قال دبلوماسي عراقي ان الأطراف السياسية في العراق تتحاشى مصارحة إيران بشأن الحصص المائية مجاملة او خوفا او بسبب ولاءات بعضها للنظام السياسي في ايران على حساب العراق. وقال المستشار في وزارة الخارجية العراقية محمد الحاج حمود في حديث لـ(أخبار الخليج) انه تراس وفدا عراقيا الى طهران لحسم الخلافات حول الحصص المائية وما يتعلق منها بمجرى شط العرب الذي استحوذت ايران على نصفه بحسب اتفاقية الجزائر الموقعة بين صدام حسين وشاه ايران في الجزائر عام 1975، الا ان المفاوضات مع الجانب الإيراني توقفت بعد جلستين فقط. وقال الحاج حمود ان الإيرانيين أوقفوا المفاوضات من دون ان يقدموا سببا واحدا وكل ما فعلوه ان ممثليهم لم يحضروا لاستئناف الجلسات ما دفع الوفد العراقي الى العودة الى العراق من غير ان يحقق اي نتيجة. وبين الدبلوماسي العراقي ان هناك 42 نهرا مشتركا بين العراق وإيران استحوذت ايران عليها جميعها، وقامت بتغيير مسارات بعضها بعيدا عن الأراضي العراقية، موضحا ان الاتفاقيات بهذا الشأن تقضي بتحديد حصص مائية بنسب معروفة لكل من البلدين الا ان العراق لم يحصل على اي نسبة من مياه تلك الأنهر بسبب التحكم الإيراني الكامل بها وحرمان العراق منها. ووصف الحاج حمود المفاوضات مع إيران بشأن الخلافات الحدودية والمائية بـ(حوار الطرشان) الذي لا طائل من ورائه بسبب تزمت الجانب الإيراني وإصراره على تجاهل مطالب العراق. وقال: لقد تم وضع 720 دعامة على طول الحدود بين العراق وإيران تمهيدا لترسيم الحدود بين البلدين الا ان الترسيم لم يتحقق حتى الان، موضحا ان هناك زحفا إيرانيا نحو الأراضي العراقية مثلما توجد هناك نقاط امنية عراقية داخل الأراضي الإيرانية. وتسببت السياسة المائية الإيرانية إزاء العراق بجفاف عشرات الالاف من الدونمات الزراعية وموتها وخاصة في محافظتي ديالى والبصرة المحاددتين لإيران الا ان الحكومات العراقية المتعاقبة لم تتخذ إجراءات كفيلة بحفظ حقوق العراق باستثناء دعوى رفعها العراق الى المحاكم الدولية ضد ايران لم يتم البت بها حتى الان.
مشاركة :