مهما بدا الفساد منيعاً على الافتضاح وعصياً على المحاسبة، فإن له أجلاً لا بد منه، وتأريخاً يُفضح فيه. وهذا هو نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق، الذي أزكم الأنوف بسوء ريح فساده! ليس على مستوى المال العام فحسب، وإنما باستغلال سلطاته التي سخرها في سبيل محاربة كل مصلح، ولقمع كل من تسول له نفسه الوقوف في وجه ظلمه وبطشه، بما فيهم نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي الرجل السني المحترم، والذي أمر المالكي قضاءه الفاسد بإصدار حكم بالإعدام عليه بعد تهم ملفقة رواها شهداء زور بالجملة. اليوم يعاود المالكي إطلاق تهديدات جديدة بفضح رجال دين وأبناء مرجعيات تورطوا في ملفات فساد كبيرة في فترة ولايته، ولا زالوا حسب ادعائه خاصة في ملف الطاقة وجولات التراخيص بصورة خاصة. وطبقاً لمصدر مقرب من المالكي، فإن الأخير وخلال اجتماع جمعه مع بعض قيادات حزب الدعوة الحاكم، قد هدد بفضح كل من محمد رضا السيستاني وذراعيه عبد المهدي الكربلائي وأحمد الصافي وتورطهم بملفات فساد كبيرة في ملف جولات التراخيص النفطية وإدارة العتبات المقدسة واستحواذهم على مليارات الدولارات من خلال هذه الصفقات المشبوهة. طبعاً لا يتوقع أحمق فضلاً عن عاقل، أن تهديدات نوري المالكي صدرت بسبب استيقاظ ضميره، فهو أصلاً معدوم الضمير، وهو لم يتورع عن نهب مئات الملايين من الدولارات، بل أمر بقتل الأبرياء وهتك الأعراض وسجن الشيوخ من أهل السنة دون أية أدلة سوى اعتراضهم على فساده وظلمه وبغيه. السبب الجلي هو اطلاعه على معلومات مؤكدة عن عزم العراقي الإيراني علي السيستاني وابنه محمد رضا وذراعيه الصافي والكربلائي وممثلهم في الحكومة العراقية حسين الشهرستاني، على التخلص من المالكي من خلال قتله أو محاكمته. كل الأدلة التي يمتلكها المالكي تدينه أولاً قبل أن تدين خصومه، فهو يقرّ بأن كل تلك التجاوزات حدثت في عهد حكمه المشؤوم الذي استمر طيلة 8 سنوات عجاف، وأنه كان على علم بها عبر نسخ من تسجيلات لمكالمات هاتفية ومقاطع فيديو وأرقام حسابات مصرفية تابعة لهم. يبدو أن نوري بابا اختلف مع لصوصه الأربعين!! salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :