برلمان طرابلس يرفض حكومة الأمم المتحدة وسط تكهنات بلقاء مع برلمان طبرق

  • 12/2/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وسط مخاوف من سيطرة تنظيم داعش على مدينة سرت الساحلية في ليبيا، واقترابه من منطقة الهلال النفطي الاستراتيجية، استضافت الجزائر أمس اجتماعا لدول الجوار الليبي، بينما رد المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته على تكهنات باحتمال عقد أول لقاء مباشر من نوعه، بين رئيسه نوري أبو سهمين وخصمه عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، بإعلان رفضه لحكومة الوفاق التي اقترحتها بعثة الأمم المتحدة وتجري مشاورات بشأنها. وقالت مصادر في مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له، لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس البرلمان الشرعي والذي يحظى بالاعتراف الدولي أبلغ وسطاء محليين وإقليميين بأنه لا يمانع في لقاء غريمه السياسي أبو سهمين في أي مكان داخل أو خارج البلاد. وأوضحت المصادر أن صالح لم يعترض على الاجتماع غير المسبوق الذي عقد في تونس الأسبوع الماضي وضم أعضاء من برلماني طبرق وطرابلس، في محاولة لحلحلة الجمود الراهن في مفاوضات السلام التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة منذ مطلع العام الحالي. واضطر مجلس النواب إلى تأجيل جلسة كان مقررا أن يعقدها أمس إلى الأسبوع المقبل، لعدم اكتمال النصاب القانوني، علما بأن المجلس لم يحسم بعد موقفه النهائي من مقترحات بعثة الأمم المتحدة بشأن تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة فائز السراج لإنهاء الصراع على السلطة في البلاد. لكن برلمان طرابلس أعلن في بيان رسمي أن الحكومة التي اقترحها المبعوث الأممي السابق برناردينو ليون «لا تعبر عن إرادة الشعب الليبي، لأنها لم تنبثق عن اتفاق الأطراف الليبية ذات الاختصاص (المؤتمر الوطني ومجلس النواب)». ورأى البرلمان الذي لا يحظى بالاعتراف الدولي أن «صيغة مسودة الاتفاق السياسي الحالية نشأت في ظروف مشبوهة بإشراف ليون، خاصة بعد اتهامه من عديد النخب السياسية والمجتمع المدني، والتسريبات التي نشرتها الصحف العالمية والتي تثبت إخلال المبعوث الأممي بمبدأ الشفافية والحياد، مما يجعل هذه المسودة لا ترقى إلى مستوى إيجاد حل للأزمة القائمة». وطالب في المقابل بعودة الحوار إلى الطرفين الأصليين (المؤتمر الوطني ومجلس النواب) «للوصول لحلول فعلية لانتشال الوطن مما هو فيه، ومن ثم التوصل لحكومة تحظى بالتوافق الوطني الحقيقي قادرة على قيادة البلاد»، مشددا على أن «دور الأمم المتحدة وبعثتها لا ينبغي أن يتعدى دور الوسيط». من جهتها، حذرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا من اتجاه تنظيم داعش المتطرف في نسخته المحلية إلى إعلان مدينة سرت الساحلية بوسط البلاد عاصمة له، مشيرة إلى أن هذا سيؤدي إلى تصاعد وتيرة الجرائم والانتهاكات البشعة والجسيمة لحقوق الإنسان. ورأت اللجنة أن طبيعة جرائم تنظيمات داعش وأنصار الشريعة والقاعدة في ليبيا ترتقي لجرائم الحرب في ظل فشل واضح للسلطات الليبية، وحثت المجتمع الدولي على ألاّ يظل مكتوف الأيدي أمام جرائم تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، والحد من تمدد وتوسع سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على عدة مدن ليبية أخرى. عسكريا، أعلن الجيش الليبي أمس أنه نفذ غارة جوية استهدفت اجتماعا سريا لقيادات الجماعات الإرهابية في إحدى المزارع على طريق جالو في مدينة أجدابيا، فيما قال مسؤول بغرفة عمليات الكرامة إن الطيران شن غارات أيضا على مواقع وآليات تابعة للميلشيات المتطرفة في بنغازي. ونقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية قوله إن الضربات كانت مباشرة وحققت الهدف المرجو منها، مشيرا إلى أن الجيش حصل على معلومات استخباراتية من داخل صفوف الميلشيات، تؤكد سعيها لترتيب صفوفها، تمهيدا لشن هجمات على قوات الجيش والقوات المساندة له في محاور القتال.

مشاركة :