أقيم ماراثون رياضي في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية اليوم (الجمعة) بمشاركة دولية واسعة بعد انقطاع دام عامين بسبب أزمة مرض فيروس كورونا الجديد كوفيد-19. وشمل الماراثون الذي انطلق من ساحة كنيسة المهد في بيت لحم مرورا بشوارع وأزقة ومخيمات المدينة، 4 سباقات لمسافة 42 و21 و10 و5 كم، بحسب اللجنة الأولمبية الفلسطينية ومؤسسات حكومية وأهلية. وشارك في الماراثون الذي حمل شعار (الحق في حرية الحركة) ومر بمحاذاة جدار الفصل الذي بدأت إسرائيل بإقامته منذ عام 2004 في الضفة الغربية، أكثر من 10 آلاف متسابق وبنسبة 50 في المائة من الإناث وهي الأعلى منذ انطلاق الماراثون قبل عدة أعوام. وقالت اعتدال عبد الغني مدير عام ماراثون فلسطين الدولي الثامن لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الماراثون ضم مناطق تواجد الفلسطينيين كافة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وداخل إسرائيل سواء من ذكور وإناث وصغار وكبار. وأضافت اعتدال عبد الغني أن أكثر من 1200 متسابق وصلوا من 85 دولة حول العالم للمشاركة في الماراثون بالإضافة إلى 500 شخص من الممثليات والقنصليات المعتمدة لدى دولة فلسطين و700 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتواجدت 16 محطة إنعاش على خط سير الماراثون لتزويد المتسابقين بالمياه ومشروبات الطاقة في حين انتشر 500 متطوع لتقديم خدمات الإنعاش والإسعاف و200 عنصر أمن لتنظيم خط سير الماراثون في المدينة. واعتبرت اعتدال عبد الغني أن الماراثون حمل رسالة لدول العالم وإسرائيل تؤكد "حق الشعب الفلسطيني للعيش في حرية واستقلال وحرية الحركة والتنقل المحروم منها كأبسط حق من حقوق الإنسان". وأقيمت خلال الماراثون فعاليات وفقرات فنية، ورفعت لافتات سياسية كتب عليها "الحرية والسلام لفلسطين" و "القدس عاصمة فلسطين الأبدية" و"الحرية للأسرى في السجون الإسرائيلية". وفي السياق، دعا رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني الفريق جبريل الرجوب دول العالم إلى "رفع الكارت الأحمر للاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدا حق الشعب الفلسطيني في العيش والتحرك بكل حرية على أرضه بموجب الشرعية الدولية . وشدد الرجوب في كلمة على هامش الماراثون، على أن الشعب الفلسطيني "لن يرحل من أرضه ومتجذر فيها"، مشيرا إلى أن الرياضة والمظاهر الشعبية والسلمية إحدى وجوه النضال. بدوره، أكد ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف في كلمة له، حق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية واستقلال، لافتا إلى أن الماراثون يحمل معه رسائل سلام ومحبة. وحظي الماراثون بمتابعة عشرات الفلسطينيين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية، وهتفوا لصالح إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأعربت سارة حمادة المشاركة من قطاع غزة في تصريحات لـ ((شينخوا)) عن سعادتها بالوصول إلى الضفة الغربية وزيارة مدينة بيت لحم لأول مرة، مؤكدة أن الرياضة دوما تكسر الحواجز بين أبناء الشعب الواحد. أما أرينا المتسابقة الأوكرانية التي حضرت برفقة زوجها الفلسطيني وأطفالها الثلاثة فقالت لـ ((شينخوا)) إن أجواء الماراثون مبهرة وهي فرصة للتقارب بين الشعوب وتبادل الثقافات، داعية إلى وقف الصراعات القائمة في العالم. ولم تدخل بيت لحم منذ مطلع مارس 2020 أي أفواج سياحية خارجية رغم استئناف العمل في معظم القطاعات في الأراضي الفلسطينية إلا أن مجال السياحة بقي مغلقا بسبب أزمة فيروس كورونا. وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة المهد التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر عام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها المسيح.
مشاركة :