تحليل إخباري : إرهاصات الجمود السياسي تعود لإسرائيل بعد خسارة الحكومة غالبيتها البرلمانية

  • 4/8/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القدس 7 أبريل 2022 (شينخوا) شكلت الاستقالة المفاجئة للنائبة عن حزب (يمينا) في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) عيديت سيلمان، من التحالف الحكومي نقطة تحول دراماتيكية في الحكومة الأكثر تنوعا سياسيا في تاريخ إسرائيل. وأعلنت سيلمان يوم أمس الأربعاء استقالتها من التحالف الحكومي الإسرائيلي، وقالت في خطاب الاستقالة، الذي وجهته لرئيس الوزراء نفتالي بينيت "حان الوقت لإعادة حساب المسار، لمحاولة إقامة حكومة قومية يهودية صهيونية، لنتكاتف ونعبر عن القيم التي انتخبنا باسمها ونمثل غالبية الشعب". وتمثل استقالة سيلمان ضربة قوية للتحالف، الذي أطلق عليه اسم "حكومة التغيير" التي أطاحت برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، بعد أربع جولات انتخابية في ظرف عامين. وحتى يوم أمس الأربعاء كان التحالف يتشبتث بالسلطة بأدنى أغلبية برلمانية ممكنة متمثلة في 61 مقعدا من أصل 120 تمثل إجمالي مقاعد البرلمان الإسرائيلي، مما يضع التحالف الآن في مرحلة من عدم الاستقرار، خاصة وأنه لن يكون قادرا على تمرير أي قانون لعدم امتلاكه الأغلبية البرلمانية. وعاشت إسرائيل فترة من الشلل السياسي من 2019 وحتى يونيو 2021 بعد نجاح بينيت وزعيم حزب "يوجد مستقبل" يائير لابيد، في تشكيل حكومة ائتلاف متعددة الأطياف تحتوي على حزب عربي لأول مرة في تاريخ إسرائيل. ويرى مراقبون إسرائيليون أن الخطوة التي قامت بها سيلمان ما هي إلا استمرار لحالة الشلل السياسي الذي عاشته إسرائيل لمدة أكثر من عامين. وأجمع المراقبون أن إسرائيل باتت على أعتاب جولة خامسة من الانتخابات في ظرف ثلاثة أعوام سيدفع ثمنها المواطنون الإسرائيليون. وقالت المحللة السياسية موران أزولاي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الوضع "الصعب" للائتلاف ساء بشكل كبير مع إعلان استقالة سيلمان، مما أثار ضجة في جميع الكتل الحزبية في الكنيست. وأضافت أزولاي أن هناك عدة سيناريوهات على الطاولة، وعلى رأسها تشكيل حكومة أخرى في الكنيست الحالي. أما الخيار الأكثر واقعية بالنسبة لأزولاي فهو "توجه إسرائيل إلى صناديق الاقتراع في وقت قريب جدا". وترى أزولاي أن كتلة حزب (يمينا) بقيادة نفتالي بينيت، بعد انسحاب سيلمان تقلصت إلى خمسة مقاعد فقط في الكنيست والائتلاف حاليا يضم 60 عضوا، ولكن المعارضة أيضا ليس لديها أغلبية وسيعملون على انشقاق عضو كنيست آخر من حزب يمينا. وشددت المحللة السياسية الإسرائيلية على أن مثل هذا الأمر "سيسمح في الوقت القريب والعاجل بإجراء انتخابات مبكرة مرة أخرى". وأظهرت استطلاعات رأي أجرتها وسائل إعلام إسرائيلية بعد ساعات من إعلان سيلمان انسحابها من الائتلاف عدم قدرة أي حزب على تشكيل حكومة في حال حدوث انتخابات جديدة مما ينذر بعودة حالة الجمود السياسي. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن السبب الرئيسي في انسحاب سيلمان من الائتلاف الحاكم كان بسبب موافقة وزير الصحة نيتسان هوروفيتس، على إدخال خبز مع خميرة خلال عيد الفصح للمستشفيات، وهو ما يخالف الشريعة اليهودية. وقالت المحللة السياسية عطرا جيرمان "بعد عشرة أشهر من الحكم نجح ضغط المعارضة إلى حد كبير في دفع عضو كنيست واحد من الائتلاف للاستقالة، على أمل أن تتفكك الحكومة". وأضافت جيرمان ل(شينخوا) "الحكومة مرت بأوقات صعبة للغاية مع 61 عضوا في الكنيست، فالأمر الآن سيكون أكثر صعوبة مع امتلاك الائتلاف 60 مقعدا فقط". وأشارت جيرمان إلى أنه في الوقت الحالي يفضل الليكود التوجه إلى صناديق الاقتراع والاستفادة من الحدث العام لزيادة مقاعده، ومع ذلك تفضل الأحزاب الدينية تشكيل حكومة في الكنيست الحالي، موضحة أن هذا الأمر لا يحدث إلا بالتصويت وحجب الثقة ووضع شخص آخر رئيسا للوزراء، لكن طالما لم يتم احتساب الأحزاب العربية فهي خطوة معقدة. ووفقا للإذاعة العبرية العامة فأن سيلمان قد تلقت وعودا من نتنياهو بأن تكون في المرتبة العاشرة في قائمة الليكود المقبلة لانتخابات الكنيست، وأن تتولى منصب وزير الصحة في حال استطاع تشكيل حكومة. ويواجه نتنياهو حاليا محاكمة بالفساد في ثلاث قضايا منفصلة متمثلة بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، رافضا كل التسويات التي عرضت عليه من المحكمة لإسقاط التهم مقابل التخلي عن الحياة السياسية. الكنيست حاليا في فترة عطلة الربيع، وهذا الأمر سيعطي بينيت وحلفاؤه متنفسا من الوقت لمحاولة ترتيب أوراقهم، ولربما محاولة جذب القائمة العربية المشتركة لدعم الائتلاف في حال تم التصويت على حجب الثقة. إلا أن رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة قال في تصريحات لصحيفة هآرتس إنهم لن يساعدوا رئيس الوزراء بينيت في "إنقاذ حكومته"، واصفا الحكومة الإسرائيلية بأنها "حكومة سيئة"، مضيفا أن إسرائيل في الطريق إلى صناديق الاقتراع من جديد. وقالت جيرمان إنه بعد افتتاح دورة الكنيست الصيفية ستكون هناك محاولات من المعارضة للعثور على المزيد من "المنشقين" أو لإيجاد رئيس وزراء جديد، مشددة على أنه إذا لم تنجح أي من هذه التحركات فأن الموعد المقدر للانتخابات سيكون خلال شهر سبتمبر القادم. وبدأت الأحزاب والسياسيون في إسرائيل حاليا بالحديث عن "اليوم التالي" لحكومة بينيت ولابيد وبناء سيناريوهات الحكومة المقبلة.

مشاركة :