طالب وزير التربية والتعليم، حسين إبراهيم الحمادي، بتوحيد معايير المنهاج الدراسية عربياً، من أجل نهضة تعليمية شاملة في مختلف أنحاء العالم العربي، وإنشاء نظام لتطوير المناهج والامتحانات عربياً. وذكر الحمادي، خلال جلسة الابتكار في التعليم.. نظرة مستقبلية، ضمن فعاليات قمة المعرفة، أن الوزارة وضعت حلولاً ابتكارية لسد الفجوة بين قطاع التعليم العام والعالي وسوق العمل في الدولة، تمثلت في تطوير المناهج في التعليم العام، وإشراك قطاعي التعليم العالي والقطاع الصناعي في وضع هذه المناهج، التي سيتم تجديدها بشكل مستمر كل ثلاث سنوات، لتتناسب مع التغيرات التي تطرأ عالمياً ومحلياً، مشيراً إلى أن الهيئة الوطنية للمؤهلات شريك رئيس في هذه الخطة. حسين الحمادي: الوزارة وضعت حلولاً ابتكارية لسد الفجوة بين قطاع التعليم العام والعالي وسوق العمل في الدولة. وأضاف أن خطة الوزارة تستهدف تخريج أول دفعة درست المناهج الجديدة بعد ثلاث سنوات فقط، وليس أكثر كما هو مطبق في دول أخرى، لافتاً إلى أن الوزارة تقيس بشكل مستمر كفاءة المعايير المطبقة في مناهجها وفق تلك المتبعة عالمياً. وقال الحمادي إن من أبرز تحديات العملية التعليمية إعداد الطلاب لوظائف مستقبلية غير معروفة حتى الآن، الأمر الذي فرض ضرورة إعداد وتأهيل الطلاب ليكونوا مؤهلين ذاتياً لشغل أكثر من وظيفة، من خلال إكسابهم المهارات اللازمة، وتضمينها في المناهج وأساليب التدريس. وطالب الأنظمة التعليمية بإنشاء ورش عمل لاستشراف المسستقبل بشكل مستمر، لتأسيس الطالب لما هو متوقع حدوثه خلال 20 عاماً على الأقل، وتحقيق الاستفادة القصوى من سنواتهم الدراسية، لافتاً إلى أن القرارات الحاسمة التي اتخذتها القيادة في الدولة في ما يخص التعليم، أحدثت تغييرات جوهرية في هذا القطاع، ووضعت الدولة على خارطة التعليم العالمية. وأشار إلى أن تطوير المناهج لا يمكن أن يكون كافياً لتطوير المنظومة التعليمية، حيث لابد من الاستثمار في المعلم، بتدريبه وتأهليه، الأمر الذي عملت الوزارة على تداركه بوضع معايير خاصة بالمعلم، وإطلاق مشروع رخصة المعلم، والكادر التعليمي، لتحقيق القفزة المنتظرة في مجال التعليم. وأفاد بأن الإمارات تحرص على تشارك تجاربها وأفكارها المبتكرة في مجال التعليم مع الدول الأخرى، لتحقيق الاستفادة القصوى للأطراف كافة على مستوى الوطن العربي، فضلاً عن مبادرات الدولة العالمية، مثل مسابقة تحدي القراءة العربي، التي تجمع مدارس العالم العربي، وكذا مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي. ولفت الحمادي إلى أن الوزارة تدرس تخصيص صفوف خاصة للطلبة الموهوبين، تختلف عن الصفوف التقليدية، بهدف تطوير مهاراتهم الإبداعية، وإعدادهم للمستقبل. من جهته، أفاد وزير التربية والتعليم في لبنان، إلياس بوصعب، بأن التطوير دائماً ما يواجه تحديات وصعوبات كثيرة لدى بعض الحكومات، أبرزها البيروقراطية، مشيراً إلى أن المناهج التي تدرس في كثير من النظم التعليمية متأخرة عن المناهج الحديثة التي يجب أن يتعلمها الطلبة بين 15 إلى 20 سنة. ولفت إلى أن دولة لبنان عملت على تطوير المناهج التعليمية لتصبح تفاعلية، من خلال إدخال الأدوات التعليمية الذكية إلى الصفوف الدراسية، حيث يُدرس المنهاج بشكل مبدع، يمكن الطلبة من اكتساب المهارات التعليمية اللازمة. وأشار إلى أن وجود 250 ألف طالب لبناني في المدارس الحكومية، مقابل 450 ألف طالب نازح من سورية، يشكل تحدياً كبيراً تعمل الحكومة اللبنانية على اجتيازه وتخطيه، بما لا يؤثر سلباً في خطة التطوير، من خلال طرق وحلول مبتكرة، مؤكداً أن لبنان يتبع أربع ركائز أساسية لتطوير منظومة التعليم، تتمثل في تطوير المناهج، وإكساب الطلاب مهارات الإبداع والتفكير، وتطوير قدرات ومهارات المعلمين للمساهمة في تنمية الطالب، إضافة إلى استخدام وسائل تقييم للطلاب في الامتحانات لإظهار نقاط ضعفهم وقوتهم. وتابع أن من أبرز المشكلات التي تواجه العملية التعليمية في لبنان، هي عزوف كثير من الآباء عن إرسال أبنائهم إلى المدارس قبل عمر السابعة، حيث يعمدون إلى استخدامهم في أعمال الزراعة وغيرها، الأمر الذي تعمل الوزارة على القضاء عليه من خلال التوعية المستمرة بأهمية التعليم. إلى ذلك، عرف وزير التعليم العالي وتكوين الأطر في المغرب، الدكتور لحسن الداودي، الابتكار بأنه ثقافة تنشئة تبدأ من المنزل، وثقافة بذل الجهد والعطاء، وليس فقط ثقافة الأخذ، التي تعززها طرق التربية في عالمنا العربي. وقال الداودي، إن العلم موجود، لكن المطلوب هو تنمية ثقافة المجتمع، وتعزيز المعرفة وصولاً إلى الابتكار، مضيفاً أن العلم وحده لا يكفي، إذ إننا نعرف كيف نستهلك العلم والتكنولوجيا، لكن يبقى الارتقاء به للوصول إلى الابتكار. وتابع: الاستهلاك عملية أسهل من قضاء الوقت في المختبرات للمساهمة فيه، لافتاً إلى أن الازدواجية تعد إشكالية خطرة في مجتمعاتنا، فالانفصام لا يساعد على تحصيل العلم والابتكار، فلا ينفع السعي لتقليد الآخر وإثبات النفس في الوقت نفسه. وذكر أن الصين لم تتقدم من خلال مناهج أميركية، إنما من خلال مناهج ابتكرتها، تناسب بيئتها، وتلبي رؤيتها. إلى ذلك، قالت رئيس مؤسسة الأنظمة الإبداعية في التعليم، بونام بوجاني، إن التكنولوجيا عامل أساسي لتأسيس ثقافة الابتكار، إلا أنها تبقى وسيلة وليست هدفاً، مشيرة إلى أن التجارب الابتكارية المتبعة في المدارس والحضانات شملت التدريب على برمجة الروبوتات ومحاكاة تجربة السفر إلى المريخ. وقالت إن كل ذلك يتم من خلال الجهاز الخاص بالطالب، بهدف شخصنة عملية التعليم، وتصميم شكل التعلم الخاص به.
مشاركة :