لو يعلم أي شخص ما للأخلاق والاحترام من دور وطريق سريع إلى قلب أي إنسان، لجعل الاحترام سلاحه الدائم، لكن بعضهم يعتقد أن «عبوس الوجه»، وعدم الابتسامة، واستخدام العبارات الجارحة، ورفع الصوت، وإحراج شخص ما أمام الآخرين هي من علامات قوة الشخصية مع أنها في علم النفس الحقيقي من علامات ضعف الشخصية، ووجود نقص ومرض نفسي لدى ذلك الإنسان، ويجب عليه الخضوع للعلاج عاجلاً. دائماً ما نلتقي بأشخاص قد نعتبرهم قدوة لنا في الحياة، ليس لجمالهم، أو أناقتهم، بل لأنهم يشعرون بمَنْ حولهم، ويتميزون بأخلاقهم العالية. أنا أشهد بأن مشرفة تربوية، ومديرة في التعليم الأهلي والأجنبي في منطقة عسير، وهي مسعدة الأسمري، لديها روح وتعامل راقٍ لم يسبق أن رأيت مثله، رغم أنها تتبوَّأ أعلى المراتب الوظيفية، ولكن لم يدخل في قلبها في يوم من الأيام أي ذرة غرور، أو تكبر، أو»شوفة نفس»، بل إن الابتسامة دائمة على شفتيها، ومهما أخطأ أي شخص فإنها تحتويه بحنانها وعطفها، وتضع يدها في يده لتصحيح الخطأ بالتوجيه، ولا تسمع منها كلمة سيئة، أو جارحة، بل إنها بأخلاقها وتعاملها تُخجل أي شخص يُخطئ فلا يعود إلى ذلك مرة أخرى، وإن أساءت إلى أحد ما فإنها تعتذر فوراً، وتعلم أن الاعتذار لا يقلِّل من قيمة الشخص، بل ترفع من قدره، وتراها تناقش، و»لا تتأمر»، تستخدم الحوار، وتأخذ برأي الطرف الآخر إن كان على صواب، وتنفذه بكل شفافية مهما كانت مكانة ذلك الشخص. نتمنى أن نجد أناساً من أمثال مسعدة في إدارات التعليم، ومدارسنا الكثيرة، لأنها تشكِّل نموذجاً للإنسان المتعلم الراقي بعلمه وفكره. لو أننا وجدنا أمثالها في حياتنا ما كنا لنجد عنفاً في مدارسنا ومنازلنا، أو شخصاً يحتقر شخصاً آخر بلسانه، أو نظراته، أو تعامله، لأنه وصل إلى منصب ما، فأخلاقنا هي سلاحنا.
مشاركة :