تحدثنا في المقال السابق عن "مهرجانات الشِّعر" التي تُساهم في رقي الشِّعر والشعراء، وأصبحت في الوقت الحالي تشهد: النجاح والإخفاق.. فهناك مهرجانات شِعرية ناجحة بكل المقاييس والصور الفنية، وهناك أيضاً ما هو عكس ذلك تماماً.. لذا نجد الشاعر دائماً يحرص كل الحرص على الظهور المشرّف والناجح الذي يزيد من درجات نجاحه وتألقه ونجوميته وفي هذا الاتجاه الرائع والجميل يقول الشاعر حمود العتيبي: تقهو من صافي الهاجوس بننٍ وهيل شبت بصدري معاميله وبالشِّعر فاح أبدع بيوت الشِّعر واختار منها الجزيل في الهزل ياهل العقول الشم مالي صلاح العبد لو طال عمره مقتفيه الرحيل يعيش ما عاش في الدنيا هموم وكفاح وعند إقامة مهرجانات الشِّعر الناجحة التي تشهد التعقل والموضوعية، والتوجيه الناجح والسليم، والدعم القوي، وكل ما هو يعزز من رفع شأن الشِّعر والشعراء.. فالوطن يوجد فيه الكثير من الشعراء والشاعرات الذين يستحقون منا الاعجاب والتمتع بقصائدهم وإبداعهم، ويجب حضور وسائل الإعلام التي تتمتع بالدور القوي والمهم والحيوي في مثل هذه المهرجانات الناجحة.. وذلك لما لها من عوامل التأثير الهائل في جذب الجمهور، ونقل الكلمة الشعرية في جميع أنحاء الكون. كما أن الشاعر الذي يشارك في مثل هذه المهرجانات ويترفع عن قصائد المهاترات والإثارة المبالغ فيها، وكل ما يثير الأحقاد، ويوقظ الفتن، ويلتزم بما بمبادئ الشّعر الأصيلة، والأخلاق الحميدة.. فالشّعر كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح كما قال الشاعر سلطان الهاجري: الشِّعر هذا قبيح.. وذا مليح وكلبوها ساريٍ مفعولها اجلد القبيح.. في وجه القبيح وقول وش رأيك وأقول اصولها ورسالة الشِّعر رسالة سامية وهادفة لما يحمله من مضامين هادفة، وقيم نبيلة، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: تأصل روح التكافل الاجتماعي بين أبناء الوطن، ومناهضة الظلم والعنصرية والتفرقة، والوقوف بجانب الحق والعدل الذي يُعد من أهم الركائز التي تجعل الشاعر يستطيع -بعد توفيق الله- أن يؤثر في سلوك وحياة الناس.. فالشِّعر له دور في المجتمع، ورسالة سامية تنبع من فكر سليم، ومشاعر صادقة، ونبض يخفق بكل ما هو جميل. قبل النهاية للشاعر جمعان خلف الرشيدي: الشِّعر مصدره المشاعر للإنسان أحداث تجبره أن يكتب لجلها ومن يبني أفكاره على ساس تعبان نتائج آخرة العمل يحتملها ومني لمن يسمع تحية.. وعرفان أجل.. وأجمل من روايح نفلها