تخفيف الاهتياج في عاصفة الزواج | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 11/27/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الزواج يُشبه حَلبة المُلاكمة، تَطول فِيهِ وتَقصر الجَولات، حَسَب إصرار وصمود كل خصم، لَكن أحيَانًا يَتلقى أحدهما ضَربة قاضية مِن الآخَر، ليَسقط مُغشيًا عَليه، تَمَامًا كَمَا حَدَث لصَاحبي، الذي أهدَى لزَوجته وَردة بمُنَاسبة ذِكرَى زَواجهما، فرَفضتها قَائِلة: (لا أحتَاج الوَرد؛ فهو مَوجود في الحَدَائِق العَامَّة، بَل أحتَاج «جَزْمَة مَاركة» تَرفع مِن شَأني).. وحِين فَشلتُ في التَّرويح عَن صَاحبي المُثير للشَّفَقَة، لَجأتُ إلَى يَوميّات الزواج، عَلّها تُخفّف آلَامه، وهَذه بَعضها: (الأحد) بَين الحُب والزَّوَاج خِلَافات ومَعارك، ومُنَاقشات ومَدارك، وصعُود وهبُوط، وكَثير مِن الفَلاسفة تَكلَّموا في هَذا الشَّأن، ولَعلَّ مِن أَغرَبهم وأَطرَبهم؛ وأعجَبهم وأعذَبهم، الأَديب المِصري «توفيق الحكيم»، الذي يَقول: (الحُب مَرض، والصّحَة زَوَاج، والمَرَض والصّحة لَا يَلتقيان)..! (الاثنين) هَل الزَّوَاج يُؤثِّر عَلى المَرأة؟ والتَّأثير هُنَا المَقصود بِهِ الطبَاع والأخلَاق، لَا الشَّكل والعيون والأحدَاق.. استَمرّ هَذا السُّؤال طَويلًا، ولَم يَتجرَّأ أَحَد عَلى الإجَابَة عَنه، خَوفًا مِن النِّسَاء، حَتَّى جَاء القَرن العشرين، وجَاء مَعه الفَيلسوف السَّاخِر «جورج برنارد شو»، فقَال: (تَظلُّ المَرأة مِن الجِنس اللَّطيف إلَى أنْ تَتزوَّج)..! (الثلاثاء) اختيَار الأزوَاج المُناسبين للبَنَات؛ قَضية تُؤرِّق كُلّ أَب، ومِن الصَّعب وَضع وَصفة لكَيفية نَجَاح هَذه الزِّيجَات، ولَكن هُنَاك مَثَل صِيني يَقول: (إذَا نَجح زَواج ابنَتك فقَد كَسبتَ ابنًا، وإذَا فَشل فقَد خَسرتَ بِنتًا)..! (الأربعاء) مَراحل نمُو المَرأة مُتعدّدة، ولَعلّ أَهَم مَا فِيها مَرحلة الزَّواج، التي تَفوق كُلّ المَراحِل، لذَلك يَقول «شكسبير»: (الحيَاة في نَظر الطِّفلة الصَّغيرة صيَاح وبُكَاء، وفي نَظَر الفَتَاة اعتنَاء بالمَظهر، وفي نَظر المَرأة زَوَاج، وفي نَظر الزَّوجَة تَجربة قَاسية)..! (الخميس) وَظيفة الرَّجُل مُهمّة في نَظَر المَرأة، فهي دَائمًا تَبحث عَن الوَظيفة ذَات المَردود العَالي، وتَطمَح أنْ تَتزوَّج المُدير، ولَكنَّها لَا تَرغب في الزَّوَاج مِن «سَايس الحمير».. هَذه الوَظَائِف تَعرفها النِّساء، ولَكن رَائِدة القصَص البُوليسيّة، الأديبَة الإنجليزيّة «أجاثا كريستي»، نَبّهتنا إلَى شَيءٍ؛ مَا خَطَر عَلى قلُوبنا ولا عَلَى عقُولِنَا، حِين قَالت: (عَالِم الآثَار هو الزّوج الأفضَل للمَرأة، فكُلّما كَبُرت زَاد اهتمَامه بِهَا)..! (الجمعة) تَعَامُل الزّوج مَع الزّوجَة؛ يَجب أنْ يَكون مُتدثِّرًا بثيَاب الحَضَارة والرُّقي، ومِن أُولَى دَرجَات الحَضَارة؛ أنْ يَكون الزّوج مُتغافلًا عَن صَغَائِر هَفوَات زَوجته، ولقَد انتَبَه إلَى هَذه النُّقطَة الفَيلسوف اللِّبنَاني «جبران خليل جبران»، حَيث قَال: (الزّوج الذي لَا يَغفر لزَوجته هَفوَاتها الصَّغيرة، لَن يَتمتَّع بفَضَائلها الكَبيرة)..! (السبت) قَد يَعتقد البَعض أنَّ ظُلم الزَّوجَات للأزوَاج؛ أو ظُلم الأزوَاج للزَّوجَات، أَمرٌ هَيّن يَسير، ومَا عَلِمُوا أنَّ الله حَرَّم الظُّلم عَلى نَفسه، وحَرَّمه عَلى البَشَر بكُلِّ أشكَاله، وقَد تَغافَل النَّاس عَن ظُلم الأزوَاج بَعضهم البَعض، ولَم يَنتبهوا إلَى قَوله تَعَالَى: (ولَا تَنسوا الفَضل بَينكم). لذَلك قَال الإمَام الغَزَالي: (إنَّ ظُلمَ الأزوَاج للأزوَاج أَعرَق الإفسَاد، وأعجَل في الإهلَاك، مِن ظُلم السُّلطَان لِرَعيّته). تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :