صوت واحد ونزيد في الأشياء نفسها........ في فضاء السوق القديم في رأس الخيمة صوت تسمعه ولا تراه، وخطوات تسمعها ولا تنتظرها، وأرواح تأتي وتغادر تاركةً علاقاتها حريراً على واجهة المقهى والدكاكين تنظر إلى قمر الليل، تشير إلى «عزيز البلد» الذي يدفع بصوته المراكب، الميناء يحث الصيادين على الزيادة، من أجل غير القادرين، أقول: من هنا مر موكب الاحتفال باليوم الوطني، وفي هذا الفضاء بدأت الفرق الفلكلورية الشعبية بعزف أفراح العيد ومعها ألحان العيد، وكان اليوم سعيداً للأحلام داخلنا. فضاء السوق.. متعة في قلب حَمام السوق، نقلب معه صفحات الأيام، نكتب على الماء سطراً مع موجة هادئة حرفاً لا يمحى، نقفز من سطرٍ إلى آخر إلى أعماقه الثمينة، نتودد بمشاعر فياضة إلى غالٍ مر وترك نقاط إضاءة كشف بها فؤاد السوق. الحياة من أجل السوق.. نرسم بانوراما عظيمة، أبي يعبر الشارع، وبائع يطلب الرزق، وأخي يتناول إفطاره ببساطة في مطعم «كليكوت» المتعافي لا يتذمر، وحلاق جيد لا «يستخدم المقص» من أجل الحياة بنفس حرة نسمع أغانينا القديمة «أحب الدار وأهل الدار، وأحب عزيز سكن فيها» هنا الأشياء الضاربة في أعماقنا نشتاق إلى «لعبنا صغار» وكلما جففنا، سقانا من يدهِ الشهد. الحياة من أجلهِ تستحم بضوء الشمس عند شروقها ترسل ثورة سعادتها، تنطلق مصافحة أصدقاءها الأوفياء لها وكل التفاصيل من حولها، الخير في وجهة الأب، الزمن الذي يسعى بالتوكل على الله إلى الرزق بالدعاء والمحسن المنفق لوجه رب كريم، في السوق ملامحه مشرقة، هناك دائماً مكان يسرق منك اتجاهاتك، لكن يفتقد إلى شيء وهي خطوات الصدق، التي أعطت السوق جماله، خطوات «الأولين» الذين كان في حضورهم النور في السوق وابتساماتهم السبق، وحضورهم التفاؤل، أعني الشاهد على قفزتنا في الماء عند «العبرة» الحذر. نخرج من السوق… بعد أن نستأذنه ويأذن لمشاعرنا محملين ما يسعد عودتنا إلى المنزل، ما قُدر لنا ووهبنا الله من عطاء كريم، نعود بسعادتنا من القلب سعداء بتواصلنا بمن فيه نلتقي، السوق حجمه كبير يصالحنا مع جفافنا بجدرانه القديمة ويعد لنا ما هجرناه. شكراً لِمَنْ منحني وقته :الصيادون عند دخولهم الخور :الدكاكين وثقتهم بوجودي، المستخدمون الأعزاء :الجميع الذين استيقظوا حباً.
مشاركة :