يفتتح مساء غد في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في مدينة المحرق البحرينية، معرض الفنان سمير الصايغ بعنوان «ألف بحروف كثيرة»، في بيت بن مطر. ويعد الصايغ من روّاد الحداثة في العالم العربي، وقد دفعه شغفه الكبير بفن الخط إلى السعي باتجاه تحرير الحروف العربية من القيود التي تفرضها عليها اللغة والمعاني. ومن هنا أخذ يوجّه تركيزه نحو الخصائص الجمالية للكلمة المكتوبة كي يتمكن من خلق لغة بصرية كونية. نجح الصايغ الذي طالما زاوج بين الزخرفة والخط العربي، في تطوير أسلوب مميز خاص به. ومن خلال العناصر التقليدية المعروفة للخط والفراغ، اختزن الحروف والكلمات العربية ووضعها ضمن تراكيب هندسية مفعمة بالحياة تغطي سطوح أعماله في شكل كلي في الغالب. تمدّ أعمال الصايغ، التي تتماهى بصرياً مع الحركة الفنية الحديثة والمدرسة الهندسية التبسيطية، الجسور بين تقليدين فنيين متفاوتين زمنياً، وهي في ذلك إنما تقدم مساهمة فريدة تغني تاريخ الحداثة. ومعرض «ألف بحروف كثيرة» هو امتداد للكتاب الذي أصدره الخطاط سمير الصايغ تحت الاسم ذاته، حيث تعمل النصوص والأعمال الفنية معاً على تحرير فن الخط العربي من قيود اللغة ورفعه إلى آفاق أسمى، وجعله فن قراءة اللامقروء، وسماع اللامسموع، ورؤية ما يستغلق على الرؤية. يقدم المعرض باقة من أعمال الفنان الأخيرة التي نفذّها على القماش والورق. وُلد الفنان والشاعر والكاتب والناقد الفني والمؤرخ في لبنان عام 1945، حيث لا يزال يعيش ويعمل.