سفينة الزواج لا تبحر في خضمّ الهياج | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 2/27/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

السّيطرَة عَلى أطوَار الزَّوَاج؛ تُشبه إلَى حَدٍّ كَبير التَّحكُّم في فَورة بُركان، لتَصبّ حِمَمه في مصَانع التَّعدين، فيَوميّات الزَّوَاج قَد تَحمل 24 لَحْظة فَرَح، أو 24 لَحْظة غَضَب.. تَمَامًا مِثل هَذه اليَوميّات، فهي لَا تُراهن أنَّ كُلّ طَريق تَسلكه يَخلو مِن مَطبّ: (الأحد) عيون الزَّوج قَبل الزَّوَاج؛ يَجب أنْ تَكون عَلى غَير حَالها بَعد الزَّوَاج، لأنَّ المِنظَار سيَكون أقرَب بَعد الزَّوَاج، وتَكون الأخطَاء أكبَر، تِلك الأخطَاء التي لَا يَرَاها الرَّجُل قَبل الزَّوَاج، عَلى اعتبَار أنَّ المُعَاشرة، تَكشف خَفَايَا المُغَامرة، لذَلك يَقول أَحَد الفَلاسفة: (افتَح عَينيك قَبل الزَّوَاج لتُحسن اختيَار الزَّوجَة، وأَغمضهمَا بَعد الزَّوَاج حتَّى لَا تُغضبها)..! (الاثنين) استشَارة الزَّوجَة مَدار خِلاف بَين البَشَر، وقَد جَاءت في كُتب التُّراث مَقولة: «شَاوروهنّ وخَالفوهنّ»، ولَكن هَذا القَول لَم يَتّفق عَليه النَّاس، بَل هُنَاك مَن يُنَاقضه، ويُصرّح بنَقضه، وهو الأديب «لونجفيلو»، حَيثُ يَقول: (مَن يَستشر زَوجته في المسَائل الكَبيرة؛ يَنظر إليهَا كمَخلوق يَفوق البَشَر حِكْمَةً وصَلَاحًا، وذَلكم هو الزَّوج الحَكيم).. وهُنَاك فَريقٌ ثَالث أَخَذ المَقولة إلَى مُنعطف أكثَر غَرَابة، وهي أنَّ المَعنَى المَقصود هو «شَاوروهنّ لتُخالفوهنّ»..! (الثلاثاء) صَفاء الحيَاة الزَّوجيّة قَد يَرتبط بالمَرأة، وقَد يَرتبط بالرَّجُل، ومَا نَقوله عَن الصّفَاء نَقوله عَن التَّعكير، ولَكن هُنَاك مَن وَزّع الأدوَار بطَريقته، وأَعنِي بذَلك الأديبَة «هلست»، حَيثُ تَقول: (إنَّ بإمكَان الرَّجُل أنْ يُعكّر الحيَاة الزَّوجيّة، ولَكن لَيس في إمكَانه أن يُحدث ذَلك الصَّفَاء. هَذا مِن اختصَاص المَرأة)..! (الأربعاء) يَتسَاءل النَّاس -وبالذّات الأزوَاج- كَيف يُسيطرون ويَتحكَّمون في المَرأة؟ مُعتبرين فِكرة الزَّواج هي مَعركة فِيهَا قَائد ومقود، ومُسيطِر ومُسيطَر عَليه، ولَكن السيّد «فولر» حَدّد طَريقة جيّدة يُسيطر مِن خِلالها الزَّوج عَلى الزَّوجة، حَيثُ يَقول: (احكُم نَفسك أوّلاً ليَسهُل عَليك حُكمُ زَوجتك)..! (الخميس) الجِدَال بَين الزَّوجين في حَالة الخِصَام قَد لَا يُفيد، بَل إنَّه أحيَانًا يزيد مسَاحة الخِلاف، لأنَّه طَريق سَلبي للحوَار، ولَكن النِّقَاش في حَالة الرِّضَا مُفيد؛ وغَني لتَغذية الحِوَارَات الزَّوجيّة، لذَلك عَليكم أنْ تَقتَصدوا في الكَلَام أثنَاء الخِلَاف، حَيثُ يَقول أَحَد خُبرَاء الزَّوَاج: (لَا يَتفَاهم الزَّوجَان عَادةً إلَّا بِقَدْر مَا يَقتَصدَان في الكَلَام)..! (الجمعة) الزَّواج يَجعل الاثنين وَاحِدًا، وقَد يَستغرق هَذا الاتّحاد فَترة طَويلة، قَد لَا يَسمح الزَّمن للزَّوج بأنْ يَتّخذ قَرارَاته مُنفردًا، وقَد لَمسَ هَذه النَّاحية الأديب «كونت كريستوم»، حَيثُ يَقول: (حِين يَعزم الرَّجُل عَلى الزَّوَاج؛ فقَد يَكون ذَلك آخر قرَار يُسمح باتّخَاذه)..! (السبت) التَّوافُق بَين الزَّوجين في الطِّباع؛ أَمرٌ قَابِل للجَدَل، وكُلّ مَن شَاء يَستطيع أنْ يَفتي فِيه، وبَعض المُفتين لَا قِيمة لفتوَاه، مِثل مَن يَنصح الرَّجُل البَارد بالاقترَان بامرَأة حَارّة الطِّبَاع، حتَّى لَا يَلتقي الحَار بالحَار، فيُصبح الزَّوَاج قَابلاً للطَّلاق في أَي لَحظة.. أمَّا بَعض المُفتين؛ فإنَّ آرَاءهم تَستوجب التَّوقُّف والتَّأمُّل والتَّدبُّر، ومِن ذَلك نَظريّة الفَيلسوف «جوتة» التي يَقول فِيها: (مِن الأشيَاء غَير المُستحبَّة؛ أنْ تَتزوَّج المَرأة الصَّامِتة الجَادّة رَجُلاً مَرِحًا طَروبًا، ولَا ضَرَر مِن أنْ يَتزوَّج الرَّجُل الصَّامِت الجَاد؛ امرَأة مَرِحَة طَروبة)..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :