محمد أكرم خوجة يقتفي بالألوان أثر الفاطميين بين المهدية والقاهرة

  • 5/17/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هكذا عن للفنان الكامن في الطفل أن يطرح السؤال تلو الآخر في مدينته الضاربة في أعماق التواريخ بكثير من الحسرة والآه بعد سفر ليلمس شيئا من فراغ الروح والاهمال والضياع، انه الضياع الحضاري حيث لا أثر يذكر لمدونة تاريخية من الآثار والمواد والأشياء تعكس هذا الزخم الحضاري والتاريخي لمسقط الرأس، نعني هنا المهدية وابنها الفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة الذي راعه بعد سفر الى مصر التي بها قاهرة المعز ما تشهده معالمها من اهتمام ووعي بالأهمية تجاهها وتعهد في حين يرى عكس ذلك في بلدته التي تروي شيئا من سيرة الفاطميين، هكذا عاد بوعيه الفني التشكيلي الجمالي منبها هنا الى قيمة استعادة المكان والمعلم من حيث العناية وابراز ما يشير الى العراقة والقيمة، وهكذا جاءت الفكرة المشروع من خلال هذه الحكاية التشكيلية والجمالية وفي أسلوب مرح وبه الكثير من التلقائية والعمق بما يعيد للذاكرة ألقها وحضورها القوي في حاضر الناس وراهن أحوالهم وشؤونهم وشجونهم...  وفواطم عنوان المعرض احالة على حقبة الدولة الفاطمية والرسومات هي عبارة على رحلة بين الماضي والحاضر مع توظيف لوقائع مقتبسة من الحياة اليومية والأساطير والخرافات والأحداث الواقعية. تخير الفنان خوجة هذا المعرض لهذه الحكاية وذلك في جولة ثانية ضمن مشروع فني عمل عليه لسنوات وكانت المحطة الأولى منذ شهر برواق يحيى بالبالماريوم ليكون الموعد الثاني من خلال معرض يفتتح بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات دار سيباستيان انطلاقا من الحمعة حيث تتوزع الأعمال الفنية على فضاء العرض وفق عنوان لافت هو "فواطم" نسبة للدولة الفاطمية .لوحات ومجسمات برسوم معبرة في تلوين متناسق وبكثير من الشغف الطفولي للقول بالحكاية الفاطمية بين المهدية والقاهرة حيث السقيفة الكحلة وباب زويلة وشارع المعز والمعالم الدالة هنا وهناك على الجواهر في المسيرة التاريخية..و المتجول بين مختلف الأعمال المقدمة هنا في هذا المعرض للفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة يلمس أحساسه الدفين وعيه الجمالي التاريخي والقيمي تجاه المشترك لأجل أن لا يندثر وتسقط بالتالي جوانب من القيمة والمجد. المعرض سوف يتنقل بعد ذلك بين جهات ومدن تونسية هي سوسة ونابل والقيروان وجربة. وعن هذه التجربة وهذا المعرض يقول الفنان محمد أكرم خوجة "هو مشروع لمعرض متنقل بين الجهات تونس سوسة نابل القيروان جربة... ولفكرة انطلقت من رحلة إلى مصر حين اطلعت على تاريخ الفاطميين من خلال زيارتي لشارع المعز وباب زويلة فوجدت مكانا محافظا على هندسته ورونقه وحضارته التاريخية من خلال المباني وكل شيء وعند ررجوعي الى المهدية أردت فهم لماذا حافظت مصر على القيمة التاريخية ونحن لم نعد قادرين على المحافظة على المكان التاريخي فقمت بزيارة إلى المتحف بالمهدية ومن هنا بدأت أفكر جيدا في الطرح.. قمت بالاستعانة بالمنمنمات والصور الكاريكاتورية وثنائيات الحياة والموت و الإنسان والحيوان والأرض والسماء، استعملت عدة تقنيات من الرسم على القماش النحت الفيديو والرسم على الأواني الفخارية ..والعمل التشكيلي على لوحات هي مقتبسة من العادات والتقاليد في الحياة اليومية بطابع نقدي وساخر مع الاعتماد على ألوان تدخل البهجة". والمعرض ضمن بحث وفكرة لفنان بحساسية عالية حيث الفن لديه ابداع وشهادة وبحث عن المهدد بالنسيان والاندثار في ظل الصخب والفوضى والتداعيات المربكة.الفنان خوجة له تجارب فنية وهو الذي تشرب من جمال المهدية وسحر بحرها ليرسمها بقلبه في أشكال متعددة وهو يدير الآن رواق الفنون علي خوجة والده الرسام الشهير الراحل، وشارك اكرم في عديد الملتقيات الفنية التشكيلية والمعارض الجماعية فضلا عن معارضه الشخصية والخاصة بأعماله .

مشاركة :