بيئة طاردة .. وأخرى مستقطبة - هاشم عبده هاشم

  • 11/26/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

•• تستضيف مدينة «دبي» وحدها.. ثلاثة مشروعات طبية سعودية رفيعة المستوى لكل من الدكتور سليمان الحبيب.. والدكتور مازن فقيه.. وآل البترجي.. •• كما تستضيف العشرات من المشروعات متعددة الأغراض وتساهم كلها في رفع مستوى الخدمات المقدمة لأبناء الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والمقيمين فيها أو الوافدين إليها.. •• هذه الاستثمارات تتمتع بما هي جديرة به من احترام.. وتقدير وإقبال منقطع النظير.. لأنها نُفذت وفق مواصفات عالية الجودة وأنفقت عليها بلايين الدولارات وسط سعادة أصحابها بمساهمتهم تلك في المدينة الأجمل خليجياً. •• والسؤال الآن هو: •• كيف نجحت مدنية دبي في استقطاب رأس المال السعودي للعمل بها.. وإقامة تلك المشروعات والخدمات الحيوية فيها؟ •• وبكل تأكيد.. فإن السؤال ليس موجهاً لجهات الاختصاص في مدينة دبي.. كما أنه ليس موجهاً لأصحاب تلك المشروعات الحيوية.. وإنما هو موجه.. لوزارة الصحة.. ولهيئة الاستثمار.. ولوزارة الشؤون البلدية والقروية.. ولوزارة التجارة والصناعة.. وكذلك لوزارة المالية لدينا.. •• السؤال موجه لهذه الجهات وغيرها.. لأن أصحاب هذه المستشفيات - على وجه التحديد - ذاقوا الأمرين بين دهاليز هذه الوزارات لإنجاز مشروعات مماثلة.. ما لبثوا أن يئسوا من الوصول معها إلى نتيجة.. فما كان أمامهم من سبيل إلا إلغاء مشروعاتهم تلك.. والتوجه بها فوراً إلى المكان الذي وجدوا فيه العون.. والمساعدة.. والتيسيرات ما حوَّلها إلى صروح ضخمة في فترة محدودة.. ووسط هالة من الترحيب .. والتشجيع منقطع النظير.. ودون أي عقبات.. أو تعقيدات.. أو إجراءات روتينة عقيمة تستهلك سنوات وسنوات ولا توصل إلى نتيجة.. هذا إذا لم تكن هناك أمور ودوافع أخرى للمماطلة.. والتعطيل.. وإهدار الوقت والجهد وقتل روح البادرة لدى أصحابها.. •• هذه الحقيقة.. يجب أن نعترف بها.. وأن نعزو إليها الكثير من التأخر لبعض المشروعات الحيوية الهامة.. •• وإذا استمر هذا الحال.. فإن المزيد من الأموال الساخنة والضخمة سوف تغادر موطنها بكل سهولة.. للتحول إلى مشاريع ضخمة.. وحيوية في دول أخرى.. غير دبي التي لا نشعر بأن ذلك كثير عليها.. بل على العكس من ذلك.. نحييها.. ونشد على أيدى المسؤولين فيها.. ونقول بأن تخلصها من البيروقراطية الإدارية التي نعاني منها قد حولها إلى «تحفة» شرقية.. بل إلى مزار مهم يجد فيه الناس جميع الناس ما لا يجدونه في غيرها من خدمات صحية.. وفندقية.. ومن أنشطة استثمارية عريضة.. نتيجة سياسة فتح الأذرع للجميع.. وتقديم الدعم والعون اللا محدودين لكل المستثمرين بينما نحن هنا نطردهم .. ولا نشعر بخسارتنا من جراء هذه الطريقة «العنجهية» في التعامل مع رأس المال الوطني.. وفي نمط الإدارة العقيم الذي نتبعه.. والطارد لكل المبادرات والإنجازات الكبرى.. ولا أدري إلى متى يستمر هذا الحال؟ *** • ضمير مستتر: •• (نحن بحاجة إلى تغيير العقول قبل تغيير الأنظمة تحقيقاً للمستقبل المنشود).

مشاركة :