يتكون الماء من : ذرة الأكسجين السالبة ترتبط بذرتين من الهيدروجين الموجب ، علما بأن الأكسجين والهيدروجين هما العصب الأساسي الذي تقوم عليه كل الحَيَوَات في الوجود ، والدليل قوله تعالى :{ وجعلنا من الماء كل شيء حي } سورة الأنبياء . ويمتاز الماء بخصائص لا تتوفر قط لسائل غيره ، فهو يتفاعل في نفس الوقت كحامض وكقاعدة ، وبذلك يمكن أن يتفاعل مع نفسه في ظروف خاصة ، وهو مادة ضعيفة التراكيب هشة البنيان ، قابلة للتغير تحت أقل المؤثرات ؛فهو يتأثر بالصوت، والمغناطيسية ، والحرارة ، والبرودة ، والضوء ، والطاقة الحيوية ، وخضع لتجارب كثيرة تبين منها أنه يحتفظ بالمعلومات المرسلة من قبل الأجسام البيولوجية . ويتكون جزيء الماء على شكل يشبه المغناطيس الذي له قطب سالب وآخر موجب ، يدور حول نفسه بسرعة كبيرة ، وحول الجزيئات الأخرى على مسافة ثابتة ، مما يجعل للماء في هذه الحالة نوعا من التماسك . وتتفكك جزيئات الماء المتماسكة ويعاد تشكيلها تحت تأثير ذبذبات الصوت أو المؤثرات الخارجية ، وفي تلك الحالة ينساب بحرية أكبر إلى سيتوبلازم الخلايا وهو مشحون بالطاقة التي تحفز الخلية على العمل بنشاط وبشكل أفضل . ويشكل الماء ثلثي وزن الجسم ( 84% ) من وزن الدماغ ، (80% ) من وزن المخ ، ( 90% ) من وزن الخلايا الليمفاوية ، كما يشكل الماء نسبة ( 80% ) من وزن السيتوبلازم الجزء الأكبر منه حر ، وجزء بسيط ( 4,4% ) فقط تنحل فيه أملاح البوتاسيوم والفسفور وبعض السكريات وقليل جدا من الدهون ، وتتم جميع العمليات الحيوية في خلايا الجسم داخل وسط مائي . والماء يعمل كمذيب فيزيد من سرعة العمليات الحيوية للخلية بأقل فاقد ممكن من الطاقة التي تتمثل في ثلاثي أدينوزين الفوسفات ATP ؛ لأنه يتفاعل مع عدة مكونات عضوية وغير عضوية ، بسبب خاصية الاستقطاب الكهربائي ، التي تتميز بها جزيئات الماء . والماء لديه القدرة على التغير والتبدل والتكيف الذاتي عند أي تأثير يجرى عليه في محيطه ، ويبلغ أعلى قدرة له على ذلك بين درجتي 35 و 40 درجة مئوية ، وهي درجة حرارة الجسم عند الكائنات الحية النشيطة ومنها الإنسان ، ويمكن للجسم أن يصبر عن الماء مدة أقصاها 72 ساعة . وقد أدرك قدماء المصريين فوائد الماء العلاجية ، فكان الكهنة يستأثرون بما يسمونه الماء المبارك الذي يحصنون به الملوك والملكات من الشر . وأدرك العلماء أهمية الماء في علاج كثير من الأمراض ، حتى أصبح العلاج بالماء من طرق العلاج المتعارف عليها في كثير من الحضارات القديمة . ولما تقدم العلم وجد الماء مكان الصدارة في العلاج ، سواء كان بالماء الساخن أو البارد أو الثلج ، حيث إنه أول ما يتبادر إلى الذهن عند الإسعاف من لسع أو حرق أو كدمة ، وقد تكون كمادات الماء البارد وسيلة لإنقاذ حياة طفل يعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة . وقد ثبت علميا أن شرب كوب من الماء البارد في الصباح قبل تناول الطعام ، أي ( على الريق ) يفيد في تنبيه الأمعاء الكسولة ، ويكافح الإمساك ، ويعمل كحمية لتخفيض الوزن . وعلى مر العصور استخدم البشر من جميع الأجناس ، ماء العيون لعلاج الأمراض الجلدية . وقد ثبت نجاح استخدام المياه المعدنية في علاج ، ضغط الدم المرتفع ، والتهابات المفاصل ، وأمراض القلب ، والأكزيما ( حساسية الجلد ) . كما أثبت العلاج بالمياه المعدنية نجاحا