اختُتمت أمس الخميس فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمعرض «جلفود 2022» الذي يعدّ المعرض السنوي الأكبر من نوعه على مستوى العالم في قطاع الأغذية والمشروبات، والذي استمر لمدة 5 أيام، ويحظى هذا المعرض بأهمية كبيرة، حيث يجتمع فيه قادة هذا القطاع لرسم الملامح المستقبلية لمشهد الأغذية والمشروبات العالمي. وقد حظيت هذه الدورة التي انطلقت يوم الأحد الماضي، في مركز دبي التجاري العالمي، بأهمية كبيرة، بالنظر إلى عوامل عدة أساسية، أولها المشاركة الواسعة فيها، إذ استقطبت أكثر من 4000 شركة ونخبة من المتحدّثين والخبراء ورواد الفكر ومديري الشركات وصنّاع السياسات الحكومية، من 120 دولة، ناقشوا وضع الخطط المستقبلية لإحداث تغيير القطاع للأفضل. وثانيها، أنها ركّزت على الحاجة الملحّة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة بخصوص التغيّر المناخي، وتعزيز الالتزام بممارسات الاستدامة ومواكبة الطلب المتنامي على الأغذية الصحية، وهذه قضية بالغة الأهمية. وثالثها، أنها ركّزت بشكل كبير على الدور المتزايد للتجارة الإلكترونية في قطاع الأغذية والمشروبات، ما يعكس مواكبة المعرض للتغير الطارئ في سلوكيات المستهلكين، وهو التغير الذي تعاظم في ظل القيود التي فرضتها جائحة «كورونا» ورابعها، أنها شهدت انطلاق حملة الحدّ من الهدر الغذائي الأولى من نوعها بهدف إحداث تحرّك عالمي بهذا الشأن. وخامسها أن هذه الدورة تزامنت مع انعقاد «إكسبو 2020 دبي»، ما وفّر لها أعدادًا كبيرة من الزائرين. وأكد انعقاد معرض «جلفود 2022»، في ظل الظروف الاستثنائية التي ما زالت تفرضها جائحة «كورونا» والصورة التنظيمية الدقيقة التي خرج بها من حيث إجراءات السلامة والنظافة لضمان بيئة عمل آمنة، قدرةَ الإمارات ونجاحها المتواصل في تنظيم كبرى الفعاليات الدولية على نحو مثالي، بالنظر إلى ما تمتلكه من خبرات عريضة في هذا السياق. ومّما لا شك فيه أن هذا المعرض، الذي يُعقد بشكل سنوي، يسلّط الضوء على المكانة المتميزة التي تتمتع بها دولة الإمارات، والدور الذي تقوم به في قطاع الأغذية والمشروبات على الصعيد الدولي، في ظل اهتمامها الكبير بهذه القضية، وما تبذلها من جهود دؤوبة على صعيد «استدامة الغذاء». ولعل المشاركة الواسعة في دورة هذا العام من قِبل العلامات التجارية الصديقة للبيئة، هي تأكيد على نجاح هذه الجهود، وهو الأمر الذي يلقى تقديرًا عالميًّا واسعًا من قِبل التقارير الدولية والمنظّمات المتخصّصة في النظر إلى الأهمية القصوى لتأمين إمدادات الغذاء، والحيلولة دون حدوث نقص فيها، على نحو يضاعف من مشكلة توفير كميات الغذاء الكافية في دول العالم المختلفة. * عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
مشاركة :