قصيدة النثر وملتقى الإبداع

  • 11/27/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

احتل الشعر مكانة في ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، وقد كان التوجه إلى مناقشة قصيدة النثر وإشكاليتها مع الحداثة والهوية، في مكانه، فقد أخذت القصيدة الجديدة قسطاً وافراً، من مداولات النقد العربي الراهن، على مدى أكثر من خمسين عاماً، وهو ذلك النقاش الذي بدأ صارماً ورافضاً لهذا الشكل الجديد من الكتابة الشعرية، لاسيما وأن بدايات ذاكرة الشعر العربي وفي الفترة ذاتها، كانت بدأت تتعاطى بنوع من الحيادية مع مصطلح قصيدة التفعيلة، وهو المصطلح الذي سبق قصيدة النثر، وكانت التفعيلة في حينه بدأت تستقر مع خرقها لقواعد الشكل المطلوب وهو الشعر الموزون منذ أواسط القرن العشرين الميلادي، مع ظهور أسماء شكلت جبهة قوية الحجة في الدفاع عن مشروعها الحداثي، الذي تتعامل معه الذاكرة النقدية بنوع من الاحترام والتقدير، خاصة أن هذه الأسماء شملت: بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وصلاح عبدالصبور، وعبد الوهاب البياتي وغيرهم. تضمنت جلسات الأبحاث المشاركة في محور (قصيدة النثر.. العلاقة مع التراث تواصل أم قطيعة) عناوين كثيرة تتقاطع مع هذا المحور بمشاركة كتاب ومبدعين من البحرين والإمارات، والعراق والكويت والسعودية، وكانت الشهادات التي أبرزت تجارب الكتاب أنفسهم مع قصيدة النثر تدور حول مفاصل كثيرة، تشير في مجملها إلى موجة الحداثة الثانية في الشعر العربي، مع ظهور هذا المصطلح إلى حيز الوجود، وهو الذي يذكرنا بتلك الكتابات التي كانت تبحث في مشروعية قصيدة النثر، من كونها خطوة حقيقية باتجاه الحداثة الشعرية، وباعتبارها واحدة من التنويعات الفنية في الشعر العربي الحديث، رغم نزعة تمردها على الشكل، وأنها تجربة جديدة واعية في التجديد، غير أنّ هذا الإنجاز لم يأت إلا بعد معارك سابقة لشعراء ونقاد، حملت توجهاً محافظاً يحاكم تلك القصيدة، وينال من أصالتها، وعدم مشروعيتها ونسبتها إلى مشروع الحداثة الغربية، وربطها مباشرة بتنظيرات الناقدة الفرنسية سوزان برنار. الآن، ومع زمن يتجاوز الخمسين عاماً على ولادتها، تبرز قصيدة النثر، لتتصدر الأسئلة ذاتها، تلك التي تبحث في مشروعها التحديثي، وإشكاليتها الفكرية والفنية أو الأدبية، وربما يكون ذلك دليلاً حياً على حيوية هذه القصيدة، وخصائصها الفنية والجمالية. إن استمرار قصيدة النثر طوال هذه المدة لتثير هذا الصخب من حولها، يلتقي مع كونها صارت راسخة، وأصيلة رغم اختلاف البعض معها، ففي قراءة لشهادة الدكتور خليفة بن عربي بعنوان (على أعتاب الوجع) يقول: كلّ قصيدة أكتبها هي وجعٌ جديد، وجع على مستوى مكابدة المعنى ومساوقته للشّكل، وجعٌ على مستوى الكدّ البدنيّ الّذي تنتابني حالاتُه حين كلِّ قصيدة، وجعٌ على مستوى همّ تكوين الابتكار والجِدّة، وجعٌ على مستوى تساؤلاتٍ أخرى من مثل: هل وصل المعنى محمّلاً بالمشاعر كما أعانيه؟ هل سيضع نصّي نفسه في خانةٍ حقيقةٍ بوجوده، أم أنّه سيمضي عابراً كريح عابرة؟ في بعض ما قاله د. خليفة تستحق قصيدة النثر هذا العناء وهذا الوجع لتبقى نصوصها، متضامنة مع فكرة الشعر بعباراتها وأفكارها ومحمولاتها الجمالية والفكرية. Ohasan005@yahoo.com

مشاركة :