تحقيق إخباري: إيجاد فرصة عمل في غزة كمن يبحث عن إبرة في كومة قش

  • 5/4/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غلب اليأس والإحباط على الشاب محمد أحمد (28 عاما) من مدينة غزة بعد فشله في إيجاد فرصة عمل مناسبة له على الرغم من مرور 5 أعوام على تخرجه من الجامعة. ولم يترك أحمد بابا لدى المؤسسات الحكومية والخاصة والبحث ميدانيا وعبر مواقع التواصل الإلكتروني إلا وطرقه أملا في حصوله على فرصة للعمل ضمن تخصصه الجامعي في إدارة الأعمال إلا أنه لم يتلق أي إشارات إيجابية، الأمر الذي تسبب في دخوله بحالة نفسية سيئة والتفكير مليا بالهجرة إلى الخارج. ويقول أحمد إنه أنهى تعليمه الجامعي وحصل على شهادته الجامعية في العام 2017 والتحق بالعديد من الدورات والبرامج التدريبية لدى مراكز ومؤسسات أهلية لزيادة فرصه في إيجاد عمل مناسب إلا أن ذلك لم يشفع له وبقي على حاله دون أي تغيير. ويقول أحمد بينما كان يجلس في حديقة الجندي المجهول وسط غزة بعد يوم شاق من البحث لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن إيجاد فرصة عمل في القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس ) كمن يبحث عن إبرة في كومة من القش، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه جعله يحلم بالهجرة إلى أوروبا ودول أخرى لتحقيق أحلامه وتحقيق ما يصبو إليه. وتابع أحمد بينما بدا عليه التأثر ان فرص العمل في غزة باتت نادرة وقليلة وإن وجدت تكون عن طريق المحسوبية ولا تعتمد على الكفاءة والمؤهلات العلمية. ولم يكن أحمد الوحيد الذي يعاني من هذا الوضع حيث يواجه مئات الآلاف من الشباب واقعا مماثلا وصعبا. ويسير الشاب هادي أبو مطيع (32 عاما) الحاصل على بكالوريس في الهندسة الزراعية من جامعة محلية، في شارع الوحدة في غزة بعد أن عاد لتوه من تقديم طلب للعمل في وزارة الزراعة وعدد من المؤسسات. ويضيف أبو مطيع هذه ليست المرة الأولى التي أتقدم فيها بطلب للعمل دون جدوى. وتابع لـ ((شينخوا)) انه مضطر للعودة إلى بيته سيرا على الأقدام لتوفير أجرة التنقل، مشيرا إلى أن الشباب في القطاع يعيشون حياة مدمرة بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجههم وتحطيم أحلامهم ومستقبلهم. ويرى مراقبون فلسطينيون أن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع والانقسام الداخلي الفلسطيني وشلل القطاع الخاص أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير. وأعلنت وزارة العمل الفلسطينية في غزة يوم الأحد الماضي عن ارتفاع كبير في نسبة البطالة في القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة. وأوضحت الوزارة في بيان بمناسبة يوم العمال العالمي الذي صادف الأول من مايو أن مجموع المتعطلين عن العمل في غزة بلغ 317 ألف باحث عن فرصة عمل، منهم 134 ألفا مسجلين على النظام لدى الوزارة. وأرجع البيان أسباب ذلك إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ العام 2007 إلى جانب شن عدة عمليات عسكرية أدت جميعها إلى التضييق على الشباب والعمال والمزارعين والصيادين، والمؤسسات وإعاقة عجلة التنمية. وكان البنك الدولي أشار في تقاريره السنوية الأخيرة إلى أن قطاع غزة من بين المناطق الأعلى في نسبة البطالة في العالم. وحذر اتحاد نقابات عمال فلسطين من استمرار الواقع المعيشي في غزة، مشيرا إلى أنه "ينذر بانفجار كبير". وحمل الاتحاد في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن الواقع الذي يعيشه سكان القطاع، مشيرا إلى أنها تتعمد جعل الناس يعيشون حياة رمادية بين الموت والحياة كنمط عقابي جماعي لمليوني إنسان. وطالب الاتحاد الدول المانحة بإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني من الانهيار الكامل والقريب إذا بقي الحال على ما هو عليه، كما دعا منظمة العمل الدولية لفتح تحقيق مستقل في الإجراءات الإسرائيلية بحق العمال الفلسطينيين. ويحتفل عمال العالم في الأول من مايو كل عام بعيد العمال العالمي، بحيث تقام احتفالات سنوية في الدول تكريما لهم، وهو يوم عطلة رسمي في غالبية الدول. وقال الاتحاد إن عمال غزة يعيشون واقعا صعبا ومريرا هو الأسوأ على الإطلاق. وأضاف ان أعداد المتعطلين عن العمل وصل إلى أكثر من 250 ألف عامل، وبلغت نسبة البطالة 55%، فيما بلغت نسبة الفقر قرابة 80%، ولا زال الآلاف ينضمون لجيش البطالة كل مرة. من جهتها قالت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إن مكافحة البطالة بين جيل الشباب هدف مركزي لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني. وطالبت الحركة بإعادة توزيع الموازنة الفلسطينية وتخصيص موارد أكبر للمشاريع الإنتاجية وللصحة و التعليم والرعاية الاجتماعية ومكافحة كل أشكال الواسطة والمحسوبية في التعيينات.■

مشاركة :