بدون مقدمات روسيا تنسحب من سوريا، ووجه الغرابة يكمن في هذا الانسحاب المفاجئ؟! هل هو بسبب تكتيك معين لدى الروس، أم أن هناك صفقة معينة بين الغرب وروسيا أو بين روسيا وإيران والنظام في سوريا ؟! أم أنه مجرد شائعة يقصد بها استرخاء المقاومة وخروجها من ثكناتها ثم القيام بضربها؟! أم أن هناك اختلافاً في وجهات النظر بين روسيا والنظام السوري من خلال إعلان سوريا عن انتخابات الشهر القادم مستغلة بذلك الدعم الروسي والتقدم على الأرض من أجل الحصول على مكاسب سياسية للنظام متخطية بذلك مؤتمرات جنيف والاستحقاقات الأممية التي على النظام ومنها حكومة انتقالية ليس للأسد فيها أي دور؟! أم أن الانسحاب الروسي هو بسبب الانخفاض الحاد لأسعار البترول مما أثر سلباً على تمويل عملياتها العسكرية؟! أم أن الروس انسحبوا خوفاً من التورط في حرب أهلية طويلة لا طائل منها بعد أن اكتشفوا أن الغرب نصبوا لها فخاً ؟! أم أن الانسحاب الروسي هو بسبب تحالف إسلامي عربي ،ومناورة عسكرية ضخمة لم تحصل في التاريخ ،حيث يقدر الخبراء العسكريون أن القوات المشاركة في قطاعاتها العسكرية المختلفة قرابة ٣٥٠ ألف عسكري، و ٢٠ ألف دبابة وأكثر من ٢٥٠٠ طائرة مقاتلة ناهيك عن الدفاعات الجوية ومنصات اطلاق الصواريخ ،وأن بعض الدول الإسلامية في التحالف تملك قنابل نووية محمولة جواً وصواريخ بعيدة المدى ،والتخوف من هذا التكتل الإسلامي العربي غير المسبوق والذي لم يكن في حسبان دول الغرب وروسيا ؟! فالتخوف الروسي ليس فحسب من خلال المواجهة العسكرية بل والمواجهة السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية وغيرها مع تحالف يضم عشرات الدول ،والتي سوف يكون لها موقف حازم من روسيا والغرب إذا لم يوقفوا تدخلاتهم في عالمينا العربي والإسلامي . فالغرب وروسيا يستخدمون سياسة ممنهجة مكشوفة ومفضوحة لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين ،فالمقصود هو الدين الإسلامي وأتباعه ؟! أم أن الانسحاب الروسي مقابل مصالح ومنافع أعطيت لها من الغرب داخل أروقة مجلس الأمن ،والذي تملك فيه روسيا مقعداً دائماً لها تستخدم بموجبه حق النقض الفيتو؟! أم أن الانسحاب الروسي هو بسبب التقدم لقوات التحالف العربي في اليمن ووصوله إلى مشارف صنعاء والتخوف من نقل المقاتلين اليمنيين ، الذين اكتسبوا خبرة قتالية، بعد تحرير صنعاء من الإنقلابيين ،إلى سوريا لمقاتلة عناصر حزب الشيطان والحرس الثوري الإيراني ومرتزقة إيران والقوات الروسية ،والتي سوف تصبح صيدا سهلا في حالة دخول عناصر يمنية في العمق السوري ؟!أسئلة عديدة مطروحة وإجاباتها سوف تكشفها الأشهر القادمة.