ملحوظا في علاج السمنة . ففي فرنسا أجريت تجربة على 34 مريضا يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ، وقد اقتصر علاج هؤلاء المرضى على تناول المياه المعدنية فقط ثلاث مرات يوميا دون أي علاج طبي آخر ، واستمر هذا العلاج لمدة ثلاثين يوما ، فأتت النتائج أفضل مما توقع الأطباء المعالجون . وفي المجر توصل الأطباء إلى أنه يمكن علاج حالات التهاب المفاصل دون الاستعانة بعقار الكورتيزون ، والاكتفاء بعلاج المرضى عن طريق المياه المعدنية . وفي روسيا تُشرف الحكومة على مراكز العلاج بالمياه المعدنية ، وتوليها عناية كبيرة ، بعد أن توصل الأطباء هناك إلى أن المياه المعدنية أفضل وسيلة لمنع إصابة الجسم بالأمراض ، وزيادة مناعته ضد كثير من الأمراض ، ويتردد عليها أكثر من ستة ملايين مواطن سنويا . والعلاج بالماء من العلاجات الشهيرة والناجحة والتي تأتي بنتيجة مباشرة في كافة صوره من الثلج إلى البخار . فمثلا الرعاف الذي يحدث نتيجة ارتفاع درجة الحرارة من أفضل علاجاته التي تأتي بنتائج فورية هي وضع قطعة من الثلج على الأنف ؛ لأن الثلج يعمل على تضييق الأوعية الدموية والشعيرات الدقيقة النازفة ، والحمى يطفئ لهيبها الماء ، والعين يفيدها الماء البارد في حالات الإجهاد أو الاحمرار ، بينما تفيد كمادات الماء الساخن عضلات الجسم المتشنجة . أما الكدمات ولسعات النار فيفيدها كمادات الماء البارد . وينصح الأطباء مستخدمي أجهزة الحاسب الآلي لساعات طويلة أن يغسلوا وجوههم بالماء كل ساعتين حتى لا يصاب المستخدم بأضرار الكهرباء الساكنة المنبعثة من الجهاز . وداخليا يعد الماء أفضل الوسائل التي يمكن استخدامها لتحسين سلوك الخلية ، ومساعدتها على استعادة نشاطها وتقويتها على رفض وطرد العوامل المُمرضة ذاتيا بواسطة الليسوزومات التي تتكاثر وتنشط فتقضي بالاشتباك المباشر على الأعداء الذين تسول لهم أنفسهم الاقتراب من الخلية أو دخولها . أما خارجيا فيعمل الماء عند الاغتسال أو الوضوء بنظرية الاستقطاب الكهربائي على : تفريغ الشحنات الكهربائية الزائدة على سطح الجلد ، والتي تؤثر سلبا على سريان الطاقة الحيوية في قنواتها الطبيعية ، وتعتبر المناطق الأشد تأثرا بالماء في الجسم هي : الوجه واليدان والقدمان ؛ لأنها تحتوي على بدايات ونهايات قنوات الطاقة بالجسم ، وأهم نقاط تنشيط تلك القنوات . ومن حكمة الخالق سبحانه وتعالى البالغة ، أن هذه المناطق بالتحديد هي المقصودة بالضوء في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين } سورة المائدة . وقد أثبت العلماء الفرنسيون بقيادة ( بينفيينس ) خلال سنوات طويلة من الأبحاث العلمية التي جرت على الماء في أماكن متعددة من العالم منها : اليابان ، وروسيا ، والولايات المتحدة الأمريكية .. وغيرها ، أنه يتأثر بكل ما يلامسه من المؤثرات الخارجية التي سبق ذكرها ، والتي تعمل على تغيير الشكل العام للجزيئات والخواص الفيزيائية للماء ، مما يجعله ينتقل بحرية أكبر إلى سيتوبلازم الخلايا حاملا معه الطاقة التي تم تزويده بها عن طريق تلك المؤثرات الخارجية ، مما يؤدي إلى تنشيط الخلايا ، وبالتالي كل أعضاء الجسم ، ووصل إلى تلك النتائج أيضا طبيب الأمراض العصبية الروسي ( ساتشوك ) والدكتور برنارد جراد ، وكانون وليم روتشير رجل الدين الأمريكي من ولاية نيوجيرسي الأمريكية.
مشاركة :