شمعة نور أُطفِئت

  • 12/3/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أن يبدأ «ديربي جدة»، كنت أعرف أن في الأهلي، وفي الاتحاد قيماً فنية لا يمكن تجاوزها، وكنت أعرف تأثيرها على المجموعة، ولا أخفي سعادتي أحياناً إذا ما غيَّبتها ظروف مؤقتة. في جدة، وفي كرة القدم السعودية، كوَّن محمد نور شكلاً مختلفاً على مستوى قيادة الملعب، أقول ذلك لأنه نمط خليط من العفوية والانفعالية، والأهم من وجهة نظري أنه نمط مؤثر على مستوى المجموعة. نور الـمُخْتَلَف عليه في كثيرٍ من المناسبات الرياضية، يبقى رقماً محلياً، قدَّم صورة حية لقيادة المجموعة داخل الملعب وخارجه. أبقى نور خاصية الاختلاف حوله حاضرة طوال تاريخه الرياضي، وبقي ردُّه الميداني على كل الاختلافات شافياً، وبقي عشاقه خارج الملعب ينافحون عنه في كل مناسبة. لعب محمد نور للمنتخبات الوطنية المختلفة، وقدَّم تجربة هي الأخرى ظلت محل «مد وجزر» إعلامي، لكنها بالتأكيد عُدَّت رصيداً ثميناً في مسيرة لاعب ظل مطلباً مع بزوغ شمس تشكيل الأخضر. تاريخ نور لا يمكن أن يُختزل في الاتحاد، أو في النصر، أو في المشاركات القارية مع المنتخب السعودي، وكل ذلك، وإن لم يرق لبعضهم، لم يأتِ من فراغ. البارحة ربما تكون شمعة نور قد أطفئت بسبب المنشطات، والبارحة فقط شعر الرياضيون بظلام يحوم في أرجاء الرياضة المحلية، والبارحة انطلقت حلقة نقاش موسَّعة عن رحلة نور الملزمة. قالت اللجنة لنا: عفواً محمد نجمكم عيِّنته إيجابية، وعليه الخضوع لمقص الرقابة الدولي، الذي لا يعرف الرحمة في هذا النوع من المخالفات. خبر الموسم كان مؤلماً، ليس لأن لاعباً كبيراً ظهرت عليه آثار إيجابية، بل لأن توقيت القرار جاء والنجم يلملم أوراقه إيذاناً بالرحيل، ولأن مرحلته التي نُسجت بالذهب أضحت على كف عفريت لجنة المنشطات، التي تعنونها في الثقافة العامة بـ «الممنوعات». بقيت جلسة الاستماع، ولا أظنها كافية لوقف زحف العقوبة المغلَّظة، التي قد تنجح المحاولات في تقليصها إلى عامين في أفضل السيناريوهات. يشعر الاتحاديون بحالة من الاستياء ولاشك من خلال بعض ردود الأفعال الإعلامية، لكن عليهم أن يعرفوا أن مواقفهم، ورؤيتهم للآخر شكَّلت مثل هذا الرأي رغم عدم قناعتي بكل ذلك.

مشاركة :