اللبناني سمير الصايغ يحرر الحروف العربية من الدلالات التقليدية

  • 3/7/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عمان- يعرض الفنان اللبناني سمير الصايغ مجموعة لوحات من تجربته الفنية التي تركز في مجملها على تحرير الحروف العربية من دلالاتها التقليدية ضمن معرض شخصي من تنظيم المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة. ويتضمن المعرض الذي ينظمه المتحف بالتعاون مع الرابطة الأردنية – اللبنانية أعمالًا تجسد تجربة الفنان مع الإمكانات الهندسية والإنشائية والتجريدية لتحرير الحروف العربية من الدلالات والمعاني والاستخدامات التقليدية والقيود القائمة على المعنى، وعدم الاكتفاء بالتركيز على الخصائص الجمالية. بوكس إذ ابتكر الصايغ، بتأثره بالخطوط الكوفية للمخطوطات القرآنية، مجموعة من الخطوط من خلال المزج بين الخط التقليدي والتصميم المعاصر. وهو يصنع بنفسه قلمه العملاق لإنتاج أعماله الخطية الحديثة، إذ يصل طول قلمه إلى 35 سم، وقد غُطِّي باللباد لرسم خطوط عريضة من الأكريليك أو الحبر على الورق أو القماش. ورغم أن هذه التقنية تستحضر الخط الياباني والصيني، إلا أن الصايغ يلتزم بنظام الزوايا والنسب الذي يمارَس في العالم العربي منذ قرون، لتكون النتيجة حروفًا قوية وديناميكية وخالية من النفعية اللغوية. ويستخدم الصايغ ألوانًا أحادية اللون وحوافَّ مربعة، بحيث يتم تفكيك كل حرف من شكله الأصلي، كي لا يكون هذا الحرف مرتبطًا بالاستخدام الدلالي؛ إذ يرى هذا الفنان أن عملية القراءة تأتي في المرتبة الثانية بعد رؤية العمل الفني. يُذكر أن الصايغ وُلد عام 1945، وهو من أوائل الخطاطين الذين تتسم أعمالهم بالحداثة عربيًّا، حصل على درجة علمية في تاريخ الفن من مدرسة الفنون الجميلة بباريس، وكرّس نفسه منذ منتصف الثمانينات لتطوير الخط العربي وتحويله إلى شكل من أشكال الفن البصري الحديث بما يتماشى مع حركة “الحروفية” التي ظهرت خلال النصف الثاني من القرن العشرين في أوساط فنانين عرب وأميركيين. عمل الصّايغ مدة طويلة في مجال النّقَد الفنيّ فكتب في صحف عديدة، من بينها جريدة ”لسان الحال” (1968 – 1970) وجريدة ”الأنوار” (1970 – 1980). وكتب أيضا في عدة مجلات، مثل مجلّةَ ”فنون عربيّةَ” التي تصدر في لندن (1978 – 1982) ومجلّةَ ”مواقف” (1969 – 1985) ومجلَّة “الكفاح العربي” (1982 – 1990) ومجلّةَ ”فنّ” (1989 – 1991). له دراسات ومقالات عديدة حول الفنّ الحديث والفنّ الإسلامي نُشِرت في المجلاّت المتخصّصِة. وهو عضو لجنة تحكيم متحف سرسق منذ سنة 1990، ومُحاضِر في دائرة التّصميم الغرافيكي بالجامعة الأميركيّة في بيروت. أقام عدة معارض فرديّةَ منذ العام 1984. وأصدر سنة 1988 كتاب ”الفنّ الإسلامي”، وهو قراءة تأمّليّةَ في فلسفة هذا الفنّ العريق وخصائصه الجماليّةَ، كما شارك في كتابة ”الفنّ الحديث في سوريا”. الشِّعر هو الوجه الآخر لسمير الصّايغ، وله ديوانان شعريّان هما ”مقام القوس وأحوال السَّهم” في العام 1980 و”مذكَّرات الحروف” في العام 2004. وفي سياق متصل يحتضن المتحف معرضًا لأعمال فنانين لبنانيين من مجموعته الدائمة، تمثل مجالات الرسم والتصوير والنحت وفنون الحفر والطباعة بتقنياتها المختلفة والتصوير الفوتوغرافي والخط العربي.

مشاركة :