في الإعلام على عمومه على الممارس أن يطلع على قائمة طويلة من الأسماء الجغرافية والبحار والأنهار والخلجان والجزر، ويحفظ نطقها. وعليه أيضاً أن يتابع الاستقلالات لبعض البلدان والممالك، كذك يجب (على الإعلامي) أن يعرف الكيفية التى تُدار بها المراسم والألقاب. والواضح لي أن كليات الإعلام درّست كتباً قديمة غيّر الزمن مجاريها، فنسمع قارئ النشرة أو محرر وكالة الأنباء يأتي بأسماء اندثرث، ويمنح ألقاباً ميتة لشخصيات عالمية. رُبّما بدا لوكالة الأنباء السعودية أن تطلب من الدول - وهذا من صميم عملها - مدونة تعريف المناصب والألقاب عند تلك الدول. وتحتفظ بها كمرجع عند صياغة أو بث خبر عن زائر. أحثّ على هذا لأن الصحافة عندنا تحمل ما حمّلتهُ إياها وكالة الأنباء (واس) ولا تجتهد (قصدي الصحافة) فى تغيير ما يرد إليها من (واس). فكم مرّة خلعت (واس) على الأمير تشارلز، ولى عهد بريطانيا لقب "أمير ويلز" وهو ليس كذلك بتاتاً، وليس للجملة صلة بحكم أو إدارة أو حتى استشارة فيما يخص منطقة، أو مقاطعة "ويلز" من المملكة المتحدة. ولا يُسأل عن مجريات أُمورها بأي حال. جملة أمير ويلز تقليدية لا تعني أكثر من "وليّ العهد" عندهم. والجملة تعنى الوريث الذكر لعرش المملكة المتحدة. والسبب أن الملك إدوارد الأول فى العام 1301م عندما احتل ويلز قام بإعدام آخر أمير محلي وأمّر ابنه، ومنذ ذلك الوقت أصبح ولي العهد يُسمى "أمير ويلز" لغة فقط. وينتفي اللقب ذاتيا عندما يُصبح ولى العهد ملكاً للبلاد ويُطلق اللقب على ولي العهد الجديد. الملاحظة الأخرى، وقد تكون أهم، هو أن (واس) متمسكة بكنى وألقاب قد لا يحبها من تُطلق عليهم، وأظنها جاءتنا من العهد العثماني، مثل فخامة ومعالي ودولة. فالوكالة تُطلق على الضيف "الفخامة" مادام زائراً لنا. وتجرّده منها إذا جاء اسمه وهو فى بلده، أو زار بلداً مجاوراً لنا كمرحلة من رحلته إلى المنطقة، وقد يصنع الوضع جزءاً هزلياً في الموضوع. * نافذة شعر ما هو الشعرُ.. حينَ يصبحُ فأراً كِسرةُ الخبزِ –هَمُّهُ- والغِذاءُ وإذا أصبحَ المفكِّرُ بُوقاً يستوي الفكرُ عندها والحذاءُ الراحل نزار لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :