توقف نشاط وادي السيلكون الصيني يفقد نمو الاقتصاد قوة الدفع

  • 3/17/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تُنتج في مدينة شنغن الهواتف الذكية وألعاب الفيديو للعالم بأسره في ناطحات سحاب ضخمة تمثل رموز الصين الحديثة لكن اليوم يعيش "مصنع التكنولوجيا" في البلاد تحت الحجر وهو ما من شأنه أن يصيب الاقتصاد بأكمله بالركود. وفي مواجهة أخطر موجة وبائية منذ عامين، أوقف مجلس المدينة الجنوبية وسائل النقل العام وحث 17.5 مليونا من سكانها على أن يلزموا منازلهم. كما طُلب من الشركات اللجوء إلى العمل عن بعد، وهو خيار يستحيل أن تتبعه مئات المصانع في المدينة والتي من المؤكد أن إغلاقها سيعطل سلاسل التوريد العالمية. وتعتبر شنغن المدينة الصينية الثالثة من حيث الناتج المحلي الإجمالي كونها المقر الرئيسي للعملاقين هواوي المتخصصة في صناعة الهواتف والجيل الخامس للاتصالات وأيضا تنسنت المتخصصة في الإنترنت وألعاب الفيديو، وهي متاخمة لإقليم هونغ كونغ المتمتع بحكم شبه ذاتي، ومن ثم فإن أيّ حجر مطول سيكون مؤلما. هونغ هاو: شنغن مركز تصنيع ومحور تكنولوجي وتعطل نشاطها مقلق وقال هونغ هاو من شركة الخدمات المالية بوكوم أنترناشونال لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “بالنسبة إلى الصين، تعتبر شنغن مركز تصنيع ومحورا تكنولوجيا”. وأضاف أن “الحجر حدث كبير وأعتقد أننا لم ندرك بعد بالكامل تأثيره”. واضطرت شركة فوكسكون التايوانية العملاقة، والمورد الرئيسي لشركة أبل الأميركية، إلى تعليق أنشطتها في شنغن. وكذلك، أوقفت شركات أخرى، مثل الشركة المصنعة الصينية نيتاك محركات الأقراص الصلبة وبطاقات الذاكرة جزءا من إنتاجها. وبحسب المعطيات المتوفر تمثل المنتجات الإلكترونية والميكانيكية حوالي 80 في المئة من صادرات المدينة مما جعلها أحد أبرز محركات النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة. ويقول شيوي شانغ الاقتصادي لدى شركة بيبوينت آسيت مانجمنت إن الاستهلاك “يتأثر بسرعة وبشدة” أثناء الحجر، يليه الإنتاج والاستثمار. ويُطلق في أكثر الأحيان على مدينة شنغن اسم “سيليكون فالي الصينية” نظرا إلى عدد شركات التكنولوجيا الفائقة الموجودة فيها ونظام بيئة الأعمال المحلي الذي يسهل تنميتها. وتجذب هذه الشركات المتطورة بعضا من أفضل المتخصصين الصينيين والأجانب، بالإضافة إلى الكثير من الخريجين الشباب الذين يسعون للعمل لدى الأسماء الكبيرة في هذا القطاع. ويقول هونغ هاو “إنه تأثير السلسلة المتصلة (أحجار الدومينو)”، موضحا أن أجزاء أخرى من الصين تعتمد على السلع المنتجة في شنغن قد تتأثر أيضًا، و”إنتاجيتها يمكن أن تتأثر”. ويوجد ما لا يقل عن ست شركات مدرجة في قائمة موردي أبل في شنغن، إلى جانب شركات أخرى مثل شركة بي.واي.دي الصينية لصناعة السيارات الكهربائية. ويمكن أن تثقل القيود المفروضة في جميع أنحاء البلاد كاهل الهدف المحدد لنمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني لعام 2022 والذي تم تحديده رسميا عند نحو 5.5 في المئة علما أنه الأدنى منذ عقود. وقال تومي وو من أكسفورد إيكونوميكس إن “تجدد القيود، خصوصا الإغلاق في شنغن، سيؤثر على الاستهلاك ويؤدي إلى اضطراب في الإمدادات على الأمد القريب”. وأكد أن الأمر سيشكل “تحديًا” للصين لبلوغ هدفها في نمو إجمالي ناتجها المحلي هذا العام. Thumbnail وتمتلك شنغن أحد أكبر الموانئ في العالم، هو ميناء يانتيان الذي تمر عبره حوالي 10.5 في المئة من الحاويات التي تستخدمها التجارة الخارجية الصينية، وفقا لخبراء اقتصاديين. وخلال موجات الوباء السابقة، اضطر الميناء إلى تعليق تحميل وتفريغ الحاويات ما تسبب في حالات تأخير. واليوم، يعزز الإغلاق الحالي المخاوف بشأن أسعار الشحن المرتفعة في الأصل. ويبدو أن الميناء ما زال يعمل، لكن من المتوقع حدوث اضطرابات إذا تبين أن بين الموظفين من نتيجة اختبارهم بفايروس كورونا إيجابية. ويقول خبراء اقتصاديون إن التأثير سيعتمد بشكل أساسي على مدة الحجر، الذي لا يعرف ما إذا كان سيكون أقل فترة من إغلاقات سابقة. ويقدر المحلل في البنك النيوزيلندي الأسترالي (أي.أن.زد) شاوبنغ شنغ أن السلطات ستكون قادرة على احتواء المتحور أوميكرون في غضون شهر تقريبا، كما كانت الحال في الموجات السابقة لتفشي المرض. ويقول شنغ لوكالة الصحافة الفرنسية إن “الصدمة لن تدوم طويلا”، مضيفا أنه لا ينبغي أن تكون لها تداعيات على المدى الطويل.

مشاركة :