ساسي جبيل (تونس) ضمن المبادرة التي أطلقها منذ أشهر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، بإنشاء بيوت للشعر في أقطار الوطن العربي، افتُتح في مدينة القيروان التونسية، الجمعة الماضي، بيت الشعر في حضور عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وشكري بن حسن محافظ القيروان، ومحمد عبدالله البريكي مسؤول بيت الشعر في الإمارة، وتم تكليف الشاعرة التونسية جميلة الماجري رئيسة جمعية بن رشيق للشعر والنقد الأدبي مسؤولية إدارة هذا البيت الذي يمثل بمعماره التقليدي البديع فضاء للإبداع في قلب مدينة القيروان الضاربة في عمق التاريخ. وأكد العويس في كلمته بالمناسبة أن انتشار بيوت للشعر في مدن وبلدان عربية تأكيد لمشروع عربي نهضوي، يهتم بالهوية واللغة والشعر والشاعر، أطلقه ورعاه حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وها نحن اليوم في القيروان تجسيداً للعلاقات الوثيقة بين دولتي الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التونسية. وأضاف رئيس دائرة الثقافة والإعلام أن الشارقة حملت على عاتقها، بالتعاون مع الحواضر العربية الثقافية، العمل نحو الأجمل والأفضل حفاظاً على عروبتنا وهويتنا، حيث تأتي الشارقة بعبق الثقافة وروح العروبة والإسلام حاملين التاجين: تاج الثقافة العربية، وتاج الثقافة الإسلامية لتعزز التواصل مع مدينة القيروان. وخلص العويس إلى القول إن المجيء من الشارقة إلى القيروان ليس سوى إدامة للتواصل ليتضح النموذج الفريد في التآخي المعرفي والثقافي والإبداعي، وما على شعراء وأدباء تونس الخضراء إلا أن يكونوا أداة عبور إلى المستقبل. من جهته أكد شكري بن حسن محافظ القيروان مباركته هذا المشروع الثقافي الذي تحقق اليوم في إطار مبادرة حاكم الشارقة بإنشاء بيوت للشعر في كل أقطار الوطن العربي قائلاً: «شكراً له على اختيار القيروان لتجسيد هذا المنجز الثقافي الذي من شأنه أن يسهم في مزيد من الارتقاء بالمشهد الأدبي من خلال إعلاء راية الشعر، وتحفيز الشعراء على مزيد من العطاء والتألق والإبداع خصوصاً وقد أصبح لهم ولكل المهتمين بديوان العرب بيت يدعم حضورهم ويشكل لديهم نقطة للتلاقي والتعارف وتبادل الأفكار وفضاء للنشاط والقراءة الشعرية». وأكدت الشاعرة جميلة الماجري مديرة بيت الشعر في القيروان أن هذا البيت هو ثمرة مباركة لمبادرة رائدة غير مسبوقة في تاريخ الأدب العربي، فبعد تأسيس بيوت للشعر بكل من المفرق في الأردن ونواكشوط في موريتانيا والأقصر في مصر، تكون القيروان رابعة الثلاث كما هي رابعة الثلاث في تاريخها الإسلامي بعد مكة والمدينة والقدس. وأضافت الماجري أن القيروان بهذا البيت تستعيد مجدها الأدبي القديم وتتوهج بفضل هذه المبادرة التاريخية لصاحب السمو حاكم الشارقة، وهو ما يعكس عمق حكمته والبعد الفكري لسموه وبعد نظره في زمن باتت المراهنة فيه على الثقافة مطلباً ملحاً ورهاناً ناجعاً لا يذوب ولا يتلاشى في هذا العصر المتعولم. جدير بالذكر أن افتتاح البيت شهد أمسيتين شعريتين لـ15 شاعراً من مختلف جهات الجمهورية التونسية وحفلاً فنياً وإنشاداً دينياً ومعرضاً تشكيلياً.
مشاركة :