أحمد العسم يكتب: خواطر من يوم العيد

  • 5/8/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كل صباح من ثاني أيام العيد تأخذنا المشاعر إلى «ميدان الرولة» بالشارقة حيث البهجة والناس بملابسهم وأطيافهم وأصدقاء «فريجنا» بطموح كبير وتصورات لرحلة مرحة سعيدة واستطلاع عام للفرح. نحن الباحثون عن السعادة ننتظر فرح العيد بالعيدية وما نجمعه في أول يوم من العيد السعيد والاستعداد إلى ثاني أيامه. العيد بكل مشاعره يزهو بملابسنا الجديدة وعطرنا الممزوج بالعود وأطيب البخور وبدعاء الوالدين وحاجتنا إلى ظلهما ودعواتهما بأن يوفقنا الله ويحفظنا في «حلنا وترحالنا». في العيد كانت لنا مواقف تظهر سعادتنا ونحن ذاهبون إلى «الاستيشن»، موقف سيارات الأجرة كي نستقل التاكسي ونزدحم بداخله فرحين، مرةً نضحك بصوت عالٍ ومرةً نصمت وننصت إلى ما يجول في الخاطر وما نتخيل ونريد. حلو العيد بدربه واستمراره وما ينبغي استثماره من وقت نافع يجلب الفائدة. العيد التارك أثره في النفس، بنوره الساطع داخلنا والذي نكتبه على صدورنا معبرين عن أحاسيسنا في دفء وسلام، هو باب اكتشافنا وهو ما يرانا فيه. العيد أخضر في «ميدان الرولة» مكان المسامحين المتصالحين، وتحت ظل أشجاره شهدنا مساحة خضراء وتنوع ثقافات وعادات وغنى وثراءً إنسانياً عميقاً ومواقف صادقة تثري بحضورها المشاركة مع تراثنا الشعبي العميق «يولة» و«عيالة»، وأخرى من مختلف الفنون الشعبية لدول عربية وآسيوية تشاركنا الفرح بالعيد. وكم كانت كمية ما لذا وطاب من مأكولات شعبية بأيدي الأمهات اللاتي اعتدنا التهام طعامهن اللذيذ بدون أجر، ومعاملة راقية حنونة كعادة الأمهات الطيبات في كل مكان، ومعهن الحياة تكون في أمان وانشراح. دمعة على الرولة بدمع سال أزمانا أنا أبكيك يا رولة الأغصان نشوانا وأبكي رقصة العصفور وأحبابا وخلانا وأبكي فيك أصحابا أهازيجا وريحانا شعر خلف حمد ثاني. من «ميدان الرولة» في العيد تأملت الدكاكين وكيف يتحدث الناس بلطف ويؤثرونك على أنفسهم، شيء من الرب يجمع البشر على طيبة واحدة وضحكات مبشرة. من المكان نفسه التقطت صوراً ذهنية، وحفظتها في الذاكرة، وهي لا تتكرر ولا يمحوها النسيان. ذكرياتنا مثل الحياة تنزل كل ليلة وتقلب في دفتر الذكرى. حياتنا مياه تتبعنا حين يجف ريق الزمان، وتذكر النسيان بأننا نعود كلما شدنا الحنين، سلام يا يوم العيد ومحبة لمكان يجمعنا في كل عيد.

مشاركة :