سلَّطت مجلة «بوليتيكو» الضوء على المعايير المزدوجة للتعامل مع اللاجئين في أوروبا.وبحسب مقال لـ «بشار ديب»، إذا كانت هناك نتيجة إيجابية واحدة للحرب في أوكرانيا، فهي أن الاستجابة لأكثر من 3 ملايين لاجئ غادروا البلاد تضع معيارًا لما يمكن أن تبدو عليه الاستجابة الإنسانية.وأضاف: في بلدان مثل بولندا، لم يعُد يتم الترحيب باللاجئين بالغاز المسيل للدموع والهراوات، ولكن بالنقانق الدافئة والبطانيات وكلمات مرور الواي فاي وركوب أوبر مجانًا ومكان في منازل الناس.وأردف: لكن حتى ونحن نشجع هذه الاستجابة، فمن المهم عدم تجاهل مكوّناتها الأكثر قتامة.وأضاف: سارع السياسيون الأوروبيون، مثل وزير الهجرة واللجوء اليوناني نوتيس ميتاراكيس، إلى الترحيب بما وصفوه بـ«اللاجئين الحقيقيين» من أوكرانيا.وأردف: لكن يتعيّن على المرء أن يسأل مَن هم اللاجئون المزيفون؟ هل هم السوريون والأفغان والعراقيون وغيرهم من جميع أنحاء العالم الذين وصفوا في كثير من الأحيان بأنهم أسلحة أو تهديدات مختلطة؟ومضى يقول: في الواقع، سعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى ابتزاز الاتحاد الأوروبي بالتهديدات بالسماح للمهاجرين بالعبور بحرية من بلادهم. لكن ما أظهرته الاستجابة الخاصة بالفارين من أوكرانيا أن من حوَّل المهاجرين إلى سلاح هو كراهية الأجانب في أوروبا.وأشار إلى أنه لا أحد يستطيع ابتزازك بأشخاص ملونين غير مسلحين إلا إذا كنت خائفًا منهم.وأضاف: عندما ترحّب أوروبا بالأوكرانيين بينما تترك الآخرين يسبحون في البحر على طوافات نجاة بدون محركات، أو تنفذ عمليات صدهم بوحشية تترك الناس يتعرضون للسرقة وتجريدهم من ملابسهم على حدودها البرية، فإنها تزود الكرملين وأعداءه الآخرين بالدعاية مباشرة.ونبَّه إلى أن المعايير المزدوجة التي تبرز عندما يتم نقل الطلاب الأوكرانيين إلى جامعات أخرى، بينما يتم وضع أقرانهم من أفريقيا في مراكز الاحتجاز، تغذي آلة الدعاية الروسية بالذخيرة التي تشتد الحاجة إليها في حرب ستخسرها بدونها. وأوضح أن التمييز بين اللاجئين على أساس عرقهم سيمد المنصات الإعلامية الروسية بالمعلومات المضللة. وأضاف: كما يعرف أي مراقب لسوريا، فإن روسيا دولة لا تتعاطف مع الملونين، لكن مثل هذه الأمثلة تلعب دورها في حرب المعلومات.وتابع: أضاف بعض المعلقين الغربيين الوقود إلى تلك النيران، حيث وصفوا الصحفيين الأوكرانيين بأنهم أوروبيون متحضرون ذوو بشرة بيضاء وعيون زرقاء، غير معتادين على أهوال الحرب. تعليق من هذا القبيل لا يضيف شيئًا إلى القصة، لكنه ينزع الصفة الإنسانية عن تجارب النزوح التي يتعرض لها السود والبنيون.وأضاف: مقارنة بالنزاعات الأخرى، فإن أحد أسباب وجود المزيد من التقارير حول أوكرانيا هو وجود الكثير من المراسلين هناك، مع إمكانية الوصول الكامل إلى جانبي حدود الدولة. هذا يتناقض بشكل صارخ ليس فقط مع الحروب الأخرى الأقل تغطية جيدًا، ولكن أيضًا مع قدرة المراسلين على سرد قصص الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء في أوروبا. من الأسهل بكثير تجريد الناس من إنسانيتهم عندما لا يمكنك أن تشهد على تجاربهم.واختتم بقوله: نحن نختار مَن نحكي قصصهم، وتكشف هذه الاختيارات عن تحيُّزاتنا. يجب أن تفهم أوروبا أن هذا التحيز، وليس المهاجرون، هو السلاح الذي سلمته لأعدائها.
مشاركة :