المتابع لأحوال المسلمين عبر الفضائيات يجد انها لا تسر، بل وتظهر حجم العنف الفعلي واللفظي والتدمير ورخص دم المسلمين عند بعضهم وعند عدوهم. فوسائل الاعلام عموما والفضائيات على وجه الخصوص لا تنقل الاخبار فقط وانما ترسم لنا ملامح خرائط جغرافيا العنف في عالمنا الاسلامي اخلاقيات الخلاف والتناحر او القتال. ومع هذا المنظر الدموي المأسوي نجد ان مكاتب توعية الجاليات والمراكز الاسلامية حول العالم تنجح في الاعلان عن اشهار اسلام عدد من المسلمين الجدد من مختلف الثقافات والديانات. بل وتسمع عن مثل هذا النجاح حتى في السجون محليا وعالميا. فكم هو عظيم هذا الدين وكم شوه اتباعه صورته بشتى الاشكال. فحتى في مصر بلد التسامح واللين واللطف نجد ان التناحر تجاوز الحدود الى ان وصلت الخصومة حد الفجور، وهي سمة المنافقين وليس المسلمين. فحتى الكلمة الطيبة اصبحت غصة ولا تخرج حتى من الشفاه وليس القلب عند تعامل بعض المسلمين مع بعض حتى في المساجد. وبالتالي اخشى من رد فعل هذا المسلم الجديد من بعض سلوكياتنا. فأصبحت الكرة في ملعبنا مما يعني مطالبة مكاتب توعية الجاليات بتوعية بقية المجتمع بجهودهم ومساعدتهم في اعطاء صورة مميزة عن سماحة الاسلام وتسامح المسلمين. لعل عودة هذه المكاتب لتوعية المسلمين بدينهم تساعد في عودتهم لصحيح الدين، وتزيد مساحة الصورة الذهنية الايجابية وان لا يترك الحبل على الغارب ايضا لدعاة الفتنة في ايغار تلك الصدور الحديثة عهد بالاسلام لتصبح حاضنات مستقبلية للعنف والتكفير والفتنة. فمن يشاهد مناظر بعض المسلمين الجدد في افريقيا يدرك حجم الجهل او التجهيل الذي اقحم في جماجمهم تحت شعار اسلام مذهبي وطقوسي منفر وبالتالي ترى الرجال يمارسون طقوسا في مشهد قد يدفع المسلم على طرح اسئلة على نفسه او على غيره مما يعرضه لاحتمالية الخروج من الملة. انها مناظر لا بد ان تقف منظمة المؤتمر الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي والندوة العالمية للشباب الاسلامي وكير وغيرها من المنظمات على الحفاظ على المسلم الجديد من عبث العنف والمذهبية والتطرف والتركيز على اركان الاسلام وتسامح الدين. فأخشى ان يصل بنا الامر من التشعب والفرقة الى ان نمارس ما جاء قول الحق سبحانه وتعالى عند التعامل مع اهل الكتاب في: (قُل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكُم ألّا نعبُد إلّا اللّه ولا نُشرك به شيئًا ولا يتّخذ بعضُنا بعضًا أربابًا من دُون اللّه فإن تولّوا فقُولُوا اشهدُوا بأنّا مُسلمُون) آل عمران 64، فهل من كلمة سواء بين المسلمين القدامى والمسلمين الجدد بان نعلمهم الدين ولا ندفع بهم الى المجهول من التطرف والعنف. فالاسلام الذي بقي في الكثير من دول اسيا لم يدخل بالعنف بل بالكلمة الطيبة والسلوك الحسن. وكذلك لم يخرج الاسلام من قلوب مسلمي الروهنجا في بورما ولا مسلمي الايغور في الصين. ولم تغر متعة الحياة الدنيا مسلمي السويد والنرويج بترك الاسلام. ولكن مشاهدة خارطة الدم في عالمنا الاسلامي اخشى فيها على المسلمين القدامى قبل المسلمين الجدد. والسبب من ضمن جملة اسباب ان بحر السياسة المتلاطم جذب اليه من يدعو للفضيلة ويمارس الرذيلة، ومن يهاجم الفساد ويعوم في مكاسبه والاخطر من هذا وذاك خلط الدين بالسياسة وهي كما تقول العرب ان آفة العلم ترك العمل به وآفة العلماء حب الرياسة وآفة العامة العالم الفاجر. فماذا بقي لم يتحقق في عالم المسلمين القدامى او الجدد من مثلث الشر هذا؟ جميعها ماثلة للعيان والله المستعان.
مشاركة :