طرابلس -وصل رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة اليوم الإثنين، إلى الجزائر في زيارة رسمية، حيث يرافقه عدد من الوزراء ورئيس الأركان العامة ورئيس جهاز المخابرات العامة ورئيس جهاز الأمن الداخلي. وبين المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية في بيان، أوردته بوابة إفريقيا الإخبارية، أنه كان في استقبال الدبيبة رئيس الوزراء الجزائري ووزيري الداخلية والاتصال. وكانت الحكومة الليبية المنتهية ولايتها قالت في وقت سابق إن رئيسها الدبيبة وعددا من كبار المسؤولين في الحكومة من بينهم قادة أمنيون يتوجهون إلى الجزائر في "زيارة رسمية". وتمثل الزيارة خروجا نادرا للدبيبة من طرابلس منذ عيّن البرلمان في شرق ليبيا فتحي باشاغا رئيسا للوزراء، وهي خطوة رفضها الدبيبة وسط مواجهة مسلحة بين الفصائل المتناحرة للسيطرة على الحكومة. وقالت وسائل اعلام ليبية ان رئيس الأركان العامة الفريق محمد الحداد ورئيس جهاز المخابرات العامة محمد خليفة، ورئيس جهاز الأمن الداخلي لطفي الحراري، رافقوا الدبيبة في الزيارة التي لم يعلن عنها سابقا. ورفض الدبيبة الذي تم اختياره رئيسا مؤقتا للوزراء قبل نحو عام في محادثات دعمتها الأمم المتحدة، تسليم السلطة لباشاغا، معتبرا أن حكومته "شرعية" وتنتهي مهامها بإجراء الانتخابات العامة. وكانت الانتخابات المقررة جزءا من عملية السلام المدعومة من الأمم المتحدة بهدف إعادة توحيد البلاد ووضع حد لفوضى مستمرة منذ عقد من الزمن إثر إطاحة انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي بمعمر القذافي. ولا تزال الخلافات السياسية الليبية في تصاعد وسط مخاوف من تدهور الوضع الامني وعودة البلاد الى مربع العنف خاصة وان العاصمة طرابلس شهدت بداية الشهر الجاري اشتباكات مسلحة سرعان ما تم تطويقها. وصعدت الامم المتحدة من جهودها لانهاء الازمة حيث قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الاسبوع الماضي إن ممثلين عن الحكومتين المتنافستين في البلاد بدؤوا محادثات في مصر بهدف التوصل لاتفاق بشأن إجراء انتخابات عامة وانهاء حالة الخلاف. ويرى مراقبون ان لجوء الدبيبة الى الدعم الجزائري محاولة اخيرة من الحكومة الانتقالية لكسب تاييد اقليمي مع تراجع الدعم الدولي والدعوات الداخلية والخارجية لتسليم السلطة بطريقة سلمية لتجنيب البلاد العودة الى مربع العنف. ويلاحظ ان السلطات الجزائرية التي اصبحت اكثر اهتماما بالملف الليبي تسعى لتقوية نفوذها عبر بوابة الحكومة الانتقالية واستغلال حالة الخلاف الداخلي. طرابلس - اعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط الاثنين وقف الصادرات من ميناء الزويتينة بعد دخول متظاهرين مقر الميناء، احتجاجا على بقاء حكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايتها في السلطة. ومن خلال وقف التصدير عبر ميناء الزويتينة، وهو اكبر ميناء للنفط في ليبيا، يسعى المحتجون الى دفع الدبيبة الى التنحي عن الحكم لصالح حكومة فتحي باشاغا المنتخبة في البرلمان. واعلنت مؤسسة النفط حالة القوة القاهرة في موانئ الزويتينة. وقالت في بيان "جاءت هذه التوقفات بسبب دخول مجموعة من الأفراد إلى ميناء الزويتينة ومنعت المستخدمين من الاستمرار في مباشرة الصادرات الأمر الذي جعل من تنفيذ المؤسسة لالتزاماتها التعاقدية أمرا مستحيلا". واتفقت قيادات محلية السبت على وقف انتاج النفط وتصديره من حقول وسط وجنوب ليبيا، بما فيها الزويتينة وحقل الفيل. وكانت مؤسسة النفط اعلنت ايضا الأحد حالة القوة القاهرة في حقل الفيل، وهو أكبر حقل بحوض مرزق جنوب غربي ليبيا، وينتج 125 ألف برميل يوميا. ويقول متابعون ان قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر يدعم المؤيدين لتنحي الدبيبة عن السلطة عبر إغلاق المنشآت النفطية. ورفضت حكومة الدبيبة، التي عينت قبل عام من خلال عملية قادتها الأمم المتحدة، التنحي ولا تزال موجودة في العاصمة طرابلس مما يهدد بعودة القتال أو الانقسام بين الفصائل المتناحرة في البلاد. وقال المتظاهرون في الزويتينة في بيان عبر رابط فيديو أمس الأحد إنهم سيوقفون الإنتاج حتى يترك الدبيبة منصبه، وطالبوا بإقالة رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله بعد أن حولت المؤسسة عائدات النفط إلى مصرف ليبيا المركزي. وقالت وزارة المالية في حكومة الدبيبة إن المؤسسة الوطنية للنفط حولت ستة مليارات دولار من عائدات النفط إلى حسابها في البنك المركزي يوم الخميس. وقال صنع الله في البيان الصادر عن مؤسسة النفط "نحث عموم الشعب الليبي على تكوين رأي عام محلي يهدف للحفاظ على تدفق النفط للأسواق العالمية والاستفادة من طفرة الأسعار الحالية". وجاء في بيان مؤسسة النفط "اضطر العاملون بشركات الزويتينة، ومليتة والسرير والخليج يوم الأحد الموافق 17 أبريل 2022 إلى إيقاف شامل وتدريجي للإنتاج" في إشارة إلى وحداتها التي تُصدر عبر ميناء الزويتينة. وقالت المؤسسة إن إغلاق المنشآت سيؤثر على "إنتاج الكهرباء بمحطات الزويتينة وشمال بنغازي جزئيا علاوة على أن نقص المكثفات سيؤدي الى نقص إمدادات غاز الطهي" في شرق ليبيا. وتعرض إنتاج النفط الليبي لعمليات إغلاق متكررة خلال عقد شابته الفوضى منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي، وتوقف الإنتاج بالكامل لعدة أشهر خلال القتال في عام 2020.
مشاركة :