كيف بدأت الحرب وكيف إنتهت؟ د. محمد مظفر الادهمي الجزء الاول عاما 2001 -2002 – في يوم 5 شباط،2001 أي بعد17 يوما فقط من تولي بوش الابن للرئاسة ، ترأست مستشارة الامن القومي كونداليزا رايس اجتماعا للجنة الرؤساء حضره نائب الرئيس دك تشيني ووزير الخارجية كولن باول ووزير الدفاع رونالد رامسفيلد ومساعد رئيس المخابرات جورج تنت بالنيابة عنه .وكان الهدف هو دراسة كيفية زيادة الاستطلاعات المخابراتية حول أسلحة الدمار الشامل في العراق . واقر الاجتماع أن صدام حسين قد نجح في إقناع المجموعة الدولية بان الحصار قد سبب الجوع لشعبه، وان ذلك لن يوقفه عن صرف الأموال للحفاظ على سلطته. – وخلال الفترة 31 مايس – 26 تموز 2001 قام وكيل مستشار الأمن القومي هادلي بالاجتماع أربع مرات مع لجنة الوكلاء لصياغة سياسة حول العراق . وفي شهر آب قدمت هذه المجموعة ورقة سرية للغاية تحت عنوان (إستراتيجية التحرير ) – في يوم الأحد 16 أيلول 2001 أخبر بوش رايس أن الهدف الأول في الحرب على الإرهاب سيكون أفغانستان ،واضاف : ” إننا لن نتناول العراق ألان … سنضع العراق جانبا ، ولكن بالنتيجة سنعود إلى هذا الموضوع لاحقاً .” – قبل يوم واحد من عيد الشكر وبعد 72 يوما من أحداث الحادي عشر من أيلول ، وبعد انتهاء اجتماع مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ، وضع الرئيس بوش يده على كتف وزير دفاعه رونالد رامسفيلد قائلا :” احتاج أن أراك ” واخذه جانباً وقال ” ما هو شكل خطة الحرب على العراق الموجودة لديك ؟ أجاب رامسفيلد انها موجودة تحت اسم ( عاصفة الصحراء 2+) وهي خطة معدلة بعض الشيء لحرب والده بوش عام 1991 على العراق . وأجابه بوش ” دعنا نبدأ من هذه الخطة ، واطلب من تومي فرانكس (القائد العام لمنطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا والقرن الأفريقي)أن يدرس ماذا يمكن أن نفعله لحماية الولايات المتحدة بإزاحة صدام حسين من الحكم إذا أردنا أن نفعل ذلك” . وطلب منه أن لا يتكلم حول هذا الموضوع مع الآخرين. – في يوم السبت الموافق الأول من كانون الأول 2001 أرسل رامسفيلد عبر رئاسة الأركان المشتركة أمرا سريا للغاية إلى الجنرال فرانكس يطلب منه المجيء إليه مع ( تقديرات قيادية ) لوضع أسس لخطة حرب جديدة للعراق . وجاء في الأمر المكون من ورقتين أن رامسفيلد يريد أن يعرف كيف سيدير فرانكس العمليات العسكرية لإزاحة صدام حسين من السلطة وإنهاء تهديده المحتمل بأسلحة الدمار الشامل وإيقاف مساندته المشكوك فيها للإرهاب . – في 17 كانون الثاني 2002 قدم الجنرال فرانكس إلى رامسفيلد التعديل الرابع على خطتهم للهجوم على العراق . واوضح أن العقوبات الاقتصادية قد منعت العراقيين من تحديث قوتهم وأضعفت بشكل أساس قدراتهم الهجومية. وأضاف فرانكس انه حالما يتخذ الرئيس قراره بالحرب فانه سيحتاج فقط إلى 45 يوما لنشر القوات الضرورية الأولية ، ثم يقوم بتنظيم عمليات الطيران لمدة 45 يوما أخرى ، وبعد ذلك وخلال 90 يوماً سيكونون مستعدين لبدء العمليات العسكرية الأرضية وستستغرق هذه العمليات 150 يوماً لتبديل النظام بشكل حاسم .. طلب رامسفيلد من فرانكس بعد سماعه للتعديل الرابع على خطة الهجوم أن يعود إليه بعد حوالي ثلاثة أسابيع للذهاب إلى الرئيس للتحدث حول العمليات التحضيرية التي يجب القيام بها مسبقاً . – في الساعة 8,45 من صباح الخميس السابع من شباط 2002 ألقى الرئيس خطاب إفطار الصلاة الوطني في فندق الهلتون بواشنطن ، وكان 11 أيلول يملأ عقله . فقال : ” إن تحديات ضخمة تنتظر الأمة . وستكون أيامها صعبة “ ثم انتقل بعد الخطاب هو وفريق الأمن القومي إلى غرفة أخرى في الفندق نفسه ليستعرض فرانكس أمامه خطة حرب العراق بعد أن أجرى عليها تعديلا ً طفيفا ًفي ضوء لقائه مع رامسفيلد قبل أسبوع . – وفي 16 شباط 2002 وقع الرئيس بوش الخطة الجديدة السرية للغاية التي قدمتها له وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA لقلب نظام الحكم في العراق. – بعد أربعة أيام من توقيع أمر الرئيس بوش ، وفي20 شباط 2002 دخل شمال العراق في المنطقة الكردية فريق مسح للتحضير من اجل نشر فرق CIA شبه العسكرية والتي أطلق عليها اسم (NILE) وهي مختصر (Northern Iraq Liaison Elements ) أي ( عناصر اتصال شمال العراق ) . – إن ندرة عناصر CIA في العراق قد دفعت إلى التركيز على استخدام الأقمار الصناعية الأمريكية للتجسس وتحديد الأهداف المطلوبة في خطة الهجوم على العراق واحتلاله . ففي يوم الجمعة 28 شباط 2002 وصل الجنرال فرانكس إلى مكتب رامسفيلد في البنتاكون وهو يحمل معه مجلدين سريين للغاية يتضمنان 4000 آلاف هدف داخل العراق، تتعلق بمناطق القيادات المهمة ومعسكرات الجيش والأمن وألوية الدروع والمشاة و مواضع وحدات الدفاع الجوي. – قام تشيني بزيارة مصر والاردن وقطر في اذار 2002 و فوجئ أن القادة العرب الذين التقاهم لم يتطرقوا إلى العراق أو التهديد الذي يشكله صدام حسين أو الإرهاب ، وإنما ألحوا بالحديث عن مسالة عملية السلام في الشرق الأوسط وحل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي. وكان بوش منزعجا ً من عدم اهتمام القادة العرب بالقضية الأساسية التي أرسله إليهم من اجلها وهي صدام حسين . – وخلال عطلة نهاية الاسبوع يومي 6 – 7 نيسان 2002 استضاف بوش رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وعائلته في مزرعته بكرفورد ، وخلالها أجرى معه التلفزيون البريطاني ITV مقابلة أدارها المراسل تريفور ماكدونالد والذي دفع احد أسئلته بوش للتحدث عن العراق . فأجاب ” لقد قررت انه من الضروري أن يرحل صدام “ فقال ماكدونالد ” وكيف سيتحقق ذلك سيادة الرئيس ؟ فأجابه بوش ” انتظر وسترى “. – في يوم 11 مايس 2002 ? حمل فرانكس خريطته وايجازاته إلى كامب ديفيد من اجل اجتماع طويل مع الرئيس . وقد عرض فرانكس على بوش خطة الهجوم (Generated Start Plan ) بطريقة مختلفة قائلا ً إنها ستتألف من خمس جبهات : الأولى هي الجبهة الغربية التي سيرسل إليها قوات العمليات الخاصة لمنع إطلاق صواريخ سكود منها ، والثانية الجبهة الجنوبية وهي المدخل الرئيس للهجوم من الكويت وبواقع فرقتين زائد واحد من الجيش وحوالي فرقتين من مشاة البحرية المارينز . أما الجبهة الثالثة فهي جبهة العمليات المعلوماتية والإعلامية ، والرابعة هي الهجوم الرأسي على بغداد ، والخامسة ستكون عبر تركيا إذا تمكنوا من الاتفاق مع الأتراك. – في مطلع شهر آب ، وعندما كانت CIA مشغولة على قدم وساق في عملياتها المخابراتية شمال العراق ، ذهب الجنرال فرانكس إلى البيت الأبيض يوم الاثنين الخامس من الشهر في الساعة الرابعة والنصف عصراً ،يرافقه مساعده رينوارت ومعهما آخر الخطط الحربية السرية ، ليقدم إيجازا ً للرئيس ولمجلس الأمن القومي . وكان جدول الأعمال كالآتي: 1 – استعراض سريع لخطة (Generated Start ) . 2 – تحديث خطة ( Running Start ) . 3 – تقديم مفهوم جديد أطلق عليه اسم (Hybrid ) أي بمعنى ( الهجين ) . وهي عبارة عن خطة فيها مزيج من الخطتين (1) و (2 ) أعلاه . 4 – إدارة المخاطر الستراتيجية . 5 – الأهداف العراقية الرئيسة . – في الساعة الواحدة والريع من بعد ظهر يوم 2 تشرين الأول 2002 ظهر بوش في حديقة البيت الأبيض أمام الصحفيين ، مع مجاميع من أعضاء الكونغرس من الحزبين كإعلان عن اتفاقهما في موضوع العراق ، وقال إن الدعم من الكونغرس ” سيظهر للصديق والعدو معاًعزم الولايات المتحدة” معلنا ً “إن النظام العراقي هو تهديد فائق الخطورة” قائلا ً ” إن الدكتاتور هو تلميذ ستالين.. وان القضية الآن أمام الكونغرس الأمريكي، وستشاهد مناقشاته عن قرب من قبل الشعب الأمريكي وسيذكرها التاريخ.. إنني أحث جميع أعضاء الكونغرس أن يتعاملوا مع هذا القرار بعناية فائقة “ – في الأول من تشرين الثاني 2002جلب باول الشخصين اللذين سيرأسان فرق الأمم المتحدة للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق ، لكي يلتقيا بوش وتشيني و رايس، وحضر كذلك ولفوتز . كان الشخص الأول هو هانزبليكس السويدي. والثاني هو محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت وجهة نظر المتشددين بما فيهم ولفوتز ترى أن بليكس ضعيف وان صدام سيلعب عليه . فقال بوش لبليكس ” إن عليك يا مستر بليكس أن تفهم إن لديك قوة الولايات المتحدة تقف خلفك ، و إنني مستعد لاستخدامها إذا دعت الحاجة لوضع قرار مجلس الأمن موضع التنفيذ ” وأضاف بوش ” إن قرار الذهاب إلى الحرب سيكون قراري … فلا تجعل نفسك مطلقاً تشعر بما تقوله من انك تصنع القرار ” . – وفي 8 تشرين الثاني 2002 صدر قرار مجلس الأمن رقم 1441 بموافقة جميع الأعضاء الخمسة عشر. ومما جاء فيه انه إذا استمر صدام بانتهاك التزاماته بنزع السلاح فانه سيواجه ” نتائج وخيمة ” وهو النص الذي وضعه باول بدلا ً من النص ” جميع الوسائل الضرورية “. – بدأ مفتشوا الأسلحة عملهم في العراق في أواخر شهر تشرين الثاني بعد صدور القرار 1441? واجتازوا بسياراتهم البيضاء ضواحي بغداد وفتشوا ولم يجدوا شيئا ً حتى عند زيارتهم المفاجئة وبحثهم في أحد القصور الرئاسية لصدام الذي استغرق ساعة ونصف . – وفي السابع من كانون الأول قدم العراق إيضاحا ً عن أسلحته المدمرة مكون من 11807 صفحة واثبت انه لا يمتلك أسلحة دمار شامل. ولكن نائب الرئيس تشيني قال لأعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي يجب ان لا نعطي صدام فرصة أخرى .. إن هذا يكفي . – في صباح الأربعاء 18 كانون الأول 2002 كان لبوش لقاءً خاصا ً مع رئيس الحكومة الاسباني خوزيه ماريا أزنار الذي أعلن دعمه للمواجهة العسكرية مع العراق . ويظهر محضر اللقاء إن بوش قد سخر من إيضاح العراق حول أسلحة الدمار الشامل حين قال ” إن هذا الإعلان هو لا شيء..انه فارغ..انه اضحوكة. الجزء الثاني عام 2003 – بعد عطلة رأس السنة الجديدة 2003 قال الرئيس لرايس إن الضغط لم يأت بنتيجة وان الجهود لجعل عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة في مسار عدواني لكي يتصدع صدام لا تعمل شيئاً . لقد أصبح صدام أكثر ذكاءاً في طريقة التعامل مع بليكس ، وان الإجماع الدولي لشهر تشرين الثاني قد بدأ يتهرأ . لقد بدأت التقارير الصحفية تغيض الرئيس وهي تتحدث عن العرقيين المبتسمين وهم يقودون المفتشين في أنحاء البلاد يفتحون لهم البنايات ويقولون لهم (( انظروا لا يوجد شيء هنا )). – في 9 كانون الثاني 2003 جاء فرانكس إلى واشنطن ليقدم للرئيس آخر ما لديه عن خطة الحرب على العراق ، وبعد العرض سأل بوش ما هي النقطة التي أصل فيها إلى اتخاذ القرار؟ أجابه فرانكس انه سيكون مستعدا للتنفيذ خلال ثلاثة أسابيع تقريبا . وأضاف ” سأكون جاهزا للحرب في اوائل شباط، ولكنني في الحقيقة أرغب أن تكون في الأول في آذار”. – في الساعة الثانية والربع من بعد ظهر العاشر من كانون الثاني 2003 التقى بوش وتشيني في اجتماع خاص في المكتب البيضاوي مع ثلاثة معارضين عراقيين ،هم رند فرنك وكنعان مكية وحاتم مخلص ، ودار حوار طويل . وبعد ان قال الرئيس انه سيعمل على ازاحة صدام ، اجابه احدهم ” إن الشعب في العراق سيستقبل قواتكم وسيحييها بالورود والحلوى ” . وأنهى بوش الاجتماع بإبلاغهم ” إنني أتصور إنكم و يهود الشتات ( Diaspora) شركاء فيما انتم عليه. ولذلك فأن واجبكم أن تجمعوا الناس الذين يرغبون بالمساعدة وان تلموا شعثهم وتستجمعوا قلوبهم وأنفسهم . أما واجبي فهو أن أحشد العالم واكسب الحرب… وربما بعد سنة واحدة من الآن سنحتفل بالنصر ونتكلم عن التحول إلى الحرية”. – في يوم الجمعة 24 كانون الثاني 2003 م قدم فرانكس إلى رامسفيلد والجنرال مايرز النسخة النهائية من خطة الحرب ( Hybrid Plan ) والتي اظهرت ان مستوى مجموع القوات الأمريكية في المنطقة سيصل في منتصف شهر شباط إلى 140 ألف بضمها 78 ألف من القوات الأرضية ( الجيش ومشاة البحرية المارينز وقوات العمليات الخاصة ) . – قدم رامسفيلد للرئيس بوش الجدول السري للغاية والمؤرخ في 29 كانون الثاني 2003 ? وحدد اليوم الذي سيتخذ الرئيس فيه قراره بالحرب وأطلق عليه اسم ( Notification Day) أو ( N-Day) وحدد له يوم 22 شباط 2003 . أما (C- Day) ويعني بداية تدفق القوات فأنه سيتبع اتخاذ الرئيس قراره بالحرب ، علما أن نشر القوات كان قد بدأ فعلاً لان رامسفيلد كان يعلم أن قرار بوش بالحرب قد اتخذ أصلاً. – في يوم 5 شباط 2003 م قدم وزير الخارجية الامريكي كولن باول تقريره المشهور امام مجلس الامن ،متهما العراق بامتلاك معامل أسلحة بايلوجية تسير على عجلات أو قاطرات سكك الحديد ، وعرض على الشاشة مخططات تفصيلية لمختبرات متنقلة كما أشار إلى طائرات مسيرة بدون طيار يصل مداها إلى 500 كيلو متر ” مما يمكن العراق إستخدامها لنقل العناصر البايلوجية إلى جيرانه أوإلى بلدان أخرى بما فيها الولايات المتحدة ” . ووصف باول ارتباطات العراق بالقاعدة بأنها ” علاقات أكثر شراً وبشكل كامن ” وقال الوزير ” نحن نعلم إن صدام حسين مصمم على الاحتفاظ بأسلحته، أسلحة الدمار الشامل، وهو مصمم على زيادتها.. وإن الولايات المتحدة لن وليس بإمكانها إن تعرض الشعب الأمريكي لمثل هذا الخطر .” .لقد استمر عرض وزير الخارجية الأمريكي باول أمام مجلس الأمن لمدة 76 دقيقة . – بعد شهر واحد وفي صباح يوم الأربعاء 5 آذار التقى رامسفيلد و فرانكس مع الرئيس ومجلس الأمن القومي في غرفة الموقف بالبيت الأبيض ، وكانت الملفات ذات الألوان المختلفة ومحاضر الإيجاز كلها مؤشرة بعبارة ( سري للغاية – خطوة بولو ) مع عنوان على الصفحة الأولى بحروف كبيرة ( مسودة ما قبل القرار ) . لقد وصل مجموع القوات الأمريكية في المنطقة إلى 208 ألف وهي تتضمن القوات الأرضية البالغة 137 ألف . أما عن رامسفيلد فإن خطوط التوقيت لديه لا تحدد يوماً معيناً لان الرئيس لم يحدد يوم البدء بالحرب ، ولكنها كانت ترجح وقتاً أمده إسبوعين .. لقد كان رامسفيلد يشعر بقوة انه من الضروري أن ينشروا إنذاراً نهائياً إلى صدام بإعطائه 48 أو 72 ساعة للتنازل عن الحكم ، وقد أشير إلى هذا الإنذار في جدول توقيتاته بعبارة ( النقطة المركزية ) ، ولم يظهر الجدول أي عمليات قتالية رئيسة خلال فترة الإنذار عدا نشاطات قوات العمليات الخاصة . – في يوم 11 آذار ، قدمت رايس لأعضاء مجلس الأمن القومي محضر اجتماعهم المصنف ( سري ) وقد جاء في خلاصة المحضر كيفية تشكيل السلطة العراقية الانتقالية حالما يتم التحرير وستضم هذه السلطة عراقيين وأكراد والمعارضين في المنفى ، ثم سيعقد مؤتمر في بغداد ” لتوسيع هذه القاعدة ” كما حصل بعد حرب أفغانستان لتسمية القادة المؤقتين و ” للمساعدة في تأسيس الحكومة الديمقراطية الجديدة ” ثم لخصت الوثيقة ( المحضر ) الإيجاز الذي قدم للرئيس حول العملة العراقية والنفط وإصلاح البيروقراطية في العراق . – في يوم 17 آذار 2003وفي الساعة 8.55 صباحاً اجتمع بوش بمجلس الأمن القومي ، وقدم باول تقريراً يقول أنه لم يحدث أي تغيير في مجلس الامن خلال الليلة الماضية ، ففرنسا لن تنحني . من جانب آخر أخبر بوش فرانكس أنه ربما سيأمر بتنفيذ ما تدعى الآن بالخطة ( Op Plan 1003 v ) خلال 72 ساعة ” إنني لم أصدر بعد الأمر إليك بالبدء ، ولكنك يجب أن تكون مستعداً ” ووجهه بالقول ” أفعل كل الأمور التي تحتاج إلى عملها في الدقيقة الأخيرة ” . – استدعى بوش بعد ذلك السكرتير الصحفي أير فليتشر وقال له اذهب في الساعة 9.45 دقيقة وقل إن حلفاءنا قد تشاوروا مرة أخرى هذا الصباح ، وأننا قد سحبنا مشروع قرارنا . ووجهه بالقول ” لن يكون هناك تصويت في الأمم المتحدة ” . وفي الوقت الذي حدده بوش ظهر فليتشر في المركز الصحفي وقال ” إن الأمم المتحدة قد فشلت في تنفيذ مطالبها بنزع أسلحة العراق حالاً وأن الرئيس سيوجه هذه الليلة وفي الساعة الثامنة خطاباً إلى الأمة يقول فيه أنه من أجل تجنب النزاع المسلح فإن على صدام حسين أن يغادر البلاد ” . وبعد ذلك قام بوش بالإيفاء بعهده إلى أزنار فتكلم مع الملك الأسباني لمدة أربع دقائق ” يا صاحب الجلالة إليك ما سيحدث إننا سنسحب مشروع القرار وسأتكلم مع الشعب الأمريكي ” فشكره الملك بحرارة على مكالمته له . – وفي هذا الصباح قام بوش بتجربة إلقاء خطاب الإنذار لمرتين ، وقد قرأ القسم الأول بسهولة ولكنه عندما وصل إلى الجمل الأساسية – يجب أن يغادر صدام حسين وولديه العراق خلال 48ساعة وأن رفضهم ذلك سيؤدي إلى نزاع مسلح يبدأ في الوقت الذي نختاره نحن ـ أصيب بحشرجة في حنجرته ، – أتصل بوش برئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون وقال له ” أريل لقد كنت قد أخبرتك في المكتب البيضاوي أنني سأبلغك قبل 72 ساعة أنني أعطيك إياها الآن ” فقال شارون ” لقد استلمناها ” وشكر شارون الرئيس . وقد استغرقت المكالمة ثلاثة دقائق . – في الساعة 4.45 عصراً أجرى بوش ممارسة قراءته الثانية للخطاب في المكان الذي سيلقيه فيه بعد حوالي ثلاث ساعات في كروس هوك بالطابق الأول من البيت الأبيض . – وفي حوالي الساعة 6.15 مساءاً وسع بوش اجتماعه مع اعضاء من الكونغرس الامريكي ليظم إليه رئيسي لجنتي الخارجية والمخابرات في الكونغرس وأخبرهم قائلاً ” إن الجنرالات العراقيين هم مجرمو حرب ” وأضاف في التفاتة جديدة ومهمة بالقول ” إذا غادر صدام فإننا مع ذلك ذاهبون إلى العراق بأية حال من الأحوال . – وفي الساعة الثامنة ودقيقة واحدة من مساء ذلك اليوم الاثنين 17 آذار 2003 ? أعلن بوش إنذاره لصدام وولديه قائلاً ” مواطني الأعزاء ..إن الأحداث في العراق قد وصلت إلى الأيام النهائية لاتخاذ القرار “ – وفي اليوم التالي الثلاثاء 18 آذار بدأ الرئيس ببعض الالتزامات الدبلوماسية ،وفي هذااليوم أيضاً صدر عن اجتماع كبار موظفي البيت الأبيض إعلانين الأول يتعلق بإيقاف الزيارات السياحية للعامة إلى البيت الأبيض ، وأن تكون الفرق الطبية متأهبة . وفي المكتب البيضاوي أخبر مدير الخزانة ميتش دانيال الرئيس أنهم سيحتاجون إلى 73.3 بليون دولار بموافقة الكونغرس للحرب ولدعم الأمن في البلاد . – بدأ بوش عمله يوم الأربعاء 19 آذار 2003 بمكالمة هاتفية مع بلير عبر الهاتف المأمون الساعة ( 7.40 دقيقة صباحاً ) والتي استمرت عشرين دقيقة . لقد كان الاثنان بمعنويات عالية . وفي الساعة ( 10.30 صباحاً ) اجتمع بوش برئيس بلدية مدينة نيويورك ، وقال له ” نحن على حافة الحرب.. ولما كانت مدينة نيويورك هدفاً رئيسياً محتملاً فإنه من الضروري أن نتفقدها ” ثم أشاد بجهود المدينة في التهيؤ ، ولكنه نصح رئيس البلدية أن يركز على الأهداف المحتملة للإرهابيين قائلاً ” راقب جيداً الإنفاق والجسور والأقلية اليهودية. “ الجزء الثالث قصف مزرعة الدورة في19 آذار 2003 ” بيناشيو .. بيتاشيو ” هنا جونستاون ” هكذا جاء النداء إلى ضابط المخابرات ( تم ) في قاعدة المخابرات الامريكية CIA في كلاكولان في شمال العراق . لقد استلمت جونستاون للتو تقريراً حول مزرعة الدورة من نجم الصخر (احد افراد مجموعة التجسس المرتبطة ب CIA ) ?المسؤول عن اتصالات جهاز الأمن الخاص،. وقال المصدر من خلال هاتف الثريا أنه قد سمع للتو من نجم صخر آخر كان قد ذهب للمساعدة في موضوع الاتصالات في المزرعة أنه لاحظ وجود تفاصيل أمنية مهمة . إنهم يخزنون الطعام والتجهيزات . ويبدو وكأن عائلة صدام تتجمع في المزرعة . فأرسل ( تم ) هذه المعلومات إلى ( سول ) في مقر CIA. وعندما استعرض (سول) أخر الصور عن بغداد توقف وهو ينظر متعجباً ، ذلك أنه يوجد تحت نخيل مزرعة الدورة 36 عجلة أمنية . إنه عدد كبير ، إنها ليست لشخص أو شخصين . إن المزرعة تستخدم من قبل ساجدة زوجة صدام ، و( سول ) يعلم أن صدام قد استخدمها . تقارير عن صدام وعائلته في مزرعة الدورة – بعد الساعة ( 12.30 بعد الظهر بتوقيت واشنطن- الثامنة والنصف مساءاً بتوقيت العراق من يوم 19 آذار2003 ) استلم ( تم ) تقرير نجم الصخر الذي يقول أن روكان قد شاهد صدام فعلاً الذي غادر ( بيت القصاب ) قبل حوالي ثمان ساعات ليحضر عدداً من الاجتماعات وأنه سيعود لينام في مزرعة الدورة مع قصي وعدي . أنه من المؤكد مائة بالمائة أن صدام ( يجب ) أن يعود . – أتصل المصدر الرئيس هاتفياً ليرسل تقريراً عما أخبره مصدراه في مزرعة الدورة من أن عدي وقصي موجودان بالتأكيد في المزرعة ويتوقع أن يعود صدام إليها في حوالي الساعة 2.30 صباحاً أو -.3 صباحاً حسب توقيت العراق . كما أرسلت المصادر تفاصيل حول بيوت المزرعة . إضافة إلى هذا قال التقرير يوجد ( manzul ) . والتي يمكن ترجمتها ” الملجأ ” أو ” غرفة محصنة تحت الأرض ” وقد أختار ( تم ) الترجمة الثانية . لقد قدم التقرير تفاصيل عن الغرفة المحصنة والمسافات بينها وبين البيوت وسمكها من الأسمنت المسلح الذي يبلغ عرضه العديد من الأمتار والذي يقع تحت الأرض بعديد من الأمتار . فقام ( تم ) بسرعة بإرسال هذه التقارير إلى مقر CIA في واشنطن مع برقية سريعة لخص فيها هذه المعلومات . – في الساعة (1 بعد الظهر ) دخل العراق من الغرب والشمال 31 فريقاً على الأقل من قوات العمليات الخاصة . فانتحى كارد جانباً بالرئيس وقال له ” أنهم على الأرض .. أنهم هناك ” فأجاب بوش ” يجب أن يكونوا هناك ” إلا أن كل شيء كان هادئاً . لقد كان بوش وكارد متلهفين لمشاهدة فيما إذا التقطت قناة الجزيرة أو CNN أو أية شبكة إخبارية بعض هذه التحركات لتذيعها على الملأ . – في الساعة ( 1.45 بعد الظهر ) تكلم بوش هاتفياً مع أزنار لمدة عشرين دقيقة وقاله له إن علينا أن نتكلم بالشفرة على الخط الآمن وأضاف ” أن الأمور تتغير ، ربما لا ترى الكثير ولكنها خطوة مختلفة . “ – بعد الساعة ( 2 بعد الظهر ) تماماً اتصل كارد بغرفة الموقف لمعرفة الأمور، ثم نقل آخر الأخبار إلى الرئيس .(( إن البولنديين هناك . وقد سيطروا على الموقع ” ذلك أن فريق القوات البولندية الخاصة قد دخل مبكراً واستولى على أحد الأهداف الرئيسة ، وهو موقع نفطي في الجنوب فتكلم بوش باختصار مع الرئيس البولندي كواسنيوسكي عن الموضوع . ثم قدم كارد تقريراً قائلاً ” لقد دخل الإستراليون ” حيث تحرك فريق من قوات الكوماندوز الاسترالية إلى غرب العراق . مشاورات لقصف صدام وعائلته في مزرعة الدورة ركض كل من تنت ومكلوكلن وسول وبعض مسؤولي CIA إلى البنتاغون وبيدهم التقرير المخابراتي الذي أرسله ( تم ) ومعه صور من القمر الصناعي . لقد كان رامسفيلد يتابع التقارير المخابراتية لنجم الصخر وشعر أنها تستحق اهتمام الرئيس . ثم تحدث رامسفيلد مع فرانكس الذي أعتقد أن مزرعة الدورة هي هدف جيد ، فطلب منه الوزير أن يتأكد من أنهم مستعدين لمهاجمتها . – في الساعة 3.15 بعد الظهر اتصل رامسفيلد بكارد قائلاً ” لدينا بعض التطورات وأريد أن أأتي للتحدث بشأنها ” فأبلغ كارد طلب رامسفيلد إلى الرئيس الذي اتصل برايس قائلاً لها ” إن رامسفيلد اتصل للتو ، ويود أن يأتي مع جورج تنت ، لان هناك حسبما يقول شيئاً هاماً يريدون التحدث بشأنه ، وأنه قادم الآن .. فتعالى إلى هنا ” . – وصل كل من رامسفيلد و مكلوكلن و تنت و سول ورجلين آخرين من CIA إلى المكتب البيضاوي وتوجهوا إلى غرفة طعام الرئيس . قال تنت ” لدينا رجلين قريبين من صدام ” ثم قدم ملخصاً سريعاً حول رجل الأمن روكان في مزرعة الدورة ، وعن نجم الصخر الآخر الذي ذهب للمساعدة في موضوع الاتصالات بالمرزعة . بعدها أطلع تنت الرئيس على صور القمر الصناعي التي تظهر موقع المزرعة قرب بغداد على ضفة نهر دجلة ، حيث توجد عدة بيوت في المزرعة ، وقال أن ” صدام وولديه قد كانا هنا وربما سيعودان إن لم يكونا ما زالا في المزرعة ” إن CIA على اتصال مباشر مع هذين المصدرين . فسأل بوش عن هذين المصدرين . من هما ؟ وإلى أي درجة هما جيدان ؟ فأوضح سول أن مفتاح وأساس شبكة نجم الصخر هو ضابط جهاز الأمن الخاص في الاتصالات الذي يعمل مع مخبرين سريين لمصدرين في مزرعة الدورة ، وأن اتصالات ضابط جهاز الأمن الخاص والمجندين للعمل قد برهنوا على أنهم جيدين جداً . ثم أخبر سول الرئيس أنهم قياساً بالمصادر العراقية فإننا نعتبره أحد أفضل المصادر والأكثر ثقة ، أنه واحد من أول الذين أصبحوا في مجموعة نجوم الصخر الذي جاء إلى قاعدة كالاجولان . إنهم يشغلونه منذ أشهر وان الكثير من تقاريره قد أثبتت صحتها خصوصاً من خلالSIGINT قال الرئيس ” إن هذا جيد حقاً .. إنه يبدو جيد “ اتصل الجنرال مايرز بفرانكس وسأله قائلاً ” ما هو رأيك بقصف هدف مزرعة الدورة ؟ ” لقد كان فرانكس يراقب توقيت ضرب الأهداف الحساسة بدقة ، وكان قد علم في الليلة الماضية أن CIA قد أصبحت قريبة من صدام ،ربما في مزرعة الدورة . لقد كانت هذه المزرعة تبدو هدفاً لصاروخ توما هوك كروز ، ولذلك أعطى فرانكس الأوامر إلى البحرية لبرمجة بعض الصواريخ باتجاه هذا الهدف قائلاً لهم ” ليقوم الرجال بتهيأتها طول الليل” ثم أخبرهم بعدم إطلاقها . ذلك أن الوقت ما زال ضمن وقت الإنذار البالغ 48 ساعة والذي وجهه الرئيس إلى صدام وولديه لمغادرة العراق . لقد كان فرانكس يشعر بقوة ، وقد تشاور مع رامسفيلد ، في أنه من الضروري عدم القيام بأي ضربة خلال فترة الإنذار . ثم سأله مايرز بعد ذلك ” هل يمكنك القيام بها خلال ساعتين ؟ ” فأجاب فرانكس إن بإمكانهم القيام بذلك لأن صواريخ توما هوك جاهزة للانطلاق قرار القصف بعد الساعة ( 00-.4 ) عصراً ـ وقد تجاوز الوقت في العراق بعد منتصف الليل ـ وصل إلى غرفة الموقف في البيت الأبيض آخر تقارير نجم الصخر ، ونقل حالاً إلى المكتب البيضاوي . وقال تنت للرئيس والمجتمعين معه ” يقولون أنهم الآن معه ! الولدان معاً موجودان هناك ” كذلك توجد زوجاتهم ..العائلات موجودات أيضاً ، ويتوقع أن يعود صدام ما بين الساعة 2.30 ـ -.3 صباحاً ، أي في أقل من ساعتين . يوجد ملجأ وقد قام أحد نجوم الصخر بقياس مكانه ودخل فيه وأخذ له قياسات تخمينية . فسأل هادلي ( سول ) ” هل بإمكانك أن تريني أين يقع الملجأ ؟ ولم يكن ( سول ) متأكداً ، إلا أنهما نظرا إلى الصور المأخوذة من فوق وحاول هادلي رسم تخطيط للملجأ ، ثم قام مكلوكلن برسم تخطيطات هندسية أولية للملجأ – كان باول هو الشخص الرئيسي الوحيد غير موجود . وفي الساعة ( 5.15 عصراً ) أخبر الرئيس رايس بالقول أنه من الأفضل أن تتصلي بكولن ” فأتصلت به قائلة ” كولن …تعال إلى البيت الأبيض ” دون أن تقدم له أي إيضاح . وعندما وصل باول خلال بضعة دقائق قدموا له إيجازاً حول الموضوع فحاول أن لا يقحم نفسه لأنها أساساً مسألة عسكرية . وبعد أخذ ورد قال باول في النهاية (( إن واتتنا الفرصة لقطع رؤوسهم فإن العملية ستكون مجزية )) . أما عن رامسفيلد فقد أوصى بقوة أن تتم الضربة ووافقه تشيني بالرغم من أنه لم يكن كما يبدو يريد إقحام نفسه . – كانت القوة الجوية تتابع التقارير المخابراتية وقد جهزت في الليلة السابقة طائرة من نوع F.117 . فسأل فرانكس ما هي احتمالية أن تذهب طائرة واحدة نوع F.117 لتسقط القنبلتين ؟ بالرغم من أنها متخفية وتتجنب الرادار ، ذلك أن على طائرة F.117 أن لا تشغل أجهزة ألإنذار المبكر لتجنب الدفاعات الجوية العراقية . وقد جاء الجواب أن القوة الجوية بإمكانها أن تقول أنه توجد فرصة 50% لنجاح العملية . فأمر فرانكس بتهيأة قاذفتين مقدراً أن جعلهما اثنتين سيزيد من فرص النجاح . وكان سرب الطائرات في قطر قادر على تحميل طائرة ثانية من نوع F.117 . وهكذا الغي موضوع الهجوم بصواريخ توما هوك كروز. – أبلغ فرانكس المكتب البيضاوي أنه من الممكن القيام بالعملية . إلا أنه يحتاج إلى قرار نهائي لكي يبدأ بالعملية حوالي الساعة 7.15 مساءاً من أجل أن تدخل طائرتي F.117 المجال الجوي العراقي وتخرج منه سالمة قبل الفجر. – كان رامسفيلد و مايرز ورجال CIA يتراكضون خروجاً ودخولاً إلى المكتب البيضاوي ليبحثوا عن هواتف آمنة في مواقع الجناح الغربي من البيت الأبيض . أما كارد فكان قلقاً من أن تفلت من أيديهم هذه الفرصة وكان يتساءل هل تم فعلاً فهم التقارير المخابراتية وهل هناك ضرورة لتغيير الأسلحة التي سيتم بها القصف [ الطائرتان بدل الصواريخ ] بينما كان مايرز يحاول أن يعرف كم سيستغرق من الوقت لتحميل الطائرة الثانية بالقنبلتين أو كم هو الوقت لإقلاعها وطيرانها من الدوحة إلى بغداد ومن ثم العودة . وكم ستحتاج من الوقود لهذه المهمة ؟ ثم سأل أحدهم ” متى ستشرق الشمس في العراق ؟ ثم برز سؤال آخر ، فيما إذا اتخذ القرار هل يجب أن يظهر الرئيس في التلفزيون في تلك الليلة ليلقي خطابه معلناً بدء الحرب . لأن الخطاب مقرر أن يلقيه يوم الجمعة واليوم هو الأربعاء ؟ – طلب الرئيس من الجميع الخروج من المكتب البيضاوي باستثناء تشيني فسأله ” ماذا تعتقد يا دك ؟ ” فأجاب تشيني ” هذه هي أفضل المعلومات المخابراتية التي حصلنا عليها لحد الآن والتي تحدد مكان صدام .. إذا تمكنا من النيل منه فربما سنحافظ على حياة الكثيرين ونقصر أمد الحرب . وحتى لو أننا لم نتمكن من القيام بذلك ، فإننا سنهز قفصه في الأقل بشكل خطير ، وربما سنمزق سلسلة القيادة ” لقد أصبح تشيني الآن حاسماً بالقول ” أعتقد أننا يجب أن نقوم بالعملية “. ثم عاد الآخرون إلى الغرفة . وأخيراً وفي الساعة 7.12 مساءاً قال الرئيس ” لنقوم بالمهمة ” وكان ذلك قبل ثلاث دقائق من الموعد النهائي الذي حدده فرانكس للبدء بالهجوم على مزرعة الدورة . – وعندما سأل بوش منذ متى وطائرتي F117 تحلقان في الجو ومتى ستصلان إلى الهدف فكان جواب التقرير التالي أنهما قد دخلتا الأجواء العراقية . ولن تكون هناك أية تقارير أخرى لأن أجهزة الإرسال في الطائرة سوف يتم إيقافها فوق العراق . – لقد كان يوماً طويلاً بالنسبة لبوش ، و حين يتذكر ذلك في لقائه الصحفي مع المؤلف ودورد يقول ” صعدت إلى الأعلى ، لكنني لم أتمكن من النوم لان لدي ساعة ونصف الآن ” كان لا يريد أن يتكلم إلى أن تصبح الطائرات القاذفة فوق أهدافها ” لقد حاولت أن أغفوا قليلاً ” ومرة أخرى أتصل برايس ، التي قالت له لا توجد أخبار . فحاول النوم أو القراءة أو أن يجد أي شيء يفعله ولم يتمكن ، فأتصل برايس مرة أخرى فقالت ” السيد الرئيس لقد استلمنا للتو تقريراً من الشخص الموجود على الأرض يقول أن موكباً قد دخل المجمع ” فسأل بوش عن طبيعة هذا الموكب ، ذلك أنه لم يعد مجال للتراجع فستقوم الطائرتان بالقصف أولاً ثم يتبعها حالاً 36 صاروخ كروز ، لقد ضاعفوا من حزمة الصواريخ الموجهة إلى مزرعة الدورة منذ أكثر من ساعة . فقالت رايس ” إنه يعتقد أن الموكب هو لصدام حسين ” . وبعد ساعة تقريباً نزل بوش إلى المكتب البيضاوي وذهب إلى غرفته الخاصة بالقراءة الملاصقة للمكتب . قصف الدورة والخطاب تجمع رايس وكارد وبارتلت وفلتشر حول التلفزيون في مكتب رايس . وفي الساعة 9.30 مساءاً وصلت التقارير لتقول أن صفارات الإنذار قد انطلقت في بغداد وتبعها مباشرة نيران مضادات الطائرات . فقالت رايس إلى فلتشر ” إذهب ” وفي الساعة 9.45 مساء كان فلتشر على المنصة في غرفة المؤتمرات الصحفية يعلن ” أن المراحل المفتوحة لنزع سلاح النظام العراقي قد بدأت وأن الرئيس سيلقي خطاباً إلى الأمة في الساعة 10.15 دقيقة من هذا المساء ” . – أخبر مايرز هادلي بان طائرتي F117 قد ألقت بنجاح قنابلها ، إلا أن الطيارين لم يخرجا لحد الآن من المنقطة المعادية . فذهب هادلي إلى غرفة القراءة في المكتب البيضاوي ، حيث كان الرئيس يوضع له المكياج قبل إلقاء خطابه ، وسلم التقرير إلى بوش و رايس . فقال بوش ” لنصلي من أجل الطيارين “ – في الساعة 10.16 مساء ظهر الرئيس في التلفزيون ، وخلفه الأعلام وصور عائلته ، وقال ” إن المراحل الأولى ” للحملة العسكرية ضد صدام قد بدأت ، بدون أن يقدم أية تفاصيل وقال ” إن أكثر من 35 بلداً يقدمون دعماً حاسماً . إن هذه لن تكون حملة لإجراءات نصفية ” وعندما أكمل خطابه سأل رايس كيف كان الخطاب ، فأخبرته أنه واحد من أفضل خطاباته . – في الساعة 11 مساءاً أتصل هادلي بمايرز الذي أخبره أن الطيارين قد أصبحا خارج الأجواء المعادية وهما يقتربان من الأرض . فأخبرت رايس الرئيس قائلة ” إن الطيارين قد أصبحوا خارج طريق الخطر ” فأجاب بوش ” طيب . شكراً لله على ذلك “. قتلنا صدام..ولكن! – قبل الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي في شمال العراق ،منتصف الليل في واشنطن ، أرسل ( تم ) تقريراً يقول أن نجم الصخر الرئيسي أخبرهم أن صدام وولديه كانا موجودين في مزرعة الدورة عندما ضربتها القنابل والصواريخ ولكنه لا يعرف الموقف . ولم يرغب ( تم ) أن يرسل تقريراً مرة أخرى إلى أن يتأكد تماماً أنهم قد أصابوا صدام . وفي حوالي الظهيرة ـ أي قبل الفجر في واشنطن ـ أرسل ( تم ) برقية ثانية ليقول مرة أخرى أن نجوم الصخر يقولون ، ولكنه غير متأكد ، لأنه قد وصلته للتو نتف من أخبار نجوم الصخر الذين هربوا من المكان، بأن مصدرهم روكان قد قتل بصواريخ كروز ، وأن أحد ابناء صدام ، وليس واضحاً من خرج منهما وهو يصرخ ” لقد خانونا ” وأطلق الرصاص على ركبة أحد نجوم الصخر ، أما الابن الآخر فقد خرج وهو ملطخ بالدماء من بين الأحجار إلا أنه لم يكن واضحاً فيما إذا كان دمه أم دم شخص أخر . أما عن صدام فإنه جريح استناداً إلى شاهد عيان من نجوم الصخر ، وقد تم انتشاله من الحطام وأن لونه أزرق. إنه رصاصي ، وقد أعطي له الأوكسجين . لقد وضع على نقالة الجرحى ووضع في سيارة الإسعاف والتي لم تتحرك لمدة حوالي نصف ساعة قبل أن تغادر المزرعة عبر الجسر . – وفي حوالي الساعة 4.30 صباحاً أتصل تنت بغرفة الموقف وأخبر الضابط الخفر قائلاً ” أخبر الرئيس بأننا قد قتلنا ابن العاهرة ” إلا أنهم لم يوقظوا الرئيس من نومه . ومع مرور الوقت وصل بوش إلى المكتب البيضاوي في حوالي 6.30 صباحاً من يوم الخميس 20 آذار ، لكنهم اصبحوا غير متأكدين من الخبر ، لقد نجا صدام من محاولة قتله وعائلته . و فشلت عملية قصف مزرعة الدورة . الجزء الرابع الهجوم – بعد فشل عملية مزرعة الدورة وفي اليوم الأول للحرب 20 آذار 2003 ? أرسل الجنرال فرانكس تقريراً قال فيه أن القوات الخاصة تسيطر على منطقة الصحراء الغربية الواسعة و التي تشكل 25% من الأراضي العراقية مما يمكنهم من منع اطلاق صواريخ سكود ، إضافة إلى سيطرتهم على حقول النفط الجنوبية . وكان عدد العسكريين الأمريكيين الموجودين في منطقة الخليج قد بلغ مجموعهم 241.516 ? ومعهم حوالي إحدى وأربعون ألف من المملكة المتحدة والفين من استراليا ومائتين من بولندا . أما القوات الأرضية الأمريكية وحلفائها فقد بلغ عددهم 183 ألف مهيأين بمعظمهم للتحرك شمالاً من الكويت إلى داخل العراق ومن ثم التوجه إلى بغداد عبر مسافة تبلغ 250 ميلاً . – كان فرانكس ، خلال الستة عشر شهراً تقريباً من التخطيط للحرب ، قد قلص باستمرار فترة العمليات الحربية الجوية التي ستبدأ قبل أن تقوم القوات الأرضية بالغزو. وكانت خطة ها ي برد ( Hybrid plan ) قد حددت في البداية 16 يوماً للقصف قبل الغزو . ثم قام فرانكس بتخفيضه إلى خمسة أيام ، ثم تقلص في خطته الحالية إلى تسعة ساعات من القصف بالقنابل والصواريخ باسم (الصدمة والترويع) قبل الهجوم الأرضي الرئيسي. 21آذار 2003 – في الساعة السادسة صباحاً بتوقيت العراق ، من يوم الجمعة 21 آذار عبرت فرقة مشاة البحرية المارينز الأولى الحدود الكويتية ـ العراقية ، ثم تبعتها بوقت قصير الفرقة الثالثة المشاة من الجيش الأمريكي ، واندفع الهجوم الأرضي حوالي 60 ميلاً داخل العراق وكانت المقاومة ضعيفة ، أما الخسائر الأولى فكانت أربعة أمريكان وثمانية بريطانيين قتلوا في تحطم طائرة مروحية. أما عن الرئيس فلم تكن لديه قرارات مهمة ليتخذها في ذلك اليوم الجمعة 21 آذار ، ولذلك قضى معظم وقته يستمع إلى الإيجازات التي تقدم له ويتكلم مع قادة التحالف ، فقد أخبر بلير” أود أن أقول أننا قد أخذنا 40% من البلد [ العراق ] بسهولة و 85% من حقول النفط وأن هذين الإنجازين لا يصدقان من اليوم الأول 22 آذار 2003 – وفي يوم السبت 22 آذار ، قدم فرانكس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة إلى الرئيس ووزارة حربه في كامب ديفيد آخر مستجدات الحرب ، وقال إن الرتل المتقدم من فرقة المشاة الثالثة قد وصل الآن إلى عمق 150 ميل داخل العراق . وفي مكالمة هاتفية لا حقة مع بلير أخبره الرئيس ” أن سيماء فرانكس والقادة في أحاديثهم تبدو إيجابية تماماً .إنهم مسرورون بالتقدم ، وهم مسرورون بأنهم لم تطلق عليهم أسلحة الدمار الشامل ، ونحن نبحث عنها وسنجدها ” وأضاف بوش أنه يوجد بعض العسكريين العراقيين الذي استسلموا إلا أنهم ليسو بالعدد الكبير لحد الآن ، وأن الولايات المتحدة لن تحتاج ان تأخذ أسرى حرب لأن ” الآلاف منهم سيخلعون ثيابهم ويذهبون إلى بيوتهم ” . فقال بلير ” نعم أنهم يتلاشون فقط ” فردد بوش ” يتلاشون فقط . – وفي مقره الواسع في الدوحة بقطر ، كان فرانكس يتابع عبر شاشة بلازما كبيرة تقدم قواته في أرض المعركة ، حيث يؤشر باللون الأحمر إلى قوات العدو وباللون الأزرق إلى قواته وحركتها في الوقت الحقيقي لها . وقد لاحظ فرانكس أن القوات المتقدمة إلى بغداد تبدو على الشاشة بشكل بقعة كبيرة متجمعة في مكان واحد مما يجعلها هدفاً نموذجياً لهجوم يقوم به صدام بالأسلحة البابلوجيه والكيمياوية ، فانفجر فرانكس صائحاً إن امامه كارثة يجب معالجتها لأنهم يمكن أن يصبحوا هدفاً للعدو في الوقت الخطأ ، ذلك أن طائرة مروحية من القوة الجوية العراقية يمكنها بواسطة حمولة غالون واحد من المواد الكيماوية أو البابولوجية أن تنهي هذه الحشود المتقدمة إلى بغداد ، ولذلك أمر قائلاً ” أريد أن تدمر حالاً كل الطائرات المروحية والمقاتلة العراقية على الأرض . إلا أنه هدأ عندما اكتشف أن قواته المؤشرة بالأزرق ليست متقاربة لبعضها بالشكل الذي تظهره شاشة البلازما 24 آذار 2003 – في صباح يوم الإثنين 24 آذار أتصل بوتن ببوش ، وقال الرئيس الروسي له ” أن هذه الحرب ستكون صعبة بشكل شنيع بالنسبة لك.. إنني أشعر بالسوء تجاهك… إنني أشعر بالسوء ” فسأله بوش ” لماذا ؟ فقال بوتن ” لانه سيكون هناك معاناه انسانية كبيرة ” فقال بوش ” كلا… فإن لدينا خطة جيدة ، ومع ذلك فإنني أشكرك على إهتمامك ” . 28 آذار – في الأسبوع التالي واجهت القوات الأمريكية والبريطانية مقاومة من فصائل مسلحة غير اعتيادية مثل فدائيو صدام بقيادة إبنه عدي، إضافة إلى المناخ القاسي والعواصف الرملية وكذلك بطؤ التقدم ، ولذلك فإن الجنرالات مثل الليوتنت جنرال وليام ولاس قدم ملاحظات تبين أنه يعتقد أن الحرب ستكون أطول وربما ستستغرق أشهراً . لقد أصبحت فترة مظلمة بالنسبة لبوش ولفريق قيادة الجيش وقد قتل العشرات من الأمريكان ، وأصبح البعض أسرى حرب ، وكانت التغطية الإخبارية سلبية . – وفي اجتماع لبوش مع مجموعة من المحاربين القدماء يوم الجمعة 28 آذار في قاعة روزفلت قال الرئيس ” إنني لا أبدي إهتماماً إلى الصحافة.. إنها تبدو.. أنا لا أعرف كيف تبدو . إنني أستلم معلوماتي من تومي فرانكس ” وأضاف ” إن الشيء المهم هو أن نربح السلام ، وانني أؤمن أن الشعب سيكون حراً ” . – وفي إجتماع مع مجلس الأمن القومي في اليوم التالي ، لامس بوش في حديثه هذه الأفكار بالقول ” إن الشيء الوحيد المهم هو الفوز ، توجد هناك الكثير من التنبؤات الثانوية حول عالم ما بعد صدام . ولكن عملنا هو أن نتكلم مع الشعب الأمريكي ونقول لهم كم نحن فخورون بالجنود ، وأن نتكلم مع العالم لنخبرهم بأننا سننجز هذه المهمة ، وأن نتكلم إلى حلفاءنا الأوروبيين ونقول لهم شكراً على مساعدتكم ، وأن نقول للشعب العراقي أننا سنأتي لنحرر البلاد بأجمعها ، وأضاف ” لا تقلقوا بشأن الإنتصارات والتنبؤات الثانوية ، أرتقوا فوقها ، وكونوا واثقين ، تذكروا مؤيديكم ” وقال باول ” يجب أن لا نجعل الصحافة تجبرنا على التعليق على كل تطور في أرض المعركة ابقوا مركزين على الصورة الكبيرة ” وكرر بوش بالقول ” إنها ليست قضية التوقيتات القتالية ، وإنما هي قضية النصر ” . 2نسيان – في يوم الأربعاء الثاني من نيسان قدم رامسفيلد تقريراً إلى مجلس الأمن القومي قال فيه ” إن لدينا 116 ألف رجل في العراق و 310 ألف في مسرح العمليات ” وأن 55% من القصف سيوجه في هذا اليوم إلى الفرق الرئيسة الثلاث للحرس الجمهوري وهو القوة الرئيسه المقاتلة المخلصة لصدام . كما أن نصف الموجود من صواريخ توما هوك كروز قد تم إطلاقها.. إما العناصر المتقدمة من فرقة المشاة الثالثة . فإنهم يبعدون عن بغداد عشرة أميال ، وقد قامت القوات الأمريكية بفتح جبهة ثانية صغيرة بواسطة القوات شبه العسكرية في شمال العراق . من جهة إخرى فإن مركز القيادة العسكرية قد أرسل تقريراً إلى الرئيس يقول فيه أن فرقتين من الحرس الجمهوري قد أصبحتا غير فاعلتين قتالياً . 9 نيسان – في صباح يوم الأربعاء 9 نيسان ، قدم فرانكس إلى الرئيس ومجلس الأمن القومي أخر المستجدات عن الحرب عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة وقال ” كان لنا أسبوع جيد ، القوات مستقرة والمعنويات جيدة ، والأوضاع المحلية ممتازة ، ثم أستعرض الوضع الحالي من مدينة إلى مدينة ، ففي الجنوب تم تدمير جميع تشكيلات العدو . يوجد في البصرة بعض نيران القناصين ، وفي الناصرية ظهر القادة المحليين ، وفي المنطقة الوسطى تم تدمير 90% من تجهيزات القوات العراقية ، وفي الشمال تم تقييد الجيش النظامي و تدميره بقوة لا تتجاوز خمسين الى ستين بالمائة .إلا ان الشيء الذي كان يثير التساؤل هو ما تم حذفه ، فلا يوجد حديث عن مقاومة بغداد وأزمة اللاجئين ، ولم يكن هناك استخدام للأسلحة الكيمياوية والبابلوجية ، إلا أن فرانكس قال شيئاً واحداً وهو أنه يقدر وجود 30 ألف إصابة بين العراقيين . وقد سأل الرئيس فيما إذا كانوا مدنيين أم جنود وأخبروه بأنهم جنود . لقد قدر بعض الجنرالات العسكريين العراقيين الذين قتلوا بستين ألف ، إلا أنه لم يكن أحد يعرف صحة ذلك لأنهم لم يجدوا الجثث ، وعندما سأل بوش عنها ، قالوا له أنهم قد دفنوا بملابسهم العسكرية . – وفي نهاية الإيجاز الذي قدمه فرانكس أثار بوش موضوع عراق ما بعد صدام فقال أنه مادام صدام قد دمر بلاده خلال العشرين إلى الثلاثين سنة الماضية فإن إعادة بناءه سيستغرق وقتاً , وأن إعادة الأعمار يجب أن لا يقارن بالنتيجة بمدن أمريكية أو أوروبية ” مازال لدينا الكثير من العمل للقيام به فلا تدعوا الإحتفالات تخدعكم ” . – كان يوم 9 نيسان رمزاً لنهاية دور صدام ، فقد أنهارت حكومته حالما أحتل الجيش الأمريكي ضفتي نهر دجلة ، وانسل جنود المشاة البحرية المارينز إلى وسط مدينة بغداد وساعدوا مجموعة من العراقيين بإسقاط تمثال صدام الذي يبلغ طوله عشرون قدماً مستخدمين عربة مدرعة حيث سحبته بسلسلة حديدية وأسقطته . وقد ظهرت على شاشات التلفزيون بنقل مباشر إلى العالم . وعندما كان بوش يراقب التغطية في الفترات بين الإجتماعات ، علق بالقول أن التجمع يبدو صغيراً جداً . – في الساعة 11.27 صباحاً تحدث بوش مع أزنار وقال ” إن الستراتيجية تؤدي الغرض المطلوب.. إلا أنك لن ترانا نرقص للنصر أو أي شيء هنا لان الجزء الشمالي الثالث من العراق ـ الموصل دكركوك وتكريت مازالت في أيدي العدو . مازال لدينا عمل نقوم به داخل بغداد وهو العثور على القيادات العليا العراقية المهمة – لقد كانوا قبل يومين قد قصفوا مطعماً اعتقدوا أن صدام وولديه موجودين فيه ، بالرغم من أنهم لحد الآن لم يعثروا على دليل أن أي منهم قد نجا من هجمات الليلة الأولى . وقال الرئيس ” إنني أعتقد شخصياً أننا قد قتلنا صدام حسين مرتين ، أعتقد أننا قد قتلنا صدام الحقيقي في اليوم الأول ، وقد قتلنا أمس شبيهه” . أما فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل فقال الرئيس ” إن هناك عدداً هائلاً من الإنفاق والكهوف وعلينا أن نسيطر على توقعاتنا حولها . إنها ستستغرق وقتاً للحفر واستخراج الحجارة للعثور على المكان الذي خزنت فيه هذه المواد. المهمة انجزت – لم يلتزم بوش بنصيحته الشخصية بتجنب رقصات النصر وأن لا يدع الإحتفالات تخدعه ، ففي الأول من مايس ، لبس قبطان الجت السابق في الحرس الجوي الوطني بتكساس ، بدلة الطيران وحط على حاملة الطائرات الأمريكية إبراهام لنكولن ، والتي كانت قريبة من ساحل سانتياغو. وفي خطاب ألقاه من على سطح حاملة الطائرات أعلن بوش ” إن العمليات القتالية الرئيسة قد انتهت في العراق ” بالرغم من أن كلامه هذا كان صحيحاً من الناحية الفنية وحذر ” إن لدينا عملاً صعباً علينا القيام به في العراق ” ، فإنه لم يكن هناك شك في أنه كان خطاب النصر . فقد ظهرت ، وهو يلقي الخطاب ، يافطة كبيرة معلقة في الخلف مكتوب عليها ( MISSION ACCOMPLISHED ) ( المهمة انجزت ) . وأضاف بوش في خطابه الذي أعده جرسون ” لقد سقط الطاغية وتحرر العراق ، إنها قضية مشرفة ، وتقدم أخلاقي كبير ” وربط الموضوع بإنزال نورماندي وأيواجيما ، التحريرات الأربعة التي قام بها فرانكلين روزفلت ومذهب ترومان وتحدي ريغان لامبراطورية الشر ، وحربه ، أي بوش ، ضد الإرهاب التي بدأت في 11/9 وقال ” بمظاهر سقوط الحالة ، فإننا نشهد ظهور عهد جديد ” .
مشاركة :