيجان خلال السنوات الأخيرة وساندتها في نزاعها مع أرمينيا حول منطقة ناغورني قره باغ. وتُعد إسرائيل من أهم موردي الأسلحة لأذربيجان وتجاوزت مبيعاتها من 740 مليون دولار بين 2017 و2019، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (سيبري). ويلقي التوتر بظلاله على العلاقات بين إيران وأذربيجان الشيعيتين، إذ تحمّل طهران باكو مسؤولية التواجد الإسرائيلي على حدودها وتعتبره تهديدا لأمنها القومي. وفي أبريل/نيسان افتتحت إسرائيل سفارة في عشق آباد عاصمة تركمانستان على بعد أقل من 20 كلم من إيران، في خضم مساعيها لتعزيز حضورها في الدول التي تجاور إيران بهدف محاصرتها، بينما أكدت الدولة العبرية استعدادها للتصدي لتهديدات إيران النووية بما فيها استعمال كافة الوسائل الممكنة لمنعها من تصنيع قنبلتها الذرية.
مشاركة :