لا يمكن أن يشعر الشخص أنه جزء من مجتمعه ومحيطه ، إلا عندما يشعر بمعاناة الآخرين، وهو ما ينشأ من خلال بحثه عن الراحة النفسية والطمأنينة التي يعكسها انتماؤه لمجتمعه وأنه جزء لا يتجزأ منه. ففي ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي شهدتها المجتمعات في الوقت المعاصر، أصبح مطلوبا العمل على تعزيز الصحة النفسية للفرد، من خلال نشر قيم العمل التطوعي ، وثقافة الشعور بالآخرين وظروفهم وتلمس احتياجاتهم ، عن طريق العمل الفردي أو الاجتماعي التطوعي وألا يكون من باب العطف والشفقة ، حتى تصبح رسالتنا في تقديم المساعدة وتقديم أسباب الفرح والسعادة للآخرين ، تعبيرا عن المسئولية والتضامن، وشكلا من أشكال الانتماء الوطني والمجتمعي، وفق ما حث عليه ديننا الحنيف، الذي دعا إلى العطاء والتطوع ومساعدة الآخرين بالمال والجهد وكافة صور الدعم ، والتي تسمى بالتكافل الاجتماعي، قال الله تعالى (وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). والتكافل والتضامن في العمل الخيري، من صلب تراثنا البحريني العريق. فالمجتمع البحريني، خيّر بطبيعته، وعرف الكثيرين من أصحاب الأعمال الخيرية والتطوعية، وهناك أسماء كثيرة يذكرها التاريخ من خلال تطوعها وعملها الخيري ومساعدة الآخرين، مثل الأيتام والمكفوفين ومرضى متلازمة داون والتوحد وغيرهم الكثير من فئات المجتمع التي تحتاج للمساعدة وتلمس احتياجاتها والتواصل معها وتقديم كل أشكال الدعم. ويجب أن تكون هذه رسالة مجتمعية يؤمن بها كل أبناء المجتمع وتكون نهجهم وثقافتهم، وأن يتم تعزيز هذه القيم مثل قيم التضامن والتكافل الاجتماعي والعمل التطوعي ، كقيم ايجابية في السلوك اليومي لدى الأبناء ، سواء على مستوى البيت بكون الأب والأم قدوة حسنة أو على صعيد المجتمع المحلي ومحيط السكن، وترسيخ مفهوم العمل التطوعي كمنهج في المدارس ، لكي تتربي عليه الأجيال ويصبح قيما متوارثة لديهم.
مشاركة :