أحمد العسم يكتب: ثلاث سنوات من الغياب

  • 8/21/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الأستاذ حبيب الصايغ الحاضر الذي لا يغيب والأستاذ الذي لا يُنسى.. كلما زرت العاصمة الحبيبة أبوظبي، أجدها بكل إخلاصها للوطن تدفعني إلى الوقوف صامتاً أمام جمالها، تفتح لي ذكرياتي، تمسك بيدي بوداعة رائعة إلى حيث أمكنة المثقف والكتاب وجلوسه. أجلس أقرؤني وأقرأ وجودهم وإن غابوا أو أعتذر منهم عن المجيء فيبقى قلبي ينتظر عدولهم عن رأيهم، وحيث ما وجهت لي الدعوة جئت وكنت وقرأت لي وحدثتني عن حب الوطن والعاصمة الحبيبة. استمعت، لمعت واخترت جلسة بلون السعادة، وددت أن تطول الأيام ولا تنتهي الدعوة. وحدك في المكان الرائع بالرغم من الغياب تتفهم الاختلاف، تترك حديث اليوم لليوم ولا تعرضه على الغد كما أن الأحلام فكرة مأخوذة عن من اتخذوا الهدوء مساراً، واهتدوا به، أنت رجل عظيم وإنسان في شجرة عائلة الكتابة والشعر، الأب، السماء، والحقيقي في الحب، والظن الأكيد. أستاذي الصديق حبيب الصايغ.. غيرت الظروف الوقت وغاب الاحتفال حين تفرق الفراغ في صمتهم وملأ فم المكان ظناً بأن الكرسي سؤال عام والغموض في المحتوى ومن يجلس عليه، هل صحيح يختبر الماء الطعم والمعدن، وحين ينفر يطعن نفسه؟ هل الماء يشرب من صحته؟ هل الهواء يساعد أحداً ويقنع ثقال القلب ويبدد نغمة الأنا ويغير لحن الوفاء ويهب النفس راحتها؟! يقول حبيب الصايغ: «عندما يتناثر حول مياه الصداقة، يبدو كئيباً ورثاً، ويجمع أجزاءَه ويبعثرها من جديد».. وإلى آخر النص يسترسل الأستاذ الإنسان يتساءل: أين الأصل؟ كيف التقينا معاً عند سطر الغياب؟ يقول الأستاذ علي أبو الريش: «فقدنا حبيب الشعر وصائغ القصيدة، ولكن سيبقى حبيب الحبيب الذي إن غاب شخصاً تبقى موسيقاه في قصيدة النثر تعزف في آذاننا كلحن خلودهِ كمبدعٍ كبير». هو الشاعر والشعر الأبدي في وجدان من عايشه ومن تنفس معه روائع حديثه هو الواضح دون تردد عن جودة النص شاعر التحولات الجميلة من القديم إلى الجديد بين الحلم والحقيقة وإن غاب هو الهامس في الروح. استمرت القراءة أخت الكتابة، والحلم هو الواقع، غنى الروح باعث الأمل واصف الطريق السهل للجيل الجديد بعناوين الأهم والأهم لجيل يحبه جداً. يقول صديقي الشاعر ناصر البكر الزعابي: «أتذكّر الأستاذ حبيب الصايغ، رحمه الله، الذي لم يبخل علينا بالنصائح، يحثّنا على المطالعة المكثّفة، كان الداعم المحفّز للشعراء الجدد». «أجيئك والعمر ينهي مكيدته حيث يبدي، وحيث المنايا معلقةٌ في حوانيت وجدي وحين يجوع أناوله أضلعي». ثلاث سنوات على الغياب.. «من حديقة القلب لك يا أيها العزيز الدائم النور، والأمل لك من القلب وضفافه الهادئة أمنيات محبة وسلام، ارقد بسلام».

مشاركة :