5ـ النوع الخامس ــ الماء المشحون بجزئيات كيميائية ، أو ما يسمى : بالمعالجة المثلية Homeopathy : أثبتت التجارب المختلفة التي أجريت أن لجزئيات الماء قدرة على التغير لتأخذ شكل جزئيات المادة المضافة إليها إذا كانت تلك الكمية المضافة كبيرة نوعا ما ، ومثال ذلك : إذا أضفنا ملعقة كبيرة من العسل إلى كوب كبير من الماء وخلطت جزيئاتها بواسطة خلاط ، فإن جزيئات كوب الماء تتشكل بالكامل بشكل جزيئات العسل ، ويعطي ذلك الكوب نفس الفوائد العلاجية التي يعطيها كوب العسل إذا شربه الإنسان . وإذا أضيف سنتيمتر مكعب واحد من مادة ما إلى حمام سباحة كبير وخلط فيه جيدا ، فإن ماء الحمام سيحمل بصمة المواصفات العلاجية لتلك المادة . واكتشف أبقراط الحكيم اليوناني ذلك في القرن الرابع قبل الميلاد فاستخدمه في علاج كثير من الأمراض . إلا أنه بقي مهملا حتى القرن التاسع عشر الميلادي ، ثم ظهر مرة أخرى على يد الطبيب الألماني الأصل ( صاموئيل هانمان ) وأطلق عليه اسم ( المعالجة المثلية ) الهوميوباثي وتعتمد فكرته على تقليل تركيز العناصر المسببة للأمراض في الماء بدرجات كبيرة جدا ، وهي مأخوذة من فكرة التطعيم ضد الأمراض السارية ، مثل : الجدري والثلاثي والحصبة ، إلا أن التطعيم إجراء وقائي قبل الإصابة بالمرض ، أما الهوميوباثي فهو علاج لحالة مرضية موجودة فعلا ، بحيث أن ذلك الدواء لو أعطي إلى السليم بجرعات عالية فإنه يسبب عنده نفس الأعراض المرضية الظاهرة عند المريض . ويتبع الأطباء الأسلوب الاعتيادي للتغلب على المرض ، يرتكز غالبا على وصف أدوية تقوم بقمع الأعراض التي تظهر على المريض ، كارتفاع درجة الحرارة ، أو القيء .. إلخ . أو بمعنى آخر يعتمد أسلوب العلاج على إزالة العرض وليس إزالة المرض . أما المعالجة المثلية فهي تسبب تلك الأعراض بنسبة ضعيفة جدا ومحسوسة بالنسبة للجسم فتنجح في تحريض ومساعدة أجهزة المناعة المختصة بالدفاع عن الجسم على أن تخوض حربا ضد المرض نفسه فتقضي عليه ، وكلما كان تركيز المحلول في الماء أقل ، كلما كان التأثير العلاجي أقوى . وبدافع من الفضول قام الدكتور ( هانمان ) بتجربة مواد أخرى كالزرنيخ وحشيشة ست الحسن ( وهو نبات سام ) والزئبق ، على بعض الأصحاء ، فقادته تجاربه إلى اكتشاف أنه كلما سعى إلى تقليل التركيز لجعل المحلول أكثر أمنا ، كلما كانت الاستجابة أقوى . وانتشرت أفكار الدكتور ( هانمان ) في أوروبا ، فزادت شعبيته في بريطانيا ، وتم افتتاح أو مستشفى متخصص في لندن عام 1850م . 6ـ النوع السادس ــ الماء المشحون بالحرارة : أثبتت التجارب التي قامت بها الدكتورة ( أجاثا تراس ) أخصائية علم الأمراض ، الباثولوجيا الطبية Medical Pathology ، الأمريكية الشهيرة ، وكذلك فريق من العلماء الروس ، وفريق من علماء اليابان نجاح العلاج بالماء الساخن ، كالعلاج بالماء البارد تماما ، وتم علاج كثير من الأمراض بهذه الطريقة ، ووجد العلماء الروس في تجاربهم الحديثة عن العلاج بالماء الساخن ، أن أفضل نتائجه عندما تتراوح درجة حرارة الماء في الحمامات الساخنة من 35ــ 37ْم ، وأن تتراوح مدته من 10 ــ 15 دقيقة . كما وجدوا أن الماء الساخن يعمل على إسراع سريان الدورة الدموية ، وتنشيط السائل الليمفاوي ، وبالتالي جهاز المناعة بالكامل ، فيتم التخلص من بقايا السموم بالجسم . وفي حالة استخدام حمام البخار ( الذي يحذر منه مرضى القلب والأطفال ) فإنه يعمل على تنشيط الدورة الدموية ، مما يؤدي إلى زيادة كمية الدم في المنطقة المعرضة للبخار ، ولذلك فوائد كثيرة منها : أنه يجلب معه كثيرا من الأجسام المضادة المناعية ، وكرات الدم البيضاء التي تهاجم الميكروبات والجراثيم ، وكذلك يتم تخليص تلك المنطقة مما تحتويه من سموم . وهناك حمامات خاصة يستخدم فيها الماء الساخن مضافا إليه أنواع من الأعشاب تضفي جمالا على البشرة والجلد ، كالنعومة ، واللمعان ، ويساعد أيضا على التخلص من بعض الأمراض الجلدية أو العصبية بحسب نوع العشب المستخدم في عمل الحمام . ومنها : حمام مغلي الشوفان ، ومغلي الردة ( النخالة ) ، ومغلي الراتنجية ، ومغلي لحاء ( قشر ) ا [٦:١٩ ص، ٢٠٢٢/٣/٦] د ضيف الله مهدي: لبلوط ، ومسحوق الخردل ، وحمامات البابونج ، وحمام مغلي الإذخر .. وغيرها . • كيفية تحضيرها : يتم تحضيرها كما يلي : وضع كمية مناسبة من الأعشاب السابقة في مقدار كاف من الماء البارد ثم يسخن إلى درجة الغليان لمدة من 20 ــ 30 دقيقة ، ثم يُصفى الخليط بواسطة قطعة من الشاش ، ويضاف الماء الناتج من تلك العملية إلى ماء الحمام في المغطس . كما يمكن إضافة مقدار مناسب من زيوت الخُلاصات العطرية إلى ماء الحمام الساخن ليعطي نفس النتائج العلاجية التي نحصل عليها من العشب المستخلص منه ذلك الزيت .
مشاركة :