كثيرًا ما يلتقي الشباب مع بعضهم البعض، سواء في الاستراحات، أو المقاهي، ويدور حوار حول كثير من القضايا المختلفة، ولكوننا نعيش -ولله الحمد- في وطن يُطبِّق الشريعة الإسلامية، فإن معظم القضايا يتم ربطها بشكل أو بآخر بالدِّين، ولذلك تظهر بعض الآراء المختلفة بشأن كثير من هذه القضايا، ولأن بعض هذه الحوارات تكون بين شباب في مقتبل العمر، ويكون هناك حماس فيما بينهم، واعتقاد ببعض الآراء، فيقوم أصحاب الفكر الضال باستغلال أمثال هؤلاء، ليبدأوا العمل على زيادة هذا الحماس، وتوجيهه نحو الاتجاه الخاطئ، وتحويله إلى تعصّب واندفاع، يصل إلى مرحلة تكفير الآخرين نتيجة ذلك الاختلاف، واعتبار أيّ رأي آخر رأيًا فاسدًا لا يمكن قبوله. هذه هي البداية التقليدية لمعظم مَن ينتمي اليوم لأصحاب الفكر الضال، وهذا ما أكَّدته بعض النماذج التي شاركت في الندوة، التي نظمتها جامعة حائل مُؤخَّرًا، حول جهود مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في حماية الفكر، إذ أكّد أحد العائدين من غياهب ذلك الفكر الضّال المتطرّف، وهو أب لخمسة أطفال، عن تجربته التي خاضها مع هؤلاء الأشرار، بأنهم قاموا بتحويل حماسه لنصرة الدِّين، إلى تشكيك وتكفير في أيّ رأي آخر، بل إنهم في أحاديثهم الخاصة يُكفِّرون رموزًا دينية، بل وأحيانًا المجتمع ككل، بمن فيهم والده، وعمدوا إلى وضع شخصيات منهم لتكون مرجعًا شرعيًّا يتم العودة لها في حال الرغبة في معرفة أي حكم شرعي. مثال آخر، وهو أب لثلاثة أطفال، أكَّد بأن ما كان يصله من كتب ومقالات وأفلام عبر الإنترنت، كان دافعًا له للالتحاق بهؤلاء، خصوصًا وأنّه لم يكن صاحب خلفية دينية، معتقدًا أن ما وصله من هؤلاء هو الحق، خصوصًا وأنهم سهّلوا له الخروج عبر التسلل غير المشروع إلى اليمن، غير أنه صُدِم عندما تم تكليفه بالقيام بعملية إرهابية في السعودية، ومن هنا بدأ الاختلاف مع القيادات الضّالة هناك، وبعد محاولاتٍ فاشلة من الإقناع قرَّر العودة، غير أنهم لم يسمحوا له، وتم سجنه وتمزيق جوازه، غير أنه تمكَّن من الفرار، والعودة إلى وطنه. هذه النماذج، وبعد عودتها من طريق الضلال، والتحاقها بمركز المناصحة، انخرطت اليوم في المجتمع، وأصبحت عوامل بناء، بعد أن كان مُخطَّطًا لها أن تكون عوامل هدم، فإلى كل مَن يسيرون في طريق الضلال، لا تيأسوا، فلازال باب العودة مفتوحًا، ولازال المجتمع يُرحِّب بكم إن عدتم عن طريق الضلال. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :