أشاد الدكتور طارق شوقي، رئيس المجالس التخصصية للرئاسة المصرية، وعميد كلية العلوم والهندسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ورئيس المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي، بإطلاق مؤشر المعرفة العربي الأول، مؤكداً أنها فكرة رائدة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كما أنه إضافة جديدة ونوعية للمعرفة العربية، في هذا الوقت الحساس الذي تمر به المنطقة، لافتاً إلى أن المعرفة والتعليم النوعي والقضاء على الفقر والبطالة ستبقى مداخل أساسية لتنمية الإنسان والمجتمعات. قال شوقي في حوار شامل، إن دولة الإمارات تتربع على عرش التعليم الذكي عربياً، وأن مستقبل التعلم الذكي يتضمن نشر مفهوم التعلم التفاعلي وإيجاد بيئة تعليمية جديدة تعزز الروح الإبداعية لدى الطلاب وتمكنهم من أن يصبحوا قادة في المستقبل، مشيراً إلى أن بنك المعرفة في مصر، والذي سيطلق العام الجديد سيكون أكبر مكتبة رقمية في العالم، لاسيما أنه يتضمن المحتوى المعرفي لأكبر دور النشر في العالم. وفيما يلي نص الحوار: *ما تقييمكم لدولة الإمارات في التعليم الذكي؟ ـ إن دولة الإمارات تتربع على عرش الدول العربية في التعليم الذكي، حيث حققت قفزات نوعية لمواكبة المتغيرات العالمية، خصوصاً أن مستقبل التعلم الذكي يتضمن نشر مفهوم التعلم التفاعلي، وإيجاد بيئة تعليمية جديدة تعزز الروح الإبداعية لدى الطلاب، وتمكنهم من أن يصبحوا قادة المستقبل. إن التطوير الجذري للتعليم هو جزء أساسي من رؤية الإمارات 2021، ويمثل ضرورة وطنية للتنمية المستدامة لأن الطريق نحو مستقبل أفضل لدولة الإمارات يبدأ من المدرسة، والاستثمار في الإنسان وتنميته، وتحسين مخرجات التعليم، وربط الطالب بمجتمع المعرفة، وتمكينه من لغة العصر وأدوات التكنولوجيا الحديثة، فضلاً عن الإسهام في تعزيز توجهات الدولة ورؤيتها نحو تحقيق التنافسية العالمية، والارتقاء بمستوى المدرسة وبيئتها ومرافقها، وجودة الخدمات التعليمية بها. *وكيف ترى مؤشر المعرفة في الإمارات؟ ـ مؤشر المعرفة في الإمارات فكرة رائدة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ولاشك في أنها إضافة جديدة ونوعية للمعرفة العربية، في هذا الوقت الحساس الذي تمر به المنطقة، وتبقى المعرفة والتعليم النوعي والقضاء على الفقر والبطالة مداخل أساسية لتنمية الإنسان والمجتمعات، كما أن مؤشر المعرفة يحمل أهمية كبيرة للدول العربية، ويمكن تعزيز دوره من خلال توفير المزيد من التفاصيل لاستخراج عدد كبير من النتائج والدروس المستفادة من البحوث، واعتماد منهج المقارنة بين المؤشرات ومقارنة مهارات القرن الـ 21، إضافة إلى تصنيف الدول كدول مصدرة أو مستهلكة للمعرفة. *بما أنك رئيس المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي.. هل ترى أن لدينا أزمة في البحث العلمي؟ ـ للأسف جميع الدول العربية بها علماء ممتازون، لكن معظمهم هاجر للغرب، لذا لابد من إعادة هيكلة المراكز البحثية، بما يمكنها من التواصل مع الوزارات والجهات المعنية كافة، سواء وزارات الصناعة أو الخارجية وغيرهما، إضافة إلى ضرورة ربط البحث العلمي بالاتفاقيات الدولية حتى تزيد قوته، لأن البحث العلمي أمر أساسي للغاية في ظل التحديات الحالية المقبلة، وليس ترفاً على الإطلاق. *حدثنا عن مشروع بنك المعرفة؟ ـ إن بنك المعرفة هو أكبر مكتبة رقمية في العالم تتكون من المحتوى المعرفي لأكبر دور النشر في العالم مثل سبرنجر - نيتشر، وناشونال جيوجرافيك، وديسكفري، وإيلسفير، وكامبردج، وأكسفورد، وبريتانيكا، وإميرالد، وثومسون رويترز، والعشرات من الناشرين، وتخصص هؤلاء الناشرون في مجالات مختلفة من المعرفة كما أن منتجاتهم تتضمن وسائط رقمية متنوعة للجمهور بمختلف الأعمار وباختلاف المستويات المعرفية وذلك للاطلاع على العلوم والمعرفة التي تَوصّل إليها العالم. *هل سيكون المشروع تجارياً؟ ـ برنامج بنك المعرفة المصري سيكون متاحاً لـ 90 مليون مصري مجاناً، وهو ليس مشروعاً تجارياً، وليس هناك عمليات بيع أو شراء، بل هو بمثابة أرضية لإصلاح التعليم والبحث العلمي، وسيتاح المحتوى رقمياً عبر الإنترنت، وعلى أجهزة الكمبيوتر والآيباد والموبايل. *وماذا عن تدريب 10 آلاف معلم مصري، ومتى سيبدأ، وما الهدف من ذلك؟ ـ إن الرئاسة تضع اللمسات الأخيرة على أكبر مشروع لتدريب 10 آلاف معلم مصري، مطلع العام الجديد، حيث تقوم حالياً بإعداد المدربين الرئيسيين للمشروع والبالغ عددهم 75 مدرباً، على يد خبراء أجانب. إن الرئاسة بدأت في ذلك منذ 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقاربت على الانتهاء، فقد تم تدريب المجوعة الأولى من المعلمين، والتي تضم 25 معلماً، أمّا البقية والبالغ عددهم 50 معلماً فسيتم تدريبهم خلال شهر يناير/كانون الثاني المقبل، ليكونوا جاهزين لتنفيذ المشروع. *وكيف يتم اختيار المعلمين للتدريب؟ ـ يتم اختيارهم وفقاً للكفاءة، فهي العامل الأول والرئيسي للاختيار، كما يمكن ترشيحهم من قبل مديرية التربية والتعليم التي يتبعوها، بعد إخضاعهم للاختبارات، فكلما كان عمر المتدرب صغيراً، كانت الاستفادة، أفضل وأكبر. *في رأيكم كيف يمكن تطوير العملية التعليمية؟ ـ التطوير الحقيقي للعملية التعليمية يكون قبل تطوير المناهج، فلابد من وجود مدرسين قادرين على التفاهم واستخدام التكنولوجيا وطرق التعلم الحديثة، حتى يستفيد الطلبة استفادة كبيرة. *ماذا تتوقعون لمخرجات مشروع بنك المعرفة؟ ـ المشروع ثروة ونهضة ستسهم في القضاء على الأفكار المتطرفة والإرهاب، وسيستوعب الشباب ليكون إيجابياً، وأن العائد من الاستثمار سيكون في أيدى المصريين. *ما الذي يهدف إليه هذا المشروع؟ ـ مشروع بنك المعرفة، جاء تحقيقاً لفكر الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وهو خاص بتفعيل المجتمع المصري، ليتعلم ويفكر ويبتكر، فأدعوا وسائل الإعلام تحفيز الطلاب والمدرسين والمواطنين على تصفح بنك المعرفة، لاسيما أنه يهدف إلى البعد عن الأفكار المتطرفة. * في رأيكم ما أهم الخطوات نحو مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر؟ ـ أهم محاور المبادرة نحو مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر، هو أننا نسعى من خلال هذا المشروع إلى الارتقاء بمستوى الجودة في منظومة التعليم العالي، وضبط جودة المخرجات التعليمية والتأكد من مواكبتها لأفضل المعايير العالمية، ويعد هذا المشروع خطوة إيجابية لتحسين أداء الجامعات وتحفيزها، لتطوير خططها وبرامجها وممارساتها التعليمية، من خلال قياس جودة المخرجات التعليمية للبرامج الجامعية، والسعي للحصول على الاعتماد الأكاديمي المحلى والدولي، مع إمكانية التأكد من ملاءمة البرامج الجامعية لسوق العمل، وملاءمة البرامج العلمية والمهارية للخريجين.
مشاركة :