علمت «الشرق الأوسط» من شهود عيان في بلدة أطمة شمال سوريا قرب حدود تركيا أن الشخص الذي استُهدف في البلدة كان «رجلاً غامضاً» وساد اعتقاد أنه «عراقي وربما تركماني» دون أي تفاصيل إضافية، وكان يسكن في منزل عادي، تعيش في قبوه أسرة عادية. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إنه «في نحو الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، حلقت في أجواء بلدة أطمة قرب الحدود السورية التركية، 7 طائرات مروحية على علو منخفض جداً، وقامت بمحاصرة منزل مؤلف من طابقين وقبو أرضي بمحيط البلدة جواً، وعرفت القوات في المروحيات عن نفسها بأنها تتبع التحالف الدولي، وعلى المطلوبين تسليم أنفسهم، وطالبت خلال ذلك النساء والأطفال بإخلاء منازلهم في المنطقة المستهدفة، وأعقبها إطلاق نار كثيف بالرشاشات والصواريخ على المنزل المستهدف». ويضيف الشهود: «نفذت قوات التحالف إنزالاً جوياً، وانتشر عدد كبير من عناصرها بالمكان وسط اشتباكات عنيفة مع سكان المنزل، استمرت لأكثر من 3 ساعات، وجرى خلالها تدمير أجزاء من المنزل وأساسه، ومقتل 13 شخصاً؛ بينهم 4 نساء و6 أطفال، في حين جرى إسعاف طفلة تعرضت لإصابات خطيرة». وأوضح الشهود أن «سكان المنزل الذي جرى استهدافه من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية مجهولو الهوية ولا أحد يعرف عنهم ولا عن جنسيتهم أي شيء، ولم يتسن لأحد التأكد من أنه جرى إلقاء القبض على أي شخص خلال عملية الإنزال، بسبب ضراوة الاشتباكات ومحاصرة المكان من قبل قوات التحالف، واستهداف أي ضوء يقترب من المكان». من جهته، قال مالك المنزل في بلدة أطمة، إنه قام «بتأجير المنزل لشخص من ريف حلب منذ نحو عام بمبلغ 130 دولاراً أميركياً شهرياً، ولا يعلم بعد ذلك شيئاً عن سكان المنزل». وقال أحد أبناء المنطقة إن «المنزل الذي جرى استهدافه يضم طابقين وقبواً، وفي الطابق الأول يقطن الشخص المستهدف، بينما الطابق الثاني تقطن فيه امرأة أرملة واثنتان من بناتها، قتلوا جميعاً خلال العملية، أما القبو فتقطن فيه عائلة ورب الأسرة فيها يعاني من أمراض في الكلى لم يصابوا بأذى». وأضاف أنه «جرى استهداف سيارة تقل شخصين حاولت الاقتراب من مكان الاشتباك بالصواريخ والرشاشات، من قبل الطائرات الأميركية، مما أدى إلى مقتلهما على الفور، ليتبين فيما بعد أنهما عناصر أمنية يتبعون (هيئة تحرير الشام)». ونفذت طائرات مروحية تابعة لـ«التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، فجر الخميس 3 فبراير (شباط) الحالي، عملية إنزال جوي استهدفت خلالها منزلاً في منطقة أطمة، وسط اشتباكات عنيفة استمرت لساعات، ودعت فيها قوات التحالف عبر مكبرات الصوت «المطلوبين لتسليم أنفسهم»، وقتل خلالها 13 شخصاً بينهم أطفال ونساء، بحسب ناشطين. ووصفت «وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)»، أمس الخميس 3 فبراير الحالي، في بيان لها، «عملية الإنزال الجوي» التي نفذتها فجراً شمال سوريا بـ«(الناجحة)، دون سقوط أي ضحايا مدنيين». وأضافت أن «العملية جاءت لمكافحة الإرهاب في تلك المنطقة»، وأكدت اعتقالها عناصر إرهابية متطرفة. من جهته؛ أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، أن «القوات الأميركية نفذت بنجاح مهمة متعلقة بمكافحة الإرهاب في شمال غربي سوريا، ولم تكن هناك خسائر في صفوف القوات الأميركية، وسيجري توفير مزيد من المعلومات عندما تصبح متوفرة». وكشف مسؤولون أميركيون عن أن «إحدى الطائرات المروحية التي شاركت في عملية الإغارة على منطقة أطمة، واجهت مشكلات ميكانيكية، وكان لا بد من قصفها وتدميرها على الأرض». وتداول ناشطون «صوراً لحطام طائرة مروحية بالقرب من منطقة عفرين شمال سوريا، قالوا إنها تعود لحطام الطائرة المروحية الأميركية التي جرى قصفها على الأرض بعد تعرضها لمشكلة ميكانيكية». ويبعد المنزل المستهدف نحو مائتي متر عن حاجز ومعبر دير بلوط الذي تسيطر عليه قوات تابعة لـ«هيئة تحرير الشام»، ويبعد عن موقع عسكري ومخفر تابعين للقوات العسكرية التركية بنحو 500 متر، وكيلومتر، على التوالي، وتعدّ منطقة أطمة ملاذاً آمناً للنازحين السوريين، حيث تضم نحو 60 مخيماً وتجمعاً سكنياً للنازحين، ويتوارى في المنطقة زعماء وقادة فصائل بارزون؛ بحسب الناشطين. وقال ناشطون سوريون إن «عملية الإنزال لقوات التحالف الدولي قرب منطقة أطمة شمال إدلب، هي الأكبر منذ العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 وأدت إلى مقتل زعيم تنظيم (داعش) أبو بكر البغدادي وعدد من مرافقيه حينها».
مشاركة :