طارق الشناوي يكتب:كلنا عايزين سعادة!

  • 3/21/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

(ترمومتر) السعادة يكمن فى الرضا، أن يرضى الإنسان عن حياته، هذا هو المؤشر السحرى، لكن علميا لا تقاس الأمور على هذا النحو. هناك مقومات مرتبطة بمتوسط الدخل، وتوفر الرعاية الصحية، والاطمئنان من خلال التأمينات على القادم من الأيام، واستقرار البنية التحتية، عالميا احتلت (فنلندا)، للعام الخامس، المركز الأول، وفى عالمنا العربى بدأنا من المركز العشرين (دولة الإمارات العربية المتحدة)، وبالطبع جاءت لبنان فى المركز الأخير دوليا، وقطعا عربيا، لأسباب معروفة، وهو ما ينطبق على سوريا. السعادة قضية شغلت فكر ووجدان أحد أساطير إبداعنا الدرامى والغنائى أبوالسعود الإبيارى، قدم فى الخمسينيات لإسماعيل يسن توأمه الفنى مونولوج (السعادة)، الذى أعاد غناءه محمود حميدة فى فيلم خيرى بشارة (حرب الفراولة). (كلنا عاوزين سعادة/ بس إيه هى السعادة). سأل الإبيارى هل هى الفلوس؟ وأجاب (كل ما أمشى فى أى حتة ابتسام/ واللى يمسح لى الجاكتة باحترام/ واللى يشتم فى فلان/ واللى يعمل بهلوان) ولم يجد فى كل ما سبق أى معنى للسعادة. ثانى أسباب السعادة المحتملة هو النساء (قالوا السعادة فى الغرام/ ويا إحسان أو نوال/ حلفتنى ميت يمين/ إنى أكون مخلص أمين/ بعد حلفانى بيومين/ شفت الحبيبة ويا واحد/ والأكادة إنه صاحبى/ تبقى فين هى السعادة). وينتقل من النساء إلى الزواج: (يوم كتبنا ويوم دخلنا ع الزفاف/ بعد جمعة خاب أملنا بالخلاف) انتهى الإبيارى إلى أنه لا توجد سعادة. هل سعادة الدولة تعنى بالضرورة سعادة الجميع؟ المنطق يقول الأغلبية، وأتصور أن هذا ما حققته (فنلندا) لشعبها. (العبرة بالخواتيم)، كم رأينا من نجوم كبار مر بهم الزمن وانطفأ الوجه، من أشهر الشخصيات التى تتناثر حولها الحكايات، ومن تجربتى فى تلك القصص، التى تلتصق عادة بالشخصيات العامة، أن أغلبها لا يمت للحقيقة بصلة، أحيانا نرتاح لحكاية ونكررها لما تحمله من دلالة، مثل أن أنور وجدى فى مرحلة (الصعلكة) عندما كان يقتسم قُرص الطعمية مع أحد أصدقائه على المقهى، شاهد رجلا ثريا يخرج من سيارة (رولز رايس) وقالوا له عنده ألف فدان، إلا أنه مصاب بالسرطان، فقال لهم مستعد أمتلك فلوسه وسوف أقهر بها السرطان، ومع الأيام عندما أصيب بقصور فى الكلى، ولم يكن الغسيل متوفرا فى مصر، سافر عام 1955 إلى سويسرا مع آخر زوجاته جميلة الجميلات ليلى فوزى، وبعد أقل من شهر، عادا معا لأرض الوطن، هى بين ركاب الدرجة الأولى وهو فى صندوق الطائرة، وصلت ليلى، الجميع التف حولها، وأخرجوا من بطن الطائرة جثمانه فلم يستقبله سوى أحد العاملين فى مكتبه، الكل كان يتحدث عن الميراث وكيف يتم اقتسامه، خاصة أن أنور وجدى لم ينجب. يقولون إن (الدنيا إذا أقبلت، باض الحمام على الوتد، وإذا أدبرت بال الحمار على الأسد). كان إسماعيل يسن عنوانا للسعادة، الكل كان يتهافت عليه، ستكتشف أنه منذ منتصف الأربعينيات، وحتى منتصف الخمسينيات، كان يصل عدد أفلامه إلى 25 فيلما فى العام، فهو وش السعد على المنتجين، وانتهى به الزمن فى نهاية الستينيات بأن يقف (مونولوجست) فى شارع الهرم، ويرسل خطابا لوزير الثقافة يرجوه أن تسند له مؤسسة السينما بطولة فيلم، نعم (بال الحمار على الأسد)، (تبقى فين هى السعادة)؟!!. المقال: نقلًا عن(المصري اليوم).

مشاركة :