نحن ومصر.. مرة أخرى - هاشم عبده هاشم

  • 11/16/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

•• هناك خلط كبير عند بعض الناس بين الأسس والثوابت والاستراتيجيات.. وبين المواقف العابرة.. في حساب السياسات المعتمدة بين الدول.. •• والذين لا يفصلون بين السياسات المستقرة.. وبين التوجهات العابرة في تعامل أي دولتين على وجه الأرض مع قضية من القضايا يقعون في أخطاء كبيرة تقودهم إلى تصورات وربما حسابات أكثر خطأ عند تقويم العلاقة بين دولتين من دول العالم.. •• وسأعطي أكثر من مثال على هذا الخلط الموجود لدى هذا البعض سواء كان الخلط بحسن نية أو كان بدافع الرغبة في التشويش على علاقات البلدين أي بلدين.. •• أول هذه الأمثلة.. هو العلاقات السعودية المصرية.. فمنذ أن جاء إلى سدة السلطة في الشقيقة مصر.. الرئيس عبدالفتاح السيسي.. وهناك أصوات لا تكاد تهدأ.. وتحاول أن تصور البلدين على أن بينهما خلافاً ولا سيما تجاه الوضع السوري.. وكذلك نحو حجم ونوع وطبيعة المشاركة المصرية في التحالف بمواجهة الوضع في اليمن. •• وكما قلت في البداية.. فإن هؤلاء يظنون أن المملكة تربط الحل النهائي للقضية السورية برحيل الأسد.. فيما لا ترى مصر ذلك.. وهذا خطأ وسوء فهم لسياسات البلدين.. فنحن في المملكة واضحون كل الوضوح في مسألة رحيل الأسد – في النهاية -.. ولا أعتقد أن مصر تعترض على ذلك في إطار أي تسوية نهائية للقضية لأن أهم ما يهمها ويهمنا أيضاً هو الحفاظ على كيان الدولة السورية القوي ووحدة الأراضي وسلامة الشعب السوري.. وليس مصير الأسد نفسه. •• وحتى وإن كان هناك تفاوت في طريقة التعاطي مع هذه القضية فهو في الآليات وليس في الجوهر على الإطلاق. •• ومع ذلك.. فإن كلاً من المملكة ومصر العربية تدركان أنهما ركيزة العمل العربي القوية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.. ومن هذا المنطلق جاء موقف المملكة الداعم بقوة للشقيقة مصر.. وللرئيس السيسي على وجه التحديد بوجه كل الأخطار والتحديات.. بل إنهما مصممان على العمل المشترك بالتكامل وتوحيد القوة العربية وجمع الصفوف وتعزيز العلاقات الثنائية واستخدام زخمها في لملمة الصف العربي من جديد والحيلولة دون استمرار الفرقة والتباعد بين دوله. •• وقد جاءت مشاركة الرئيس السيسي في القمة العربية اللاتينية في الرياض مؤخراً.. ولقاؤه مع خادم الحرمين الشريفين.. بمثابة رد عملي قوي على تلك التخرصات وترجمة ذلك باستمرار رحلات الطيران السعودي إلى ومن شرم الشيخ المصرية حتى بعد حادثة الطائرة الروسية المشؤوم.. وكذلك الإعلان عن مجلس للتنسيق بين البلدين مهدت له زيارات الأمير محمد بن سلمان لمصر.. وسوف يتعزز هذا التوجه بمزيد من الترابط والتعاون والتفاهم الشامل بقيام القوة العربية الموحدة التي يجري الإعداد الجيد لقيامها في الوقت المناسب وبالشكل المناسب. •• أما المثال الثاني.. فهو العلاقات السعودية الروسية التي يجري العمل على تطويرها برغبة مشتركة من البلدين.. وسوف تتبلور بصورة أوضح بعد الاتفاق على بعض التفاصيل المرتبطة بقضايا الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم سواء من الناحية الأمنية أو الاقتصادية أو السياسية. •• ونفس الشيء ينسحب على علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأميركية التي تسير وفق ثوابت راسخة وإن اختلفنا معهم في بعض الأمور تبعاً للتحليل النهائي لكل دولة تجاه بعض القضايا والشؤون.. •• وفي النهاية.. •• فإن المملكة – كما أرى – تعيش مرحلة مراجعة شاملة لكل الأمور في ضوء المعطيات التي تعيشها المنطقة.. ويحياها العالم.. وهي مراجعة تسعى إلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم مستفيدة من مكانتها السياسية والاقتصادية.. والروحية.. وحسن توظيفها لتحقيق ما تريده.. وتتطلع إليه.. وترى فيه مصلحة الإقليم وترعى معه مصالح دول وشعوب العالم بعيداً عن الصدام.. أو الاستفزاز.. أو الخلاف مع أحد.. شريطة أن يبادلنا الآخرون كل الاحترام.. ولا يتدخل في شؤوننا.. أو شؤون منطقتنا بأي حال من الأحوال.. لأننا في النهاية دولة سلام.. ومحبة.. ووئام.. ولا رغبة لنا في الصدام مع أحد.. أو في التطلع إلى حقوق ومكاسب أي طرف آخر.. وإن كنا لا نسمح لأحد بأن يهددنا.. أو يتجاوز علينا.. أو يحاول النيل مجدداً من منطقتنا. *** • ضمير مستتر: (لا خلاف بين الأشقاء والأصدقاء على الأسس والمشتركات إلا في ذهن الأعداء والمتربصين)

مشاركة :