تناولت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسيية، المباحثات التي دارت أمس بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووصف المباحثات بـ «الحوار على الطريقة الروسية»، وقد اختارت أن تعبر عنه بصورة خضعت لرتوش فوتوشوب وزادت من طول طاولة بوتين، الطويلة أصلا، وثنتها على شكل S مقلوبة بالحرف اللاتيني، دافعة بالرئيس ماكرون الى أسفل الصورة. الصحيفة الفرنسية، بالغت إذ حاولت أن تجد دلالة سياسية لطاولة «التباعد الاجتماعي» هذه والبالغة أكثر من أربعة أمتار، ذلك أنها لم تكن محصورة بالرئيس الفرنسي لا بل إن بوتين المتوجس من عدوى كوفيد بات يدعو إليها جميع زواره. لم كل هذا الجهد لمنع حرب لا يريدها أحد؟ وأشارت صحيفة «ليبراسيون» ـ عن قصد يحمل رسالة ـ الى حملة نابليون الروسية التي انتهت، كما هو معروف، الى فشل ذريع. وقد كتبت الصحيفة في افتتاحيتها : «إن ثمة ما يضحك لو لم يكن الموضوع جديا لا بل مأساويا، إذا ما قدرنا كثافة الجهود الديبلوماسية الحالية لمنع اندلاع حرب لا يريدها أحد». وقصدت الصحيفة الفرنسية، النزاع العسكري، لكنها تشير الى أن ذلك لا يمنع أن «حربا نفسية هجينة» بدأت فعلا منذ سنوات عدة في أوكرانيا..وتشير الصحيفة الى تحقيق نشرته لمراسلها في كييف، الذي اعتبر أن «الكرملين خسر المعركة الثقافية في أوكرانيا، وأن البلاد ابتعدت أكثر فأكثر عن النموذج الروسي خاصة أن من هم دون الثلاثين عاما من الأوكرانيين لم يعرفوا الاتحاد السوفييتي». وتقول صحيفة ليبراسيون: إن «الكرملين يستعمل سلاح الحرب النفسية والإلكترونية والأخبار الكاذبة لزعزعة الأوكرانيين». من يدعو الدب للرقص لا يقرر متى ينتهي الرقص وتحت عنوان «رهان ماكرون الروسي»، أشارت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، الى لعب ماكرون على مفاهيم «عدم تجزئة الأمن»، و«النظام الأوروبي الجديد»، و«تساوي سيادات الدول»، في محاولة لكسب الوقت. لكن ما يريده بوتين بالفعل هو «احتواء الحلف الأطلسي وإخضاع الدول التابعة سابقا للاتحاد السوفييتي». واعتبرت «لوفيغارو»، أن الرئيس ماكرون يلعب بالنار نظرا لعدم تكافؤ الديك الفرنسي مع قوة الدب الروسي، وختمت افتتاحيتها بالتعبير عن أملها بأن «يكون الرئيس الفرنسي على علم بالمثل الشعبي الروسي القائل بأن من يدعو الدب للرقص ليس من يقرر متى ينتهي الرقص بل الدب بعينه» إهانة «ماكرون» في الكرملين وتداولت وسائل إعلام دولية، فيديوهات، تظهر الطريقة التي استقبل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والتي وصفها العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمهينة. وقد وصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى العاصمة الروسية موسكو، أمس الاثنين. لبحث الأزمة الأوكرانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وعلى عكس البروتوكولات المعتمدة دوليا والتي تقضي بأن يكون الرئيس في استقبال نظيره. لم يستقبل بوتين نظيره الفرنسي بل أعضاء من الكرملين والسفير الفرنسي بروسيا. وخلال المحادثات التي دامت لساعات متواصلة، جلس الرئيسان على طرفي طاولة هائلة الحجم، اعتبرها معظمهم إهانة. كما أطلق عليها آخرون تسمية طاولة التباعد والتي خصصها الرئيس الروسي لتطبيق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا. وتعرَّض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للإهانة من قِبل نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ حيث سارع الأخير بترك قاعة المؤتمرات في الكريملين، دون أن ينتظر نظيره الفرنسي حسب ما تنص عليه البروتوكولات.. وأظهر مقطع فيديو مغادرة الرئيس الروسي للقاعة تاركًا نظيره الفرنسي «خلفه»، دون أن ينتظره للسير معًا للخروج من القاعة.. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال: إن بعضًا من مقترحات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لنزع فتيل الأزمة بين روسيا والغرب في ملف أوكرانيا يمكن أن تسهم في حلحلة الأزمة، وذلك إثر لقاء بين الزعيمين في موسكو استمر أكثر من خمس ساعات.
مشاركة :