البكاء على إرهاب يقتل المسلمين - د. فهد الطياش

  • 12/1/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عودة "أبقار الفتنة" يتداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقولة تنسب لزعيم هندي مثل غاندي، وملخصها أن المستعمر الإنجليزي كان يقوم بتفريق وحدة الهنود بين المسلمين بذبح بقرة ورميها في الطريق فتسيل بعدها دماء الهنود. ويزيد عليها المغردون أن ذلك المشهد شبيه بواقعنا الحالي، إلا أن الانتحاري تطوع ليقوم بدور بقرة الإنجليز. ويعرف من يقرأ التاريخ كيف صُنعت الفرق المتطرفة والخارجة عن الإسلام الصحيح لإحداث الفُرقة وتشويه صورة المسلمين. فشق الصف الإسلامي بدأ مبكرا في تاريخ الإسلام ولكنه تطور حديثا فأصبح بعض المسلمين العوبة في يد المخابرات الغربية. وفي القارة الهندية وغيرها نماذج لصناعة المخابرات البريطانية لفرق لازالت تبكي المظلومية ولا تزال تطعن في خاصرة المسلمين. وفي عصرنا الحالي نجد القاعدة وداعش اكبر صنائع المخابرات وأكثر قاتل بالتطرف والإرهاب للمسلمين. ولأننا نبكي ولا نحصي ضحايانا من المسلمين نجد أن الغرب قام نيابة عنا بذلك بعد أن وصلت طلائع القتلة الى عقر داره أو بدأت تُفرغ السم في كأس الحرية التي شربت منها وتنكرت لها. وعندما أوضح الشيخ حسن شلغومي أحد أئمة باريس أن 95% من ضحايا الإرهاب باسم الإسلام هم من المسلمين تسابقت وسائل الإعلام الغربية للتثبت من صحة تلك النسبة. وقد تختلف النسبة قليلا ولكن التقارير الغربية تؤكد صحة هذا القول. فتقرير المركز الأميركي لمكافحة الإرهاب يرى أن النسبة تصل إلى 82% عندما يتعلق الأمر بالإرهاب باسم الإسلام. وهوما أشار له أيضا تقرير جامعة ميريلاند عبر قاعدة بياناتها الدولية عن الإرهاب. ويشير تقرير الجامعة هذا الى أن الأحداث الإرهابية التي وقعت في عقد من الزمان وتحديدا بين عام 2004 وعام 2013م أن 60% من تلك الجرائم وقعت في دول إسلامية مثل العراق وأفغانستان والباكستان وأن معظم الضحايا من المسلمين العُزل. ففي بلد إسلامي كالعراق وقع في ذلك العقد ما لا يقل عن 12،000 حادث إرهابي منها 8000 حادث مات فيه الكثير من العراقيين. وفي بلادنا التي وقفت بحزم وعزم في وجه جرائم الإرهاب ومحاربته محليا وعالميا لم تسلم من تلك الجرائم. ففي عقد من الزمن من عام 1416-1426ه أيضا تعرضت المملكة لأحداث جسام راح ضحيتها الكثير من الابرياء الذين وصل عددهم الى (1170) ضحية بين قتيل وجريح. والمؤلم جدا لأسر الضحايا عند محاولة التعرف على الأشلاء أو رؤية شناعة الجريمة بأحبابهم. ومع هذا تمادى المجرمون في غيهم ووصلت بهم الحال الى قتل أقرب الناس لهم. فمنهم قاتل خاله في شهر رمضان، وآخر يقتل ابن عمه بدم بارد وغيره يقتل والده أو يعتدي على قريب أو حتى مار بالطريق لا يعرف عنه شيئا. إنها آفة الغي والإجرام الذي تغلغل في عقول من غُرر بها باسم الدين وهي ليست أهلا للحديث باسم الدين ولم تتبحر في جوانبه، أو تنهل من الثقافة الإسلامية التي أبهرت العالم وجعلتنا نرى صدق كلام الله "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا" وليس طرد الناس وترويعهم. فكيف سيلقونه سبحانه وتعالى وأيديهم ملطخة بدماء المسلمين؟ بل كيف سينسى أطفال مُزقت أجساد والديهم باسم الدين الذي يتعلمون أنه دين رحمة لا دين قتل وترويع. وهؤلاء الأطفال جزء من مجتمع كبير من الأُسر السعودية المسلمة التي ترى أن الدولة ستقتص لهم، وهو قصاص يعيد الحق الى نصابه والأمن الى المجتمع ولكنه لا يمكن أن يشفي جروح الإرهاب. يعتبر بعض الخبراء الأمنيين مثل اللواء عبدالقادر كمال أن الإرهاب محاولة لتأليب غير المسلمين والقوى الدولية ضد مصالح المسلمين وذلك باستهداف مصالح ورعايا تلك الدول في المملكة، وقبل هذا هو محاولة كسب الضوء الإعلامي، ولكن عند قتلهم للمسلمين فإن الأمر لا يعنيهم كثيرا، بل يعتبرونهم ضحايا هامشية ولا تستحق منهم ذرف الدموع او الارتداع. وبالنسبة للمواطن الآمن الذي يعرف المعنى الحقيقي للأمن يجد أن موقف الدولة الحازم في وجه الإرهاب هو الصوت الذي يدور في الصدور والعقول ولن يقف دون القصاص منهم، دون أن يعنيه كيف سيبكي الغرب بدموع التماسيح على هذا الموقف الحاسم؟ حيث من المتوقع أن تظهر علينا المنظمات الشبحية والمراكز المدعية للحياد العلمي بطروحات تذر بها الرماد في العيون وتزيد من حفلة الاستعداء علينا وعلى بلادنا. ورسالتنا لم تتغير منذ الأزل "سالم الناس تسلم" ولن يفلت من يحاربنا في ديننا أو أمننا من العقاب. ولعل مشهد إرهاب الستينيات الميلادية لا يزال عالقا في الأذهان عندما علقت عواميد صلب المجرمين في ساحة العدل بالرياض، مشهد تباكى عليه البعض ولكنه أعاد الأمن للوطن وللمواطن، وأوقف كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد والعباد.

مشاركة